الدولار يعصف بالين.. عملة اليابان تهوي لقاع 1990
يبدو أن أويدا ورفاقه من صناع السياسة النقدية في اليابان التي فقدت منذ أيام مكانتها كثالث أكبر اقتصاد بالعالم، لا يزالون على غير ثقة بشأن التخلي عن السياسة شديدة التيسير، رغم المعانان والتدهور الذي يعصف بالين.
وعمق من تراجعات الين الأخيرة قوة الدولار الذي يحوم مؤشره بالقرب من ذروة 3 أشهر، تزامنًا وانتهاج صناع السياسة النقدية في واشنطن سياسة أكثر تشددًا من نظرائهم في طوكيو.
ووفقًا لمؤسسة ميزهو اليابانية خسر الين نحو 60 % من قوته الشرائية منذ أن وصل سعر الصرف الفعلي الحقيقي إلى ذروته التاريخية وأعلى سعر في أبريل 1995.
قاع تاريخي
وتنزلق عملة اليابان من جديد إلى مستويات القاع التاريخي خلال عام 1990، تزامنًا وتلقى رابع أكبر اقتصاد بالعالم، والثالث منذ أسبوع، العديد من الصدمات والبيانات شديدة السلبية التي تدفع طوكيو إلى انكماش وركود حاد.
وفي غضون ذلك ورغم التوقعات المتزايدة من جانب البنوك العالمية والمؤسسات الدولية بشأن ضرورة تحرك بنك اليابان بإنهاء سياسة التيسير النقدي، يبدو أن صانعي السياسة النقدية لم يحسموا أمرهم بعد.
اقرأ أيضًا- النفط يتعثر مع انفراجة في مفاوضات باريس
ويتعرض الين، الذي انخفض بالفعل بأكثر من 6.4 % مقابل الدولار منذ بداية العام، لضغوط مستمرة مع تراجع توقعات المستثمرين بشأن حجم ووتيرة دورة التيسير النقدي من الفيدرالي الأميركي
واكتسب المراهنون على تراجع الين جرأة بسبب مؤشرات على أن بنك اليابان سيقاوم بشدة رفع أسعار الفائدة حتى لو أنهى سياسة أسعار الفائدة السلبية هذا العام كما تراهن الأسواق.
الين الآن
وانخفض الين لمستويات متدنية جديدة أمام الدولار واليورو والجنيه الإسترليني وغيرهما من العملات هذا الأسبوع ويتجه نحو الانخفاض الأسبوعي الرابع أمام الدولار.
وفي غضون ذلك يسعي المضاربون للاستفادة من العوائد الأفضل في كل مكان تقريبا باستثناء اليابان حيث ستظل أسعار الفائدة هناك قرب الصفر.
ويقترب الين بشدة من قاع 34 عان أمام الدولار بعدما نزل اليوم إلى مستويات 150.6 ين للدولار، وهوى الين 6.4% مقابل الدولار منذ بداية العام.
اقرأ أيضًا- المغرب وروشتة الصندوق.. التعويم يلوح في الأفق
وانخفض الين 0.8% مقابل اليورو هذا الأسبوع ليلامس أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر عند 163.6 ين لكل يورو.
بينما تراجع الين بأكثر من 0.9% هذا الأسبوع أمام الإسترليني، ليهبط إلى أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2015 عند مستويات قرب الـ191 ينا لكل جنيه الإسترليني.
مخاوف أويدا
وبعد التراجعات الأخيرة، قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا منذ ساعات: "لا تعليق على أداء سوق العملات الأجنبية".
وأضاف محافظ بنك اليابان: "يجب أن تكون تحركات الين الياباني بسوق العملات وفقا للأساسيات الاقتصادية".
وكشف أويدا أنه اذا رفع بنك اليابان سعر الفائدة بنسبة 1%، فإن هذا الإجراء سيؤدي إلى خسارة بقيمة 40 تريليون ين باحتياطيات بنك اليابان (JGB).
ومن جديد أكد أويدا أن البنك لن يتخذ قرار بشأن الفائدة إلا إذا ارتفع اتجاه التضخم في اليابان، حين ذاك سيتخذ المركزي القرار المناسب بشأن السياسة النقدية.
نظرة متشائمة
قامت حكومة اليابان أول أمس بخفض نظرتها المستقبلية لاقتصاد البلاد في شهر فبراير للمرة الأولى منذ نوفمبر 2023، وذلك بسبب تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.
وخفضت الحكومة وجهة نظرها بشأن الإنفاق الاستهلاكي داخل اليابان لأول مرة منذ فبراير 2022، مشيرة إلى توقف التعافي في الإنفاق على الخدمات وانخفاض الانفاق على السلع غير المعمرة، بسبب عوامل مثل ارتفاع الأسعار.
اقرأ أيضًا- الأسواق تهدأ مؤقتاً.. هل هناك ما يدعو للقلق؟
وخفضت حكومة اليابان تصنيفها للإنتاج الصناعي للمرة الأولى منذ مارس 2023، مضيفة بأن الإنتاج الصناعي تضرر بسبب تعليق بعض إنتاج السيارات وشحناتها
وتأتي تلك النظرة المتشائمة بعد أقل من أسبوع على انزلاق اقتصاد اليابان بشكل غير متوقع إلى الركود بالربع الرابع، وذلك بسبب ضعف الطلب المحلي، ليفقد مكانته كثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا.
نصيحة الصندوق
وأكدت نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي جيتا جوبيناث أنه يجب على بنك اليابان أن يرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل بشكل تدريجي، لإنهاء سياسة التحكم في منحنى العائد (YCC)،
وقالت جوبيناث: "في إمكان بنك اليابان إنهاء سياسة أسعار الفائدة السالبة بسلاسة نظرا لتوقعات السوق الحالية والتي تشير إلى أن سعر الفائدة الحقيقي سيظل منخفضا للغاية".
وأضافت جوبيناث: "بنك اليابان يجب أن تقوم بتشديد سياسته المالية، وعلى بنك اليابان خفض إجراءاته التيسيرية النقدية، نظرا لتزايد المخاطر التضخمية الصعودية خلال العام الماضي.