تلويث مقلق.. الذكاء الاصطناعي يصدر انبعاثات خفية

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
تساهم نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة في استهلاك كميات كبيرة من الطاقة، وفي انبعاث كميات كبيرة من الغازات الدفيئة. فمراكز البيانات وحدها ، تمثّل بالفعل حوالي 1% من الانبعاثات العالمية. ولكن يمكن أن تكون هناك نماذج أخرى من الذكاء الاصطناعي وتكون ذات فعالية كبيرة في مكافحة تغيّر المناخ.

فيتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات، وعلى خوادم تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء. ونظراً لأن هذه الكهرباء ليست خالية كلياً من الكربون، فإن تدريب واستخدام هذه النماذج يتسببان بانبعاث ثاني أكسيد الكربون، وفقا لدراسة نقلتها صحيفة لي زيكو.

لكن تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ غير معروف بدقة ولسبب وجيه: فإن نشر برنامج "شات جي بي تي" في نهاية نوفمبر 2022 أدى إلى إطلاق سباق على الذكاء الاصطناعي، دفع عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة في القطاع، إلى ممارسة قدر كبير من التحفظ فيما يتعلّق بنماذجهم. ولذلك يصعب على الباحثين تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على المناخ.

غياب الشفافية

وقالت ساشا لوتشيوني، الباحثة في شركة "هوغجينغ فايس" والمتخصصة في هذا الموضوع: "من الصعب جداً معرفة كمية ثاني أكسيد الكربون، التي تنبعث من هذه النماذج، بسبب غياب الشفافية". وأضافت :"قبل عام أو عامين، كان لا يزال لدينا أرقام حول النماذج الجديدة التي سيتم إصدارها. أما اليوم، ومع الحماس الشديد للذكاء الاصطناعي التوليدي، لا نعرف حجم النماذج، ولا نعرف أين أو متى تم تدريبها ولا إلى أي مدة."

فوفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإن مراكز البيانات العالمية، حيث يتم تدريب واستخدام معظم النماذج واسعة النطاق، تمثّل حوالي 1% من انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو رقم يمكن أن يرتفع مع تزايد الرقمنة في الاقتصاد.

تلوث يومي

وتشير البيانات القليلة المتاحة إلى أن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون له تأثير كبير على انبعاثات الكربون. وذكرت الباحثة أن نسخة من النموذج المنشور على الخوادم المستخدمة للتدريب واستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، ينبعث منها 19 كيلوجراماً من ثاني أكسيد الكربون يومياً. ولكن كل هذا يتوقف على عدد مرات استخدام هذه النماذج وعدد النسخ الموجودة. وتضيف، على سبيل المثال، فإن المساعدين الصوتيين "أليكسا وسيري" يتنصتان باستمرار وبالتالي يكون النموذج دوما قيد التشغيل" وبالتالي يستهلك الطاقة باستمرار .

ومما لا شك فيه أن الاستخدام اليومي لنماذج الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى إصدار كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالتدريبات الخاصة بها.

الطاقة المتجددة

ويدرك قطاع التكنولوجيا بصمته الكربونية المتزايدة. وتسعى معظم الشركات إلى "تعويض" انبعاثات الغازات الدفيئة عن طريق شراء أرصدة للطاقة المتجددة. وينطوي ذلك على تشجيع المنتجين للاستثمار في الطاقات النظيفة من خلال مكافأتهم مقابل الطاقة المنتجة، بالإضافة إلى سعر السوق .لكن هذا لا يحل كل شيء.

ويتم الانتقال حالياً من نموذج الذكاء الاصطناعي الاستخراجي، الذي يبحث عن المعلومات على الصفحة ويعرضها في عمليات بحث غوغل، إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يخلق الإجابة بشكل كامل. وتقول الباحثة: "إن ذلك يتسبب بمزيد من المحتوى وبالتالي بمزيد من استهلاك الطاقة لنفس المعلومة. وهذا التحول هو الذي يقلقني".

وهذا لا يعني ألا أهمية للذكاء الاصطناعي بالنسبة للمناخ. فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في حل بعض المشكلات المرتبطة بانتقال الطاقة. وهناك نماذج للذكاء الاصطناعي مخصّصة للتنبؤ بالأحوال الجوية على المدى القصير، كما يمكنها التنبؤ بتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وذلك للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء على شبكة الكهرباء.

وبدأت فرنسا أخيراً في تسريع وتيرة استخدام الطاقة المتجددة، وفي هذا الصيف، قامت كاليفورنيا أيضا بتدريب نموذج للذكاء الاصطناعي على اكتشاف الحرائق قبل أن تتمدد وتغطي مساحات كبيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com