يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء، زيارة رسمية إلى السعودية تستمر 3 أيام تتناول تعزيز العلاقات الاقتصادية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ويتضمن برنامج الزيارة 3 قمم (سعودية- صينية/ خليجية صينية/ عربية صينية) تأتي في الوقت الذي تخيم فيه حالة من الضبابية على أسواق الطاقة العالمية بسبب فرض الغرب حدا أقصى لسعر النفط الروسي.
وترصد "إرم الاقتصادية" تفاصيل العلاقات الاقتصادية بين الصين والسعودية والتي تأتي على رأسها تجارة النفط، وتعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، إذ وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 87.3 مليار دولار في 2021.
وبلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار.
وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن السعودية هي أكبر مورد للنفط للصين، فهي منشأ 18% من إجمالي مشتريات الصين من النفط الخام، وبلغ إجمالي الواردات 73.54 مليون طن (1.77 مليون برميل في اليوم) في الأشهر العشرة الأولى من 2022، بقيمة 55.5 مليار دولار.
وبلغت واردات النفط العام الماضي 87.56 مليون طن، بقيمة 43.9 مليار دولار، تمثل 77 بالمئة من إجمالي واردات الصين السلعية من السعودية.
ولدى عملاق النفط السعودي أرامكو صفقات توريد سنوية مع عدد من المصافي الصينية، من بينها سينوبك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وسينوكيم وشركة شمال الصين للصناعات (نورينكو) وشركة تشجيانغ الخاصة للبتروكيماويات.
استثمارات أرامكو
واتخذت أرامكو في أوائل 2022 قرارا استثماريا نهائيا ببناء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات بعشرة مليارات دولار في شمال شرق الصين، في أكبر استثمار منفرد لها في البلاد.
والمشروع الذي أُطلق عليه اسم شركة هواجين أرامكو للبتروكيماويات هو مشروع مشترك يضم أرامكو ومجموعة هواجين للصناعات الكيماوية، وهي وحدة تابعة لنورينكو، ومجموعة بانجين سينسين الصناعية.
ويضم المشروع، المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2024، مصفاة تبلغ طاقتها 300 ألف برميل في اليوم، ومصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنويا، ومن المقرر أن توفر أرامكو ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميا من النفط الخام.
ومن بين استثمارات أرامكو بالصين، حصة 25% في شركة التكرير والبتروكيماويات المحدودة في مقاطعة فوجيان التي تسيطر عليها شركة التكرير الحكومية العملاقة سينوبك، والتي بدأت في 2008 بتشغيل مصفاة تبلغ طاقتها الإنتاجية 280 ألف برميل يوميا، ومجمع إيثيلين بطاقة 1.1 مليون طن سنويا.
ووقعت أرامكو في أكتوبر 2018 مذكرة تفاهم مع حكومة تشجيانغ لاستثمار 9% في تشجيانغ للبتروكيماويات، التي تدير أكبر مصفاة منفردة في الصين بطاقة 800 ألف برميل يوميا.
فيما تمتلك سينوبك 37.5% في ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف)، وهي مشروع مشترك مع أرامكو يشغل مصفاة بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في ينبع على ساحل البحر الأحمر.
الكهرباء
أما عن الاستثمارات في قطاع الكهرباء، فقد أعلنت شركة تطوير المرافق السعودية أكوا باور، التي يملك جزءا منها صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي بالسعودية، في سبتمبر أنها اتفقت مع صندوق طريق الحرير على الاستثمار المشترك في محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 1.5 جيجاوات في أوزبكستان مقابل مليار دولار، وهي جزء من مبادرة بكين (حزام واحد طريق واحد).
وتبني شركة الصين لهندسة الطاقة التي تديرها الدولة محطة طاقة شمسية بقدرة 2.6 جيجاوات في الشعيبة بالسعودية، المملوكة أيضا لأكوا باور.