سوريندر سينغ كندهاري رجل أعمال ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «الدبوي غروب»، التي تتصدر سوق إطارات وتصاميم السيارات في الإمارات والمنطقة، ويُصنّف ضمن قائمة أغنى 50 هندياً في الدولة.
في حوار مع «إرم بزنس»، تحدّث كاندهاري عن مسيرته، إذ نجح في تحقيق توازن ملحوظ بين حياته المهنية والشخصية، مواصلاً قيادة أعماله بشغف.
وصل كاندهاري إلى مدينة دبي في سبعينيات القرن الماضي، كشابّ يحمل رؤى كبيرة وأحلاماً بسيطة. بعد حوالي خمسين عاماً، أصبح اسمه مرتبطاً بإحدى أكبر المجموعات الصناعية في الإمارات والمنطقة—مجموعة الدبوي، التي توظف اليوم أكثر من 2000 شخص وتعمل في 6 قارات.
في تلك الفترة يقول كاندهاري «تعاونت مع صديق واستخدمت مكتبه كنقطة انطلاق. شيئاً فشيئاً، بدأت الأمور تتشكل. كانت دبي آنذاك تتحول سريعاً إلى مركز تجاري ضخم في الشرق الأوسط، تستقبل مشترين من الخليج ومناطق أخرى حول العالم».
ويضيف «أسّست عملي في منطقة الديرة عام 1976، وسميت الشركة (الدبوي) بناءً على اقتراح موظف بلديّة طيب القلب، وتعني (رجل من دبي) بالعربية».
مع تطور دبي وإنشاء الطرق والمباني وتزايد الحاجة إلى وسائل النقل، أصبحت الإطارات جزءاً أساسياً من هذا التحول. «عقدنا شراكات قوية مع علامات تجارية عالمية، مثل: «هانكوك» (Hankook) و«إكسايد» (Exide) وغيرهما، واستمرت هذه العلاقات لأكثر من عقدين، وكانت حجر الأساس في نمونا».
واليوم، تحولت «الدبوي» من شركة إطارات طموحة إلى مؤسسة عالمية. «نعمل الآن عبر ست قارات، وتنوعت نشاطاتنا لتشمل البطاريات، والسيور الناقلة، والحلول الهندسية، ومنتجات صناعية متقدمة. وتوفر وظائف لأكثر من 2000 شخص حول العالم».
يقول كاندهاري: «منذ البداية، كنت مؤمناً بأهمية التميّز. كنت من أوائل من قدّموا ضماناً على الإطارات في وقت لم يكن فيه هذا المفهوم شائعاً في الصناعة. هذا الابتكار كسب ثقة العملاء، أتذكر جيداً حين طلبت شركة نقل محلية 100 إطار، فأطلعتهم على مخزونٍ من 10,000 إطار، وكان ذلك بداية الانطلاقة الحقيقية».
وأضاف: «اعتمدنا على الجودة والابتكار ورعاية العملاء. شاركنا بفاعلية في دبي، ووفّرنا الإطارات خلال طفرة البنية التحتية. مثّلنا علامات مرموقة، مثل: «غوديير» (Goodyear)، و«كونتيننتال» (Continental)، و«هانكوك»، و«إكسايد» و«سيات» (CEAT) على مدى عقود».
من بين 2000 موظف في المجموعة اليوم، يعمل نحو 1100 منهم في الإمارات. وأصبحت العلامة الخاصة «إيترنيتي تكنولوجيز» (Eternity Technologies) عالمية، مع الثبات في الجودة، وبناء العلاقات، والمصداقية.
يرى رجل الأعمال الهندي أن التوسع يجب أن يكون هادفاً ومتوافقاً مع احتياجات العملاء. فبعد أن رسخت «الدبوي» اسمها في قطاع الإطارات والبطاريات، توسعت في قطع غيار السيارات، وحلول السيور الناقلة، والخدمات الصناعية، وأنظمة تخزين الطاقة. ولم يكن ذلك مجرد قرار تجاري، بل تطور طبيعي وضروري.
وقال: «استثمرنا في البحث والتطوير، وتعاوننا مع مبتكرين عالميين، وعززنا قدراتنا الفنية لخدمة قطاعات، مثل: الخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتصنيع والطاقة المتجددة. وكما أقول دائماً: «إذا لم تنمو، تبدأ بالزوال، الابتكار لم يعد خياراً، بل ضرورة».
عند سؤال كاندهاري عن الحضور العالمي لـ«الدبوي» قال: «أصبحت مؤسسة عالمية حاضرة عبر ست قارات. فروعها في أوروبا، والأميركتين، وإفريقيا، ودول الخليج تعكس التزامنا بتقديم خدمات دقيقة ومبتكرة».
وأضاف: «دول مجلس التعاون الخليجي هي الأساس—منها انطلقت رحلتنا عام 1976، وفيها بنينا أقوى شراكاتنا. نعمل في الإمارات، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، والبحرين عبر شبكات توزيع وتصنيع وخدمات متطورة. علامتنا التجارية مثل «إنفينيتي» (Infinity)، «كايز» (KAYS)، و«كايزول» (KAYZOL) باتت أسماء موثوقة في قطاع السيارات بالمنطقة».
في إفريقيا، رصدنا مبكراً طلباً متزايداً على الإطارات والبطاريات والخدمات الصناعية، وأسسنا شبكات عميقة في نيجيريا، وغانا، وكينيا، وأصبحنا شركاء رئيسين لقطاعات اللوجستيات والبنية التحتية والصناعات الثقيلة.
أما في أوروبا والأميركتين، فكان تركيزنا على التوسع التقني والوصول للأسواق، حيث أنشأنا مصانع تابعة لـ «إيترنيتي تكنولوجيز»، المتخصصة في بطاريات الاستخدام الصناعي والتي تأسست عام 2011، في ألمانيا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، وتشيلي، وجنوب إفريقيا. تقدم هذه المصانع حلولاً متطورة للطاقة الدافعة، والطاقة الاحتياطية، وتخزين الطاقة المتجددة.
كما توفر وحدة المنتجات المطاطية الصناعية، التي تقودها «جينرال إندستريز» (General Industries) في السعودية، حلولاً هندسية متقدمة تشمل السيور الناقلة، وخزانات تخزين الأحماض، وتبطين المطاط لمشروعات النفط والغاز، والتعدين، والتصنيع. تُصدر هذه الخدمات خارج الخليج لعملاء عالميين.
يقول كاندهاري إنه لا بد من تحديد الأولويات والالتزام بها بإخلاص. فعندما يكون في العمل، يعطيه كامل تركيزه. وعندما يكون في المنزل، يكرّس وقته للعائلة. فبحسب رجل الأعمال الهندي فإن الدمج بين الجانبين يؤدي إلى تشويش الهدف وفقدان السلام الداخلي. الفصل الواضح بين الأدوار يتيح أداء كل منها بصدق، ويضمن «ألا تتأثر حياتك المهنية أو الشخصية».
كما يعتبر كاندهاري زوجته ليست فقط شريكة حياته، بل أيضاً رفيقته الروحية ومصدر توازنه. فالتوازن لا يعني أن تفعل أقل، بل أن تركز على ما هو أكثر أهمية بإخلاص ووضوح. وحين تكون حياتك مستنيرة بالخدمة المتفانية، والتواضع، والإيمان، يتحول كل دور إلى نعمة لا عبء.