الأسعار الفورية تتجاوز حاجز الـ3300 دولار للأونصة
التوترات الجيوسياسية والرسوم تشعلان الأسواق
ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، مدعومة بعودة صخب التعريفات الجمركية إلى الواجهة، ما أعاد المخاوف من شبح ركود اقتصادي محتمل قد يعصف بأكبر اقتصادات العالم، ليبرز المعدن النفيس كوجهة آمنة للتحوط من حالة عدم اليقين، بعد تراجعات أسبوعية وشهرية واسعة، بالتزامن واشتعال الصدام والمواجهة بين روسيا وأوكرانيا.
قفزت أسعار الذهب اليوم مع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، في حين أدى تراجع الدولار إلى دعم المعدن الأصفر المقوم بالعملة الأميركية، إذ تنخفض تكلفة شراء السبائك لحاملي العملات الأخرى.
وتقود التوترات الجيوسياسية والمواجهات العسكرية في أوروبا والشرق الأوسط إلى تأجيج مخاوف المستثمرين، من اتساع دائرة الصراع، جنباً إلى جنب وتصاعد حدة القرارات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، وهو ما يغذي حالة عدم اليقين والضبابية وكلها أمور تؤدي إلى زياد الطلب على السبائك، والعكس تماماً كلما خفت التوترات التجارية والجيوسياسية.
◄ ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم، نحو 0.9% أو ما يعادل 30 دولاراً في الأونصة، وصولاً إلى مستويات 3319 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 5:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ ازدادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس نحو 0.8% أو ما يعادل 27 دولاراً في الأونصة، وصولاً إلى مستويات 3343.30 دولار، قرب أعلى مستوى في أكثر من أسبوع.
◄ بلغ الذهب، الذي يتغذى على بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ويستخدم أيضا للتحوط من التضخم وعدم اليقين وسط التوترات، أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار في الأسعار الفورية و3509 دولارات في العقود الآجلة خلال أبريل الماضي.
◄ انخفضت أسعار الذهب بأكثر من 28 دولاراً في نهاية تعاملات يوم الجمعة 30 مايو، مع ارتفاع العملة الأميركية أمام سلة العملات الرئيسة، بينما سجلت خسائر أسبوعية وشهرية مع غموض التوقعات بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
◄ في ختام تعاملات الأسبوع انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم أغسطس بنسبة 0.9%، أو ما يعادل 28.5 دولار، لتصل إلى مستويات 3315.4 دولار للأوقية.
◄ سجلت أسعار العقود الآجلة للشهر نفسه، خسائر أسبوعية بنسبة 2.3% أو ما يعادل 79.1 دولار، في حين انخفض المعدن النفيس بنسبة 1% أو ما يعادل 32.5 دولار، خلال تعاملات مايو الماضي.
يتوقع المستثمرون في الوقت الراهن أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام بدءاً من أكتوبر المقبل.
في حين أظهرت البيانات أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة شهد ارتفاعاً 2.1% على أساس سنوي في أبريل، وذلك مقابل توقعات بارتفاعه 2.2% .
وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي «الفيدرالي» في مايو الجاري، اتفاق صناع السياسات النقدية على استمرار نمو النشاط الاقتصادي بصورة مطردة منذ بداية العام، لكن احتمالات الركود تزايدت وباتت أكثر وضوحاً.
كما أكد أعضاء لجنة السوق المفتوحة -المسؤولين عن التصويت على قرارات أسعار الفائدة- على أن تفاقم عدم اليقين الاقتصادي يحتم على «الفيدرالي» اتباع نهج حذر حتى تتضح الآثار الكاملة للتغيرات الكثيفة في سياسات الحكومة.
كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة «تروث سوشيال» أن الصين «انتهكت بالكامل» الاتفاق التجاري، دون أن يقدّم تفاصيل، وتابع: «الصين، وهو أمر قد لا يفاجئ البعض، انتهكت تماماً الاتفاق المبرم معنا».
في الوقت ذاته أعلن ترامب يوم الجمعة الماضي عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25 إلى 50%، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى التحذير بأن أوروبا تستعد للرد.
إلى ذلك أعادت محكمة استئناف اتحادية يوم الخميس مؤقتاً فرض الرسوم الجمركية الأكثر شمولاً التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، وذلك في أعقاب حكم محكمة تجارية أميركية بتعليق الرسوم الجمركية، كذلك تصاعدت التوترات الجيوسياسية مع تصعيد أوكرانيا وروسيا الصدام بشكل كبير.