إشارات قوة لتعافي الطلب تحد من الخسائر
عدم يقين بشأن «التعريفات» يُثير المخاوف
تخلت أسعار النفط صباح اليوم الثلاثاء، عن ارتفاعاتها القوية بنهاية تعاملات أمس، والتي جاءت مدعومة بإشارات قوية على تعافي الطلب، إلا أن تصريحات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن العقوبات على إيران يبدو أنها حدت من شهية المشترين.
وانخفضت أسعار النفط اليوم مع تقييم المستثمرين للتطورات الجديدة بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، ومدى نجاح المفاوضات بين واشنطن وطهران، وزيادة إنتاج «أوبك+» التي فاقت التوقعات لشهر أغسطس.
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.2 دولار أو ما يعادل 0.3%، لتبلغ مستويات قرب 69.4 دولار للبرميل، بحلول الساعة 6:10 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
◄ نزلت العقود الآجلة خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 0.2 دولار في البرميل أو ما يعادل 3% إلى مستويات 67.7 دولار للبرميل.
◄ على عكس البداية المتعثرة، صعدت العقود الآجلة لخام برنت عند إغلاق أمس، حوالي 1.28 دولار أو 1.9% إلى 69.58 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط حوالي دولار أو 1.4% إلى 67.93 دولار للبرميل.
◄ نهاية الأسبوع الماضي نزلت العقود الآجلة لخام برنت 0.5 دولار تعادل 0.7% عند التسوية إلى 68.30 دولار للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.55 دولار، ما يعادل 0.75% إلى 66.50 دولار.
◄ حقق الخامان مكاسب أسبوعية، في الأسبوع الماضي؛ إذ زاد برنت 0.8% بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1.5%.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يود رفع العقوبات الأميركية الصارمة عن إيران في الوقت المناسب، وذلك بعد أيام قليلة على فرض وزارة الخزانة الاميركية عقوبات جديدة على نفط إيران.
وأضاف ترامب، متحدثاً للصحفيين في بداية عشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقت متأخر من أمس، إن الخطوة الأخيرة لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا ستساعد دمشق على المضي قدماً، معبراً عن أمله باتخاذ إيران خطوة مماثلة.
تابع ترامب: «أود أن أتمكن في الوقت المناسب، من رفع تلك العقوبات، ومنحهم فرصة لإعادة البناء، لأنني أود أن أرى إيران تبني نفسها من جديد بطريقة سلمية».
حدّ من تراجعات الأسعار إعلان وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت نهاية الأسبوع عقوبات جديدة على شبكة أعمال تهرب النفط الإيراني على أنه نفط عراقي، وعقوبات أخرى على مؤسسة مالية تديرها جماعة حزب الله اللبنانية.
أضافت الوزارة في بيان أن شبكة شركات، يديرها رجل الأعمال العراقي البريطاني سليم أحمد سعيد، تشتري وتشحن نفطاً إيرانياً تقدر قيمته بمليارات الدولارات على أنه نفط عراقي أو ممزوج به منذ عام 2020 على الأقل.
قال وزير الخزانة سكوت بيسنت ستواصل الوزارة استهداف مصادر إيرادات طهران وتكثيف الضغوط الاقتصادية لعرقلة وصول النظام إلى موارد مالية تغذي أنشطته المزعزعة للاستقرار.
أثارت رسوم ترامب الجمركية حالة من عدم اليقين في السوق، ومخاوف من تأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي، ومن ثم على الطلب على النفط.
وبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إبلاغ شركائه التجاريين، ومن بينهم موردون رئيسون مثل كوريا الجنوبية واليابان، بالإضافة إلى مصدّرين أصغر مثل صربيا وتايلاند وتونس، بأن الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة ستبدأ في أول أغسطس.
قدم الدعم للأسعار بعض الدلائل على أن الطلب الحالي لا يزال قوياً، لا سيما في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك ومنتج للنفط في العالم.
وأظهرت بيانات من مجموعة السفر «إيه.إيه.إيه» أن من المتوقع أن يكون قد سافر 72.2 مليون أميركي، وهو رقم قياسي، أكثر من 80 كيلومتراً لقضاء عطلة الرابع من يوليو.
في الوقت ذاته، كان المستثمرون متفائلين مع اقتراب موسم العطلات، حيث أظهرت بيانات صادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية أمس، أن مديري الأموال رفعوا مراكزهم الشرائية الصافية في عقود النفط الخام الآجلة والخيارات خلال الأسبوع المنتهي في أول يوليو.
وفي إشارة إلى الثقة، في الطلب على النفط، رفعت السعودية أول أمس الأحد سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في أغسطس إلى آسيا نحو أعلى مستوى في أربعة أشهر.
فيما يتعلق بالإمدادات، اتفق تحالف «أوبك+» يوم السبت على زيادة الإنتاج 548 ألف برميل يومياً في أغسطس، متجاوزاً بذلك الزيادات البالغة 411 ألفاً التي نفذها خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
يقترب القرار الأخير لـ«أوبك+» من إزالة جميع التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً تقريباً، ويتوقع محللون في «غولدمان ساكس» أن يعلن «أوبك+» عن زيادة نهائية 550 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر في اجتماعه المقبل يوم 3 أغسطس.