رفع بنك «سيتي» توقعاته لسعر الذهب على المدى القصير إلى 3500 دولار للأونصة، مشيراً إلى تصاعد التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة، وذلك بعد أن كان قد حدده في 12 مايو بين 3000 و3300 دولار. وأوضح البنك في مذكرة أنه يتوقع أن تستقر الأسعار في نطاق يتراوح بين 3100 و3500 دولار خلال الفترة المقبلة.
ورغم هذه الترقية، لا يزال «سيتي» يتبنى موقفاً حذراً بشأن الذهب على المدى الطويل، مستنداً إلى سببين رئيسيين: أولهما احتمال تراجع المخاطر المرتبطة بالنمو والأسواق مع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية وتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، وثانيهما بلوغ حيازة الأسر من الذهب أعلى مستوياتها منذ نصف قرن.
ولم يغيّر البنك توقعاته على المدى القصير للبلاتين والبلاديوم، والتي بقيت عند 1050 و900 دولار للأونصة على التوالي. واعتبر «سيتي» أن الارتفاع الأخير في أسعار البلاتين مدفوع بالعناوين الإعلامية، لافتاً إلى أن استمرار الصعود يتطلب تحسناً فعلياً في الطلب النهائي. أما صعود البلاديوم، فرأى فيه البنك فرصة للتحوّط من قبل المنتجين وبيعاً على المكشوف من قبل المضاربين.
وكانت التهديدات الأخيرة من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو، قد دفعت البنك إلى إعادة رفع مستهدفه السعري للذهب. لكن في وقت لاحق من الأحد، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تأجيل تنفيذ هذه الرسوم حتى مطلع يوليو، بعد محادثة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
يُذكر أن «سيتي» كان قد رفع توقعاته لسعر الذهب إلى 3500 دولار في أبريل 2025، وهو مستوى قياسي تم تجاوزه في 22 أبريل بسبب المخاوف من تآكل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. ومع بداية انحسار التوترات التجارية، دعا البنك إلى فترة من الاستقرار في الأسعار وخفّض مستهدفه المؤقت إلى 3150 دولاراً، وهو مستوى تم بلوغه في 15 مايو.
ويتوقع «سيتي» أن يواصل الذهب التداول ضمن نطاق واسع بين 3100 و3500 دولار في النصف الثاني من 2025، مدعوماً بزيادة الطلب الاستثماري في ظل حالة عدم اليقين، واستمرار الطلب على المجوهرات في أسواق رئيسية مثل الهند والصين رغم الأسعار المرتفعة، حيث يُقدّر أن نحو 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي يُنفق حالياً على الذهب، وهي النسبة الأعلى منذ خمسة عقود.