تقارير
تقاريرعامل إنشاء صيني- رويترز

أزمة الديون تختمر.. والعقار الصيني يختنق

البيانات السلبية تدفع سوق الأسهم لتراجعات حادة
صدمة تلو الأخرى يتلقاها قطاع العقار الصيني، حيث استقبل القطاع بيانات شديدة السلبية كشفت عن انخفاض أسعار المنازل الجديدة في الصين للشهر الثالث على التوالي خلال سبتمبر لتسجل أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي.

وفي إشارة إلى قتامة المشهد، تواردت أنباء منذ ساعات بشأن اتجاه عملاق العقار الصيني كانتري غاردن العقارية إلى التخلف عن سداد جميع ديونها الخارجية.

وفي غضون ذلك، أعلنت الشركة في بيان لبورصة هونغ كونغ أنها لم تتمكن من تسوية مدفوعات سندات بقيمة 15 مليون دولار مع انتهاء فترة السماح البالغة 30 يوماً.

تعافي سوق العقارات الصيني يعتمد على الأداء في الربع الرابع على أمل أن تجد إجراءات التحفيز قبولًا لدى المستثمرين.
ما هونغ- معهد تشيكسين
أسعار المنازل

وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني، اليوم الخميس، انخفاض أسعار المنازل الجديدة في الصين للشهر الثالث على التوالي خلال سبتمبر.

وقال ما هونغ كبير المحللين في معهد تشيكسين: " تبددت الآمال في حدوث تحول في الطلب خلال شهر الذروة التقليدي لشراء المنازل على الرغم من الجهود المبذولة لإنعاش قطاع العقارات المتضرر من الأزمة".

وأضاف كبير المحللين في معهد تشيكسين: "تعافي سوق العقارات الصيني يعتمد على الأداء في الربع الرابع على أمل أن تجد إجراءات التحفيز قبولًا لدى المستثمرين".

وأشار ما هونغ إلى أن أسعار المنازل الجديدة قد ترتفع في الأشهر المقبلة في حال نجحت إجراءات التحفيز في طمأنة المستثمرين وهو ما قد ينعكس قليلاً على متوسط أسعار المنازل على مدار عام 2023.

اقرأ أيضًا- للمرة الثانية.. إضراب شيفرون يتلاعب بأسعار الغاز
الانكماش الثالث

ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني، انكمشت أسعار المنازل للشهر الثالث على التوالي وصولاً لأدنى مستوى منذ أبريل الماضي.

وانكمش مؤشر أسعار المنازل على أساس سنوي خلال سبتمبر بنسبة 0.1% للشهر الثالث على التوالي، مسجلًا نفس نسبة انكماش شهري أغسطس ويوليو.

قامت الصين بتسريع وتيرة التحفيز في الأسابيع الأخيرة، من خلال تخفيف قواعد الاقتراض ورفع القيود على شراء المنازل في بعض المدن، في محاولات لتعزيز معنويات المشترين المتضررة.
ما هونغ- معهد تشيكسين
تحفيز القطاع

وقامت الصين بتسريع وتيرة التحفيز في الأسابيع الأخيرة، من خلال تخفيف قواعد الاقتراض ورفع القيود على شراء المنازل في بعض المدن، في محاولات لتعزيز معنويات المشترين المتضررة، وفقًا لما هونغ كبير المحللين في معهد تشيكسين.

وواصلت استثمارات مبيعات العقارات انخفاضاتها، مما يظهر أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم لم يخرج من الأزمة بعد على الرغم من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الرئيسية المتفائلة.

اقرا أيضًا- الغاية تبرر الوسيلة.. أميركا تخفف عقوبات أكبر احتياطي نفط بالعالم
عكس المعتاد

ويعتبر شهري سبتمبر وأكتوبر تقليديًا أشهر الذروة لمبيعات المنازل الجديدة في الصين، حيث يقدم المطورون عروضًا ترويجية ويطرحون عقارات جديدة في السوق.

بيد أنه ومن بين 70 مدينة أبلغت 54 مدينة عن انخفاض في الأسعار الشهر الماضي، مقارنة بـ 52 مدينة في أغسطس.

المدن الكبرى

بيد أنه وفي الوقت ذاته، عززت سياسات التحفيز من الطلب على الإسكان في بعض المدن الكبرى مع ارتفاع أسعار المنازل الجديدة بنسبة 0.4% من انخفاض بنسبة 0.2% في بكين.

ومع ذلك، ظل الطلب فاترًا في المدن الصغيرة التي تعاني من فائض العرض، بينما لا يزال قطاع العقارات في جميع أنحاء البلاد في حالة ركود عميق، وفقًا لما هونغ.

من المبكر توقع وصول تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى ذروته.
تينغ لو- بنك نومورا
الأزمة عميقة

ويتعرض قطاع العقارات في الصين، الذي كان ذات يوم محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، لضغوط عميقة بسبب حملة تنظيمية قامت بها السلطات منذ عام 2020 عقب أزمة تفجر أزمة ديون إيفرغراند.

وحينذاك قامت السلطات بكبح الديون المفرطة، مما أدى إلى تشديد شروط الإقراض وانكماش السيولة المتاحة لتمويل الرهن العقاري تزامنا مع زيادة مخاطر التخلف عن السداد للمطورين.

اقرأ أيضًا- رغم تصاعد المخاطر.. السيادي السعودي ينجح بجمع 3.5 مليار دولار
كانتري غاردن

وحاليًا يراقب المستثمرون عن كثب شركة كانتري جاردن، أكبر شركة خاصة للتطوير العقاري في الصين، بحثا عن علامات على ما قد يحدث ذلك بالنسبة للقطاع.

وفي غضون ذلك، انتهت أمس فترة السماح لدفع قسيمة بقيمة 15 مليون دولار على السندات الصادرة عن الشركة دون أي معلومات عن قيام الشركة بالسداد حتى الآن.

وتتجه شركة كانتري غاردن العقارية الصينية إلى التخلف عن سداد جميع ديونها الخارجية في حال فشلت في تسوية مدفوعات السندات.

وإذا حدث ذلك ستحتاج كانتري غاردن إلى إعادة هيكلة هذه الديون، كما ستتعرض الشركة أو أصولها أيضاً إلى خطر التصفية من قبل الدائنين.

أزمة ديون قطاع العقار مع المؤشرات السلبية التي تصدر تباعًا ترسل إشارات إلى الأسواق تعبر عن مدى عمق الأزمة.
تينغ لو- بنك نومورا
تحذير سابق

وحذرت كانتري غاردن منذ أيام من عدم قدرتها على الوفاء بجميع التزامات الدفع الخارجية عند استحقاقها أو خلال فترات السماح، لتنضم إلى عشرات المطورين الصينيين الذين تخلفوا عن السداد.

وتبلغ قيمة السندات الخارجية للشركة 10.96 مليارات دولار، والقروض 42.4 مليار يوان (5.81 مليار دولار)، وبالتالي فإن التخلف عن السداد من جانب كانتري غاردن سيمهد الطريق لواحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة ديون الشركات في الصين.

اقرأ أيضًا- سندات إسرائيل تسقط.. وتكلفة المخاطر بأعلى مستوى في 11 عاماً
سوق الأسهم

وانعكست تلك البيانات السلبية على الأسهم الصينية التي هبطت بقوة بنهاية تعاملات، اليوم الخميس، نزولًا إلى قاع تداولات 2023.

وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.74% نزولًا إلى مستويت إلى 3005 نقاط عند إغلاق جلسة، اليوم الخميس.

بينما هبط مؤشر سي إس آي 300 بأكثر من 2.1% ليهبط إلى مستويات بالقرب من 2530 نقطة.

وفي غضون ذلك، أغلق مؤشر شنتشن المركب بنهاية تعاملات، اليوم الخميس، على انخفاض بأكثر من 1.5% عند مستويات دون الـ 1830 نقطة.

لا يزال مبكرًا

وتعليقًا على تراجعات الأسواق، يرى تينغ لو كبير الاقتصاديين الصينيين لدى بنك نومورا إنه من المبكر توقع وصول تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى ذروته.

ولفت تينغ إلى أن الطلب على السفر قد ينخفض بشكل ملحوظ بعد إنتهاء عطلة الأسبوع الذهبي، كما أن قطاع العقارات لم يتعاف حتى الآن.

وأشار كبير الاقتصاديين الصينيين لدى بنك نومورا إلى أن أزمة ديون قطاع العقار مع المؤشرات السلبية التي تصدر تباعًا ترسل إشارات إلى الأسواق تعبر عن مدى عمق الأزمة.

اقرأ أيضًا- جرس إنذار.. أزمة ثالث أكبر اقتصاد بالعالم تتفاقم رغم قوة الأرقام

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com