كشفت بيانات حديثة صادرة عن شركة زيورخ العالمية للتأمين على الحياة – الشرق الأوسط، التابعة لمجموعة زيورخ للتأمين، عن تحول جوهري في أولويات القوى العاملة بالمنطقة، حيث تبرز "المرونة المالية" كأحد أبرز محاور الرفاه الوظيفي في ظل تصاعد الضغوط المعيشية والمخاطر الصحية وتغير المسارات المهنية.
يسلّط تقرير عملاء الشركات لعام 2025 الضوء على توجّه ملحوظ بين أصحاب العمل في دولة الإمارات، يتمثل في تزايد الوعي بأهمية توفير تغطية لحماية الدخل والتأمين ضد الأمراض الحرجة ضمن مزايا الموظفين.
ويشير التقرير إلى تراجع مستمر في متوسط أعمار المطالبين بتعويضات حماية الدخل، ما يبرز الحاجة الملحّة أمام الشركات لاعتماد هذه المنافع كركائز أساسية في استراتيجيات تعزيز مرونة القوى العاملة. فمن خلال توفير حماية الدخل، يمكن لأصحاب العمل دعم استقرار موظفيهم المالي، وهو أمر حيوي للحفاظ على الإنتاجية.
وباتت الشركات تسعى بشكل متزايد إلى تطوير استراتيجياتها في مجال الرفاه الوظيفي لمواكبة المتغيرات في احتياجات الموظفين. فعلى الرغم من أن مزايا مثل اشتراكات النوادي الرياضية وساعات العمل المرنة لا تزال تحظى بالتقدير، إلا أن القوى العاملة اليوم تبحث عن مزايا توفّر لها الحماية الحقيقية في لحظات الحياة الحرجة.
ويكشف التقرير الصادر لعام 2025، والذي يحلل مطالبات مزايا تأمين الحياة والتأمين على المعيشة لدى "زيورخ" بين عامي 2022 و2024، عن تحوّل ملحوظ في مشهد المطالبات التأمينية لصالح الاعتماد الأكبر على مزايا التأمين على الحياة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وخلال هذه الفترة، دفعت "زيورخ" أكثر من 47 مليون دولار أميركي كتعويضات عن مطالبات تأمين الحياة والعجز ضمن برامج التأمين الجماعي للشركات، ما يسلّط الضوء على الأهمية المتزايدة لتلك المنافع المالية في مختلف أنحاء المنطقة.
ويُظهر التقرير أن واحدة من كل خمس مطالبات سُدِّدت من قبل "زيورخ" في دول الخليج كانت ضمن فئة "مزايا التأمين على الحياة"، والتي تشمل حماية الدخل والتأمين ضد العجز والأمراض الحرجة.
وتوفّر هذه المنافع دعماً مالياً بالغ الأهمية للموظفين أثناء حياتهم، ما يساعدهم على مواجهة تحديات التعافي الطبي أو فقدان الدخل أو التكيّف مع تغييرات حياتية كبيرة. ويسهم هذا الدعم في تقليل الضغوط المالية، ورفع المعنويات، وتحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين.
ومع تزايد الوعي بمفهوم "المرونة المالية"، بدأت الشركات الصغيرة والمتوسطة تلعب دوراً أكثر فاعلية في توفير الحماية المالية لموظفيها، حيث تقدم تأميناً جماعياً على الحياة، ومزايا معيشية وحماية للدخل ضمن مزايا موظفيها. فقد أظهرت بيانات زيورخ أن 32% من خطط التأمين الجماعي الجديدة التي أُطلقت في عام 2025 جاءت من شركات يتراوح عدد موظفيها بين 5 و50 موظفاً، ما يؤكد التزام هذا القطاع الناشئ ببناء علاقات ثقة واستقرار داخلي تدعم النمو المستدام.
كما يتماشى هذا التوجه مع الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز بيئة الأعمال للشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات، القائمة على الابتكار والمرونة والتركيز على الأفراد.
ومع تصدر الأجيال الشابة لمشهد العمل، باتت الحماية المالية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجيات رفاه الموظفين. وهو ما يُعد فرصة فريدة أمام الشركات في الإمارات والمنطقة لتحديث حزم المزايا، وزيادة التفاعل الوظيفي، وبناء فرق عمل مستعدة لمتطلبات المستقبل.
وفي ظل تزايد أهمية المرونة المالية كعنصر رئيسي في رضا الموظفين، فإن المؤسسات التي تتبنى استراتيجيات مرنة ومتقدمة في تقديم المزايا هي الأقدر على التكيف والازدهار في بيئة العمل المتغيرة. وتؤكد هذه النتائج على أهمية التخطيط المسبق لا للحياة بعد التقاعد فقط، بل لمفاجآت الحياة خلال مراحل العمل كذلك، لا سيما مع تزايد الوعي المالي لدى جيل الشباب العامل في الشرق الأوسط.