حذّر محللو «بنك أوف أميركا»، اليوم الجمعة، من احتمال تعرض الأسواق الأوروبية لتصحيح حاد بنسبة تصل إلى 15%، في ظل مخاطر متزايدة من خيبات الأمل على صعيد الأداء الاقتصادي، وبطء التقدّم في الملف التجاري مقارنةً بتوقعات المستثمرين.
وفي مذكرة بحثية، أشار استراتيجيو البنك الأميركي إلى أن الأسهم الأوروبية ارتفعت بأكثر من 15% منذ أدنى مستوياتها المسجّلة في 9 أبريل، مدعومة ببيانات اقتصادية قوية وتهدئة نسبية في التوترات التجارية. إلا أن هذا الانتعاش، وفقاً للبنك، بات يعكس سيناريوهات إيجابية مفرطة، سواء من حيث النمو الاقتصادي أو تخفيف الشكوك التجارية، مما يرفع احتمال حدوث «خيبة أمل كبيرة» في الأسواق.
ورجّح «بنك أوف أميركا» أن تبدأ البيانات الاقتصادية في إظهار تأثير السياسات الحمائية اعتباراً من الربع الثالث من هذا العام، مؤكداً أن المخاوف المرتبطة بالتعريفات الجمركية ربما بلغت ذروتها، لكن وتيرة التقدّم في المفاوضات التجارية قد تكون أبطأ بكثير مما يتوقعه المستثمرون.
وفي هذا السياق، يرى البنك أن مؤشر «ستوكس أوروبا 600» قد يتراجع إلى مستوى 460 نقطة خلال الصيف، ما يعني انخفاضاً بنحو 15% عن مستوياته الحالية.
وتوقع المحللون أن تؤدي أسهم القطاعات الدورية أداءً أقل بنحو 10% مقارنةً بالقطاعات الدفاعية، ما يدفع البنك إلى تفضيل القطاعات الأكثر مقاومة لعدم اليقين، مثل الأغذية والمشروبات، والصحة، والسلع الاستهلاكية الأساسية، والمرافق العامة، وهي القطاعات التي أوصى البنك بزيادة الوزن النسبي لها في المحافظ الاستثمارية.
في المقابل، أوصى البنك بتقليص الوزن النسبي للأسهم الأكثر عرضة للتقلبات، خصوصاً في قطاعات مواد البناء، والبنوك، والمعدات الصناعية، والخدمات المالية.