ضربت الأسهمَ الصينيةَ موجةٌ من الجمود، في ظل ترقب الأسواق لمزيد من التحفيز، بينما تتوالي البيانات السلبية القاتمة، بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد.
وفي غضون ذلك ارتفعت كافة المؤشرات في أنحاء آسيا، بينما استقرت الأسهم الصينية مع اتجاه المؤشر الرئيسي صوب المنطقة الحمراء.
الصين ستطرح إعفاءات ضريبية للمستهلكين، وتزيد من تمويل الاستثمار في البنية التحتية جزئياً، من خلال بنوك السياسة الحكوميةاستطلاع
معضلة الصين
وفي غضون ذلك يقف المركزي الصيني والسلطات المالية، في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، في منطقة حرجة ما بين دعم الاقتصاد وضغط العملة.
وفي الأسابيع القليلة الماضية خفض المركزي الصيني أسعار الفائدة أكثر من مرة، ما أدى لتراجع اليوان، تزامنًا وتوقعات بمزيد من النزوح للاستثمارات الأجنبية.
اقرأ أيضًا- ضربة وشيكة.. واشنطن تتجه لتصعيد حرب الرقائق مع بكين
تراجع وحيد
ارتفعت كافة المؤشرات الآسيوية الرئيسية بنهاية تعاملات اليوم الأربعاء، بينما جاء التراجع الوحيد من نصيب مؤشر الصين الرئيس.
وفي غضون ذلك انخفض مؤشر شنغهاي الصيني، الذي يغطي أسهم الصين الكبرى بأقل من نقطة، ليغلق بالقرب من مستويات أمس الثلاثاء عند 3189 نقطة.
ارتفاع جماعي
وفي المقابل ارتفع مؤشر آسيا داو واسع النطاق بنسبة 1.15%، أو ما يعادل 40 نقطة، وصولا إلى مستويات 3548 خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء.
وبنهاية التعاملات اليوم الأربعاء، ارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بأكثر من 2%، ليرتفع إلى أعلى مستوياته في 33 عامًا من جديد، رابحًا ما يقرب من 656 نقطة.
وارتفعت أسهم هونغ كونغ، بعدما أنهى مؤشر هانغ سينغ التعاملات عند مستويات 19172 نقطة، بزيادة في حدود 0.12% رابحًا 24 نقطة.
وفي الهند يرتفع مؤشر سينسكس الرئيسي خلال هذه اللحظات بحوالي 0.8%، أو ما يعادل 500 نقطة تقريبًا، وصولًا إلى مستويات 63895 نقطة.
وفي سنغافورة ارتفع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة طفيفة في حدود 0.06%، أو ما يعادل نقطتين وصولا إلى مستويات 3207 نقطة.
من المرجح استئناف تمويل الاستثمار الخاص بالبنية التحتية عبر البنوك، مع تسهيل الإقراض للمساعدة في تعزيز نمو البنية التحتيةيو بي إس
بيانات سلبية
وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني، اليوم الأربعاء، أن أرباح الشركات في مايو انخفضت بنسبة 12.6% على أساس سنوي.
وتراجعت الأرباح منذ بداية العام وحتى مايو بنسبة 18.8%، وهو أبطأ إلى حد ما من الانخفاض بنسبة 21% تقريباً، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023.
وفي غضون ذلك تراجعت أرباح الشركات الصناعية الأجنبية في الصين، بنسبة 13.6% في الأشهر الخمسة الأولى من العام.
وانخفضت أرباح الشركات الخاصة بنسبة 21.3%، بينما انخفضت أرباح الشركات المملوكة للدولة بنسبة 17.7%.
اقرأ أيضًا- الانهيار وشيك.. اتفاق الحبوب بين انسحاب روسيا وبديل أوكرانيا
مزيد من التحفيز
وكشف استطلاع حديث أنه من المرجح أن يخفض بنك الشعب الصيني، سعر الفائدة على الإقراض الخاص به لمدة عام واحد بمقدار 5 نقاط أساس، إلى 2.6% في الربع الأخير من هذا العام.
ومن المتوقع أن يخفض المركزي الصيني معدل متطلبات الاحتياطي الإلزامي للبنوك في الأشهر المقبلة.
وفي غضون ذلك توقع اقتصاديون أن الحكومة الصينية، ستطرح إعفاءات ضريبية للمستهلكين، وتزيد من تمويل الاستثمار في البنية التحتية جزئياً، من خلال بنوك السياسة الحكومية.
بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، أكدت أن الرياح المعاكسة من تباطؤ النمو العالمي والعقارات لا تزال خطيرةأرغين فان ديغكويزن
تمويل الاستثمار
ويرى تاو وانغ كبير الاقتصاديين الصينيين في يو بي إس غروب، أن الصين قد تسرع إصدار السندات الحكومية المحلية الخاصة.
إضافة إلى استئناف تمويل الاستثمار الخاص بالبنية التحتية عبر البنوك، مع المزيد من الإقراض المصرفي، للمساعدة في تعزيز الاستثمار في البنية التحتية، وفقًا لوانغ.
اقرأ أيضًا- رغم محاولات إسقاطه.. الدولار سيظل الملك لـ10 سنوات أخرى
مخاوف الركود
وفي غضون ذلك أشار أرغين فان ديغكويزن، كبير محللي إيه بي، إلى أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، أكدت أن الرياح المعاكسة من تباطؤ النمو العالمي والعقارات لا تزال خطيرة.
وتوقع فان ديغكويزن أن تلجأ الصين إلى التخفيف النقدي الجزئي، والمزيد من الدعم الموجه نحو نقاط الضعف، بما في ذلك العقارات.
انتظار المركزي
ويتوقع بريان لي، من مايبانك سيكيورتيز، أن بنك الشعب الصيني (PBOC) قد ينتظر حتى أواخر الربع الثالث، أو الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، قبل أن يخفض أسعار الفائدة.
وأرجع بريان لي هذا الانتظار، إلى تواضع هدف النمو لبكين عند حوالي 5%، والمخاوف بشأن العملة.
وقال لي: "إن خفض أسعار الفائدة بسرعة في حين يرفعها الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية الأخرى، قد يهدد بمزيد من تدفقات رأس المال إلى خارج الصين".
اقرأ أيضًا- صعود جماعي.. أسهم أوروبا تتجاوز عاصفة لاغارد
