logo
ثروات

المستثمرون يفقدون الثقة في صندوق كاثي وود "أرك إنوفيشن"

المستثمرون يفقدون الثقة في صندوق كاثي وود "أرك إنوفيشن"
تاريخ النشر:17 ديسمبر 2022, 07:01 م

عاقب السوق المستثمرون الذين اشتروا أسهم صندوق كاثي وود، "أرك إنوفيشن" المتداول في البورصة على أثر انخفاض قيمته هذا العام، حيث يبدو أن البعض فقد قناعته أخيرًا.

انخفضت بنسبة 63% منذ بداية العام أسهم الصندوق المفضل للمستثمرين وقت الوباء الذي يضم أسهم شركات التكنولوجيا التي لم تحقق أرباحاً بعد وتعتمد على النمو مقابل ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 12% منذ منتصف أكتوبر ليحد من خسائر 2022 لتصل إلى 16%، بينما تتراوح قيمة الصندوق الرئيسي لكاثي وود حول أدنى مستوى له منذ 5 سنوات.

بالتزامن مع انهيار الأسواق، ضخ المستثمرون الذين استجابوا لنداء "الشراء مع الانخفاض" أموالاً في الصندوق خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام بصافي مشتريات بقيمة 1.89 مليار دولار. ومن وقتها، وحماسهم يتضاءل. حيث سجل صافي تعاملات المستثمرين مشتريات بقيمة 76.5 مليون دولار، وفقًا لـ"فاكتسيت". ويوم 30 نوفمبر فقط، سحب المستثمرون 146 مليون دولار في أكبر تدفقات خارجة من الصندوق في يوم واحد خلال العام الجاري.

الأمل في المستقبل

أنقذ المستثمرون أسهم النمو وغيرها من أصول المضاربة بشكل جماعي هذا العام، لكن رفع الفائدة جعل لديهم فجأة خيارات لكسب عوائد مع قدر ضئيل من المخاطرة ما أفقد العديد منهم شهيتهم للشركات الخاسرة التي تحمل فرصة تحقيق عوائد في المستقبل. 

أكبر ثلاث حيازات في الصندوق، الذي يتداول بالرمز (ARKK) أسهم شركات "زووم فيديو كومينيكيشن" و"تسلا" و"إكزاكت ساينسيس"، التي قالت عنها كاثي وود إن لديها القدرة على تغيير العالم.

منذ بداية العام، خسرت أسهم "زووم" و"تسلا" نحو نصف قيمتها، كما انخفضت أسهم "إكزاكت ساينسيس"، المزود غير الهادف للربح لخدمات الكشف والتشخيص لمرض السرطان 42%. كانت كاثي أيضاً من بين مؤيدي بتكوين التي انخفضت بنحو 75% منذ ذروة صعودها في نوفمبر 2021.

رهانات خاسرة

حققت كاثي مكاسب ضخمة برهانها على شركات مماثلة في بيئة منخفضة الفائدة عامي 2020 و2021، حيث تضاعفت قيمة أسهم الصندوق في 2020 قبل مخاوف التضخم، وقد أدت احتمالية ارتفاع الأسعار، إلى توقف تقدمها.

قالت جون بوركيت، كبير مديري المحافظ في "إكسينشال ويلث أدفايزرز": "كان الرهان على استمرار الأموال السهلة لأجل غير مسمى دون خطة لإدارة المخاطر". 

تواصل كاثي وود تجاهل النقاد وتدافع عن استثماراتها، حيث غرّدت على "تويتر" مؤخرًا بأن شركات صندوقها "تضحي بالربحية على المدى القصير في سبيل تحقيق نمو مضاعف ومربح للغاية على المدى الطويل". وتوقعت كاثي خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ في نوفمبر الماضي وصول سعر البتكوين إلى مليون دولار بحلول 2030، بزيادة 6000% تقريبًا عن مستوياته الحالية.

توقعت كاثي وود ارتفاع سهم "زووم"، أكبر حيازة بصندوقها لنحو 1500 دولار للسهم في 2026، مستندة نسبياً إلى توقعات رد فعل العمال العكسي ضد العودة إلى المكاتب، بينما تبلغ توقعاتها الأساسية في حالة السوق الهابط وصول السهم إلى 700 دولار بينما أغلق الإثنين عند 73.69 دولار.

رفضت كاثي وود التعليق من خلال متحدثة باسمها.

مخاطرة أعلى

خلال الأسابيع الأخيرة، انخرطت كاثي وود في صفقات أكثر خطورة واشترت مزيد من أسهم بورصة العملات المشفرة "كوين بيس غلوبال"، والعقود الآجلة لصناديق استثمار بتكوين المتداولة في البورصة، بينما يخفض الكثيرون في "وول ستريت" المخاطر ويستعدون للركود.

في نوفمبر، أضاف صندوق "أرك إنوفيشن" المتداول في البورصة 931 ألف من أسهم "كوين بيس" بقيمة تبلغ نحو 43 مليون دولار وفقًا لـ"فاكتسيت" ليصبح ثاني أكبر مالك لأسهم "كوين بيس"، التي انخفضت 83% حتى الآن. كما زاد صندوق آخر لكاثي وود، "أرك نكست جينيريشن إنترنت" المتداول بالبورصة من اقتناء بتكوين واشترى 608 آلف سهم من صندوق "غراي سكيل بيتكوين ترست" بقيمة 6 ملايين دولار بينما انخفضت أسهم الصندوق 76% هذا العام.

يرى بعض المستثمرين أن صندوق كاثي وود ما يزال بحالة جيدة، حتى بعد الانخفاض الحاد في أسعار الأسهم. وبما أن غالبية الشركات التي يمتلكها الصندوق غير مربحة، فإن مقاييس التقييم التقليدية مثل مضاعف الربحية غير صالحة في ذلك الوقت.

قال بيل كالاهان، خبير الاستثمار الاستراتيجي في "شرودرز": "تدفق استثمارات لصندوق كاثي وود يمثل رد فعل تلقائي من بعض المستثمرين عند انخفاض شيء ما بذلك الحد لكن ذلك ليس الوضع المناسب دائمًا. فهذه الأسهم تحقق أداء جيد في بيئة نمو منخفض نسبيًا، وفائدة منخفضة أيضاً ولا يبدو أن ذلك هو الوضع الذي ننتظره الآن".

شطب الضرائب

تظهر بيانات شركة الوساطة الشهيرة لتداولات الأفراد "ويبول فايننشال إل إل سي" أن العملاء ضخوا صافي تدفقات لصندوق "أرك إنوفيشن" المتداول في البورصة هذا العام، لكن عدد الحسابات التي تملك الأموال في الصندوق آخذة في التراجع.

منذ مطلع يناير، انخفض عدد الحسابات التي تملك أموال في الصندوق 8%، كما قال الرئيس التنفيذي لـ"ويبول" أنطوني دينير، كما انخفض إجمالي عدد الحسابات لأدنى مستوى خلال العام بحلول منتصف نوفمبر. 

قال دينير: "بدأ التغيير الكبير في يوليو حيث أخذ ينخفض بشكل مطرد". 

وأشار دينير إلى احتمال تلقي صندوق "أرك إنوفيشن" ضربة أخرى الأسابيع المقبلة، إذا يستهدف بعض المستثمرون الأذكياء بيع حيازاتهم ليخفضوا مقابلها الالتزامات الضريبية قبل نهاية العام وشطبها كخسارة ضريبية.

تواصل كاثي وود محاولة وعد المستثمرين بمستقبل من النمو لكن المزيد منهم يطرحون الكثير من الأسئلة وسط انخفاض العائدات.

قال براين مولبيري، مدير محفظة العملاء في "زاكس إنفستمنت مانجمنت": "مع نموذج كاثي وود، ليس هناك شك أن شركاتها تحتاج للعلاج من السرطان حتى يرتفع سهمها بقوة لكن السؤال كيف نتمكن من القيام بأشياء غير عقلانية على هذا النحو؟".

المصدر: وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC