انطلقت، اليوم الثلاثاء، النسخة الثامنة من «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، التي تجمع القادة العالميين والرؤساء التنفيذيين وصناع القرار لمناقشة الإستراتيجيات اللازمة لمواجهة أكبر التحديات التي تعترض الكوكب في عالم متصل بلا حدود.
وبحسب تقرير لمنصة «ماركت واتش»، فإن المبادرة تُدار من قِبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يمتلك إجمالي أصول يبلغ 925 مليار دولار. جزء من هذه الأموال استُثمر في شركة «بلاك روك» الأميركية، التي أنشأت في وقت سابق من هذا العام ذراعاً استثماريةً في الرياض.
وتحدث لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»، عن العوامل التي يعتقد أنها ستدعم زخم سوق الأسهم في السنوات القادمة، مشدداً على أهمية الشراكة مع السعودية.
وألقى الضوء على الاستثمارات التحويلية الضرورية للتحول الرقمي وتقليل الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى شركة متاجر التجزئة «وول مارت» كمثال على الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة عملياتها.
وقال فينك: «يوجد 9 تريليونات دولار في أسواق المال. ومع الحاجة الملحة لبناء هذه البنية التحتية، سنشهد ازدهاراً استثمارياً، وأعتقد حقاً أن هذا سيساهم في دعم سوق الأسهم في السنوات القادمة».
فينك أشار إلى أن النظرة التقليدية القائلة بأن ارتفاع أسعار الفائدة سيبطئ الاقتصاد الأميركي قد لا تكون صحيحة كما كانت سابقاً. وأكد أن التركيبة السكانية المتقدمة في الولايات المتحدة غيّرت الديناميكيات الاقتصادية، إذ يميل كبار السن إلى الادخار بشكل أكبر.
وأوضح أن معظم الأميركيين الذين يمتلكون منازل لديهم قروض عقارية ثابتة لمدة 30 عاماً، مما يعني أن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة يستغرق سنوات ليظهر.
في سياق متصل، أعرب كين غريفين، الرئيس التنفيذي لشركة «سيتاديل»، عن تفاؤله بشأن مرونة السوق، متوقعاً أن يؤدي تقليص حالة عدم اليقين بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة إلى تعزيز أسعار الأصول.
وقال غريفين: «تقليص عدم اليقين يعد أمراً إيجابياً لأسعار الأصول في معظم الأحيان»، مشيراً إلى الذروة الحالية في حالة عدم اليقين، لا سيما في السباق المتقارب بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، الذي قد يتبع بإيجاد بيئة سوقية «تعتمد المخاطرة» بمجرد انتهاء الانتخابات.
ومع توقع قادة السوق نمواً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي واستقراراً بعد الانتخابات الأميركية، قدمت «مبادرة مستقبل الاستثمار» منصة للاعبين العالميين الرئيسيين لرسم رؤيتهم نحو مستقبل اقتصادي مرن ومستدام.