تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خلال تداولات الخميس بـ«وول ستريت»، مع ترقّب الأسواق الأميركية لمجموعة جديدة من البيانات الاقتصادية وتقارير الأرباح الفصلية.
من المقرر صدور مؤشرات أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة، إلى جانب نتائج ربع سنوية من شركتي «وولمارت» و«علي بابا».
في الأثناء، هبطت أسعار النفط بعدما ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
تترقّب الأسواق صدور بيانات التضخم على مستوى المنتجين ومبيعات التجزئة، اليوم الخميس.
من المتوقع أن تُظهر بيانات وزارة العمل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي بنسبة 0.2% على أساس شهري خلال أبريل.
كان المؤشر قد انخفض في مارس للمرة الأولى منذ عام 2023، متأثراً جزئياً بتراجع أسعار البنزين، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الانتقامية المتبادلة إلى تباطؤ اقتصادي عالمي؛ مما ضغط على أسعار النفط.
على أساس سنوي، من المتوقع أن يتراجع المعدل إلى 2.5% مقارنة بـ2.7% في القراءة السابقة. كما يُنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة عن مكتب الإحصاء الأميركي.
كان الارتفاع القوي في عمليات الشراء قبل فرض الرسوم الجمركية التي أقرّها ترامب قد أدى في مارس إلى أكبر زيادة في هذا المؤشر منذ أكثر من عامين، في حين أظهرت استطلاعات منفصلة أن المستهلكين الأميركيين يتوقعون أن تؤدي الرسوم إلى رفع الأسعار.
في سياق متصل، سيلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول كلمة في مؤتمر بالعاصمة واشنطن.
كان الفيدرالي قد أبقى الأسبوع الماضي على أسعار الفائدة دون تغيير، مع تأكيد باول على قوة الاقتصاد الكلي، لكنه حذر من تصاعد المخاطر المرتبطة بالتضخم والبطالة.
من المنتظر أن تلقي نتائج شركة «وولمارت» الفصلية الضوء على الحالة العامة للمستهلك الأميركي، حيث تُعد الشركة العملاقة، المعروفة بأسعارها المنخفضة وتنوع منتجاتها، مؤشراً مهماً على ثقة المستهلكين.
كانت الشركة قد قدّمت توقعات متحفظة في فبراير، غير أن المدير المالي جون ديفيد ريني قال إن المستهلكين الأميركيين لا يزالون «مرنين» ويبحثون عن القيمة.
أشار ريني إلى أن التوقعات لم تأخذ في الحسبان تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، رغم أن الشركة أكدت هذه التوقعات في اجتماع للمحللين عُقد في 9 أبريل، أي بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم «متبادلة» على عدد من الدول.
وفقاً لتقديرات «بلومبرغ»، يُتوقع أن ترتفع المبيعات المماثلة في الولايات المتحدة، باستثناء البنزين، بنسبة 4.1% في الربع الأول، وأن تبلغ الأرباح المعدّلة للسهم 0.58 دولار، بإيرادات تُقدَّر بـ166.02 مليار دولار.
كما يُنتظر صدور نتائج من شركة التجارة الإلكترونية الصينية «علي بابا»، بالإضافة إلى شركة تصنيع المعدات الزراعية «دير آند كومباني».
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيراً إلى أن طهران «وافقت نوعاً ما» على شروط الاتفاق.
نقلت وكالة «رويترز»، أن ترامب قال إن المفاوضات مع إيران بشأن «سلام طويل الأمد» تُعد «جدية للغاية»، وذلك خلال جولته الحالية في منطقة الخليج.
كان مفاوضون من الولايات المتحدة وإيران قد عقدوا جولة جديدة من المحادثات، يوم الأحد، لمحاولة حل الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع تأكيد مسؤولين على نية الطرفين مواصلة التفاوض. ولا تزال إيران تشير إلى أنها مستمرة في تخصيب اليورانيوم.
ورغم استمرار الخلافات الرئيسية، فإن مسؤولاً إيرانياً صرّح لشبكة «NBC News» بأن بلاده مستعدة لإبرام اتفاق مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
واصلت أسعار النفط هبوطها الحاد، اليوم الخميس، مع تنامي التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما زاد المخاوف بشأن الطلب، خاصة بعد بيانات أظهرت ارتفاعاً غير متوقع في المخزونات الأميركية.
كان الخامان قد خسرا أقل من 1% في جلسة الأربعاء، منهيين موجة ارتفاع استمرت أربعة أيام وتراجعاً عن أعلى مستوى في أسبوعين.
من شأن التوصل إلى اتفاق نووي أن يسمح لإيران بزيادة صادراتها من النفط، ما قد يؤدي إلى اختلال توازن العرض والطلب في السوق العالمية. كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 3.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو، ما يشير إلى احتمال ضعف الطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم.