logo
تكنولوجيا

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف ويعيد تشكيل سوق العمل؟

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف ويعيد تشكيل سوق العمل؟
خلال فعاليات قمة المعرفة في مركز دبي التجاري - دبي - الإمارات - 18 نوفمبر 2024المصدر: إرم بزنس
تاريخ النشر:18 نوفمبر 2024, 03:47 م

استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر، هو النقاش المستجد في الأوساط الاقتصادية كما بين العلماء وخبراء التكنولوجيا في الوقت الراهن. فمع التطور التكنولوجي فائق السرعة الذي يشهده العالم، باتت فكرة اندثار العديد من الوظائف تخيف العديد من العاملين في مختلف القطاعات في كافة أنحاء العالم.

ولكن، هل فعلاً سيحل الروبوت محل البشر؟

هذا كان أحد المحاور التي تم تسليط الضوء عليها في قمة المعرفة 2024 التي تُقام في دبي، والتي ركزت على مهارات المستقبل في ظل تسارع وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي، وضرورة تمكين الذكاء البشري.

الخاسرون من الذكاء الاصطناعي

يقول أندرو إنغ، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك لمنصة كورسيرا إن «حوالي 30% إلى 40% من الوظائف ستصبح بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الأشخاص، بل إن البشر الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل أولئك الذين لا يستخدمونه».

وأوضح في تصريحات لموقع «إرم بزنس» أن هذا أحد الأسباب الذي يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز مهارات الأفراد وتوفير البنية التحتية التعليمية لمساعدتهم على استيعاب الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية والمهنية.

ويتفق معه هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي تحدث لـ «إرم بزنس» عن المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصةً فيما يتعلق بإلغاء الوظائف.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر، لكنه سيؤدي إلى استبدال الأشخاص الذين يستفيدون منه بأولئك الذين لا يستخدمونه. وأكد أن المؤسسات والجامعات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي ستتفوق على تلك التي لا تستخدمه.

وأضاف: «الذكاء الاصطناعي هو أداة يمكن استخدامها وتطويرها لخدمة البشرية. نعم، سيقضي على وظائف، لكنه في الوقت ذاته سيخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات جديدة. وإذا لم تتوفر هذه المهارات، ستزداد معدلات البطالة، مما يعزز المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي».

وظائف في دبي قائمة على الذكاء الاصطناعي

في ذات السياق، أكد جمال بن حويرب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن الذكاء الاصطناعي سيلغي العديد من الوظائف، لكنه سيخلق وظائف أخرى في الوقت ذاته.

وأوضح أن وظائف خدمة العملاء الهاتفية التي كانت تعتمد على موظفين، أصبحت تعتمد في هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» على نظام الذكاء الاصطناعي «رماس» الذي أصبح مسؤولاً عن الرد على الاستفسارات، ما أدى إلى تحويل بعض الموظفين إلى أدوار أخرى.

وأشار بن حويرب إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية أو برامج، بل تحول إلى اقتصاد بحد ذاته.

جمال بن حويرب - الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال الكلمة الافتتاحية في انطلاق قمة المعرفة - دبي 18 نوفمبر 2024
جمال بن حويرب - الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة خلال الكلمة الافتتاحية في انطلاق قمة المعرفة - دبي 18 نوفمبر 2024 المصدر: إرم بزنس

وأضاف أن الإمارات كانت سباقة في هذا المجال، فمن دبي إلى العالم تم إطلاق أكاديمية عالمية عبر الإنترنت لتعليم مهارات المستقبل. ووجه نداءً للدول والشركات والمؤسسات بضرورة مواكبة هذا الاتجاه العالمي الجديد والتأقلم معه.

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة في قطاع تجارة التجزئة

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة في قطاع تجارة التجزئة

اقتصاد جديد بوتيرة سريعة 

أكد أندرو إنغ أن الذكاء الاصطناعي يعيد رسم الاقتصاد العالمي بوتيرة سريعة للغاية. وأوضح أن هذه الثورة التقنية لا تقوم فقط بأتمتة بعض المهام، بل تزيد من قيمة العديد من المهام الأخرى، مما يجعل تعلم الذكاء الاصطناعي ضرورياً.

ويقول: «أشجع جميع الطلاب اليوم على تعلم الذكاء الاصطناعي وتبنيه والسيطرة عليه للاستفادة منه. هذا يتطلب تعلم مهارات جديدة متعلقة بالوظائف، ومعرفة كيفية أداء أدوار وظيفية مختلفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها. والأهم من ذلك كله، تطوير عادة التعلم مدى الحياة».

التعليم والذكاء الاصطناعي

تحدث إنغ أيضاً عن أهمية تحديث المناهج الأكاديمية لتتكيف مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن المؤسسات الأكاديمية تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في تهيئة الطلاب ليس فقط لوظائف اليوم، بل أيضاً لوظائف المستقبل التي قد تظهر بعد 4 سنوات عند التخرج، أو حتى بعد 10 أو 20 عاماً مع تطور الحياة المهنية.

الروبوت صوفيا خلال مشاركتها في جلسة ضمن قمة المعرفة - مركز دبي التجاري - دبي - الإمارات - 18 نوفمبر 2024
الروبوت صوفيا خلال مشاركتها في جلسة ضمن قمة المعرفة - مركز دبي التجاري - دبي - الإمارات - 18 نوفمبر 2024 المصدر: إرم بزنس

من جانبه، شدد جمال بن حويرب على أهمية المهارات في عصر الذكاء الاصطناعي، ودورها الأساسي في تمكين الشباب. وقال: «الشباب العربي بحاجة إلى المهارات كما هو بحاجة إلى الشهادات. الشهادة تظل مهمة، لكنها ليست كافية، المهارة هي الأساس للوصول إلى الوظيفة».

وأضاف أن أكاديمية مهارات المستقبل التي تم إطلاقها خلال اجتماع الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي فتحت الأبواب للشباب لإكمال تعليمهم عن طريق اكتساب المهارات العملية التي تبدأ من كيفية كتابة السيرة الذاتية إلى تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الأكاديمية توفر حوالي 20 ألف دورة تدريبية مجاناً.

أخبار ذات صلة

الإمارات.. تعاون إستراتيجي مع «مايكروسوفت» في مجالات الذكاء الاصطناعي

الإمارات.. تعاون إستراتيجي مع «مايكروسوفت» في مجالات الذكاء الاصطناعي

التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي

أوضح جمال بن حويرب أن تقدم أي دولة في المجال العلمي ينعكس إيجابياً على اقتصادها، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بشكل كبير في مجالات متعددة مثل الصحة، التجارة، الهندسة، البيئة، التعليم، والترجمة.

ويرى بن حويرب أن هناك فرصة كبيرة أمام الدول النامية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيه لتلحق بالدول المتقدمة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي ليس النهاية، بل البداية وهناك الكثير من التطورات التي ستأتي في المستقبل، ويجب الاستعداد لها.

ومن ناحيته أكد هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على العديد من القطاعات، لا سيما تلك التي تعتمد على العمالة الكثيفة.

وقال إن الصناعات التي تتطلب عمالة كثيفة ستتراجع لصالح الصناعات القائمة على التكنولوجيا والمهارات العالية. وأشار إلى أن الدول العربية بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية المناسبة لهذه الاقتصادات وتطوير المهارات اللازمة.

وأوضح أن القطاعات جميعها ستستفيد من الذكاء الاصطناعي، لكن بعض القطاعات مثل التعليم، الزراعة، السياحة، والصحة ستشهد تأثيراً أكبر. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التعليم من خلال تطوير المناهج بشكل مستمر، وتحسين القطاع الصحي من خلال استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية وتطوير الأدوية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC