ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إمكانية السماح لشركة «إنفيديا» الأميركية ببيع نسخة مصغرة من رقائق الجيل القادم لوحدات معالجة الرسومات المتقدمة إلى الصين، رغم المخاوف العميقة في واشنطن من تسخير الصين قدرات الذكاء الاصطناعي الأميركية لتعزيز جيشها، وفق وكالة «رويترز».
ويقول معارضون للإجراء إن الخطوة قد تفتح الباب أمام الصين للحصول على المزيد من قوة الحوسبة المتقدمة من الولايات المتحدة حتى بالوقت الذي يتصارع فيه البلدان على التفوق التكنولوجي.
وقال ترامب: «لدى الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، أيضاً الشريحة الجديدة، بلاكويل المحسّنة إلى حد ما بطريقة سلبية. وبعبارة أخرى، تم اقتطاع 30% إلى 50% منها»، في إشارة واضحة إلى خفض إمكانات الشريحة.
وأضاف، أعتقد أنه سيأتي لرؤيتي مرة أخرى بشأن ذلك، لكن هذه ستكون نسخة غير محسّنة من الشريحة الكبيرة.
وقال سيف خان المدير السابق لقسم التكنولوجيا والأمن القومي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق جو بايدن، الذي فرض قيوداً شديدة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي الأميركي إلى الخارج: «حتى مع وجود إصدارات مصغرة من رقائق (إنفيديا) الرائدة، يمكن للصين أن تنفق وتشتري ما يكفي منها لبناء حواسيب خارقة رائدة عالميا على نطاق عالمي للذكاء الاصطناعي».
وافقت شركتا «إنفيديا» و«أدفانسد مايكرو ديفايسز» الأميركيتين على دفع 15% من إيراداتهما الناتجة عن بيع شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، للحكومة الأميركية.
كما وافق الرئيس التنفيذي لـ«إنفيديا»،، خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأربعاء الماضي، على اقتطاع هذه النسبة من ايرادات الشركة لصالح الحكومة الفيدالية، وهو إجراء غير مألوف في عالم تجارة التكنولوجيا الدولية.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تفرض فيه إدارة ترامب رسوماً جمركية صارمة بأهداف تراوح بين معالجة اختلالات التجارة الأميركية والسعي إلى إعادة التصنيع للداخل والضغط على الحكومات الأجنبية لتغيير سياساتها.
ودخلت الرسوم الجمركية بنسبة 100% على العديد من واردات أشباه الموصلات حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، مع استثناءات لشركات التكنولوجيا التي تعلن عن استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.
باشرت وزارة التجارة الأميركية، يوم الجمعة الماضي، إصدار تراخيص لـ«إنفيديا» لتصدير رقائق «إتش 20» إلى الصين، ما يزيل عقبة كبيرة أمام وصول الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى سوق رئيسة.
قال الرئيس التنفيذي لـ«إنفيديا»، في وقت سابق إن الذكاء الاصطناعي سينتج أصحاب ملايين جدداً خلال خمس سنوات أكثر مما فعله الإنترنت خلال 20 عاماً.
ويؤمن جينسن هوانغ - الذي يقود شركة بقيمة تريليون دولار تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي إيماناً راسخاً - بأن الذكاء الاصطناعي سيعزز النمو ويوفر فرص عمل.