وبعد بداية مرتبكة في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، يبدو أن شهية المخاطر تحولت صوب الرهان على ارتفاع الأسهم والذهب، وفي المقابل يتراجع مؤشر الدولار من ذروة 10 أشهر.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء تحول مؤشر الدولار الرئيس إلى المنطقة الحمراء بيد أنه لا يزال بالقرب من أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2022.
ويحوم الدولار خلال هذه اللحظات بالقرب من مستويات 105 نقطة بتراجع في حدود 0.2%، بينما يتحرك المؤشر الرئيس في نطاق ضيق بين مستويات 105.26 نقطة ومستويات 104.98 نقطة.
وفي الوقت ذاته تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات طفيفًا بالقرب من مستويات 4.35% ولا تزال بالقرب نت أعلى مستوياتها منذ 2007.
وبينما يتراجع الدولار يحاول الذهب التمسك بمكاسبه المحدودة اليوم على أمل انكسار أو توقف حملة التشديد من جانب الفيدرالي الأميركي.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر إلى مستويا قرب الـ 1955 دولار للأوقية.
وفي غضون ذلك ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بحوالي 0.1% وصولا إلى مستويات قرب الـ 1932 دولار للاوقية.
وفي المقابل من الارتفاعات الهامشية للذهب يبدو ان الأسهم في وول ستريت أكثر ثقة من توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع الفائدة.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي خلال هذه اللحظات من كتابة ونشر التقرير بنسبة 0.3% أو ما يعادل 110 نقطة إلى 34930 نقطة.
وزادت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آندبورز 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.35% او ما يعادل 14 نقطة إلى مستويات 4505 نقطة.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر أسهم التكنولوجيا المجمع ناسداك بنسبة 0.3% او ما يعادل 40 نقطة وصولا إلى مستويات 15415 نقطة.
وتأتي تقلبات الأسواق خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء قبيل ساعات من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشان أسعار الفائدة.
وكانت الاجتماعات السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي قد أسفرت عن ارتفاع معدلات الفائدة على الاموال الفيدرالي إلى أعلى مستوياتها في 22 عام بعدما رفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 12 مرة في 14 اجتماعًا.
السيناريو الأول ويتلخص هذا السيناريو في إبقاء الفيدرالي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا.
السيناريو الثاني وهو السيناريو الذي تدعمه البيانات أيضًا وهو أن يقوم الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة خلال اليوم الأربعاء.
السيناريو الثالث وهذا السيناريو هو الأقل ترجيحًا، حيث يقوم الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس مع التأكيد على أن التضخم لا يزال مرتفعًا.
يستهدف صانعو السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ما يسمى بالهبوط الناعم للاقتصاد، أو الركود السلس لمواجهة التضخم.
ويسعى الفيدرالي الى تحقيق هدفه عبر تضيق سوق العمل من خلال رفع أسعار الفائدة والتي ترفع تكاليف اقتراض الشركات وسعيها للتوظيف وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبي للبطالة وانخفاض التوظيف.
وفي غضون ذلك ومع ضيق سوق العمل تنخفض الأجور وكذلك يتراجع الانفاق الاستهلاكي لدى المواطنين وهو ما يحد من موجات التضخم وارتفاع الأسعار.
بيد ان الفيدرالي يتحرك بحذر لتحقيق هذا الهدف من أجل الوصول بالتضخم إلى مستهدفاته عند مستويات 2%، دون أن يضر بالاقتصاد الأميركي وزخم النمو.
وأصبحت أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME FedWatch تشير إلى أن الأسواق تسعر بنسبة عالية احتمال إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه هذا الشهر.
ويرى المتداولون فرصة بنسبة 91% لبقاء المعدلات عند المستويات الحالية في سبتمبر واحتمال ما يقرب من 53% لتثبيتها أيضًا في نوفمبر، وفقًا |لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية.
وفي الوقت ذاته زادت توقعات الأسواق بشأن احتمال عدم رفع أسعار الفائدة لباقي العام الجاري حيث أصبح أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون تثبيت الفائدة.
جيروم باول
وفي وقت سابق أكد باول على أن التشديد النقدي بأقل من حاجة السوق قد يسمح لترسخ التضخم فوق المستوى المستهدف ويتطلب في نهاية المطاف سياسة نقدية أكثر عنفًا .
وفي الوقت ذاته أشار رئيس الفيدرالي إلى أن التشديد النقدي بأكثر من الحاجة قد يؤدي أيضاإلحاق ضرر غير ضروري بالاقتصاد الأميركي إحداث ركود عميق.
وقال باول: " في ظل حالة عدم اليقين يجب أن نعير إدارة المخاطر أهمية بالغة، لذا فإن البنك في الاجتماعات القادمة، سيقوم بتقييم التقدم بناءا على مجمل البيانات والتوقعات".
وأضاف باول: "سوف نحتاج إلى استقرار الأسعار لتحقيق فترة مستدامة من ظروف سوق العمل القوية التي تعود بالنفع على الجميع، وسنستمر في ذلك حتى تنتهي المهمة".