وزير الخزانة يتولي مقابلة المرشحين
إعلان اسم الرئيس الجديد في الخريف
يحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطى لإعداد المسرح لتعيين خليفة لعدوه اللدود رئيس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو 2026، رغم استمراره في منصبه حتى يناير 2028 كعضو في المجلس.
ورغم أنّ القانون يقيد قدرة الرئيس على إقالة باول من دون «سبب وجيه»، إلّا أن التلميحات والتصريحات من ترامب تشير إلى استعداده لإنهاء ولايته في أقرب فرصة تتاح له بإقالة أو استقاله يدفعه إليها.
فرغم أن ترامب، في ولايته الأولى، اختار باول لرئاسة «الفيدرالي» إلا أن التوافق بين الرجلين لم يدم، ومع ظهور جائحة كورونا، غيّر باول مسار السياسة النقدية من تيسيرية إلى متشددة للغاية، وهو التحول الذي قفز بأسعار الفائدة من مستويات قرب الصفر % إلى مستويات أعلى من 5% الأمر الذي رفضه ترامب، وصنع القطيعة بين الرجلين.
وحتى قبل تنصيبه الرسمي مرة ثانية، جهز ترامب أسلحته للضغط تارة، والهجوم تارة، والنقد اللاذع تارة أخرى، وكلها محاولات تستهدف أمراً واحداً، إخراج باول من مبنى الفيدرالي، وآخر المحاولات على ما يبدو الاستعانة بالقضاء، وفق ما أعلن عنه البيت الأبيض أمس الثلاثاء.
◄ ترامب يريد خفض الفائدة، فالفائدة المنخفضة تعني اتساع عمليات التوظيف وزيادة في معدلات النمو والتشغيل والاقتراض الفردي والمؤسسي وزيادة الطلب المحلي.
◄ باول يريد التأني والصبر، حتى يتأكد من هزيمة التضخم العنيد الذي بات أكثر رسوخاً وانتشاراً في أواصر الاقتصاد الأميركي، لذا التزم الرجل سياسة الصبر ومتابعة البيانات والتحول التدريجي صوب التيسير النقدي.
شهدت أروقة الإدارة الأميركية نقاشات مكثفة حول هوية الرئيس المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبعدما كانت القائمة تضم اسمين إلى ثلاثة أسماء اتسعت لتشمل أسماء جديدة وصلت إلى 9 مرشحين.
مرشحون من خارج المجلس:
◄ ستيفن ميران:
رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، والمعروف بمهندس التعريفات، وهو المرشح الحالي من ترامب لخلافة عضو الفيدرالي المستقيلة أدريانا كوغلر.
◄ كيفين م. وارش:
العضو السابق في مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفيدرالي «رشحه ترامب لوزارة الخزانة لكن تولى بيسنت، ورشحه أيضاً في 2017 لرئاسة الفيدرالي لكن تولى باول».
◄ جيمس بولارد:
الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، والذي التقى وزير الخزانة سكوت بيسنت، وأكد تأييده خفض أسعار الفائدة.
◄ مارك سمرلين:
المستشار الاقتصادي السابق للرئيس جورج دبليو بوش.
◄ كيفين هاسيت:
المستشار الاقتصادي المقرب من الرئيس ترامب.
مرشحون من داخل المجلس:
◄ ميشيل بومان:
عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)
◄ فيليب جيفرسون:
نائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
◄ لوري لوغان:
رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس.
◄ كريستوفر والر:
عضو مجلس الاحتياطي الذي اختاره ترامب.
حالياً.. يتولى وزير الخزانة، سكوت بيسنت، مهمة عملية توظيف واختيار المحافظ الجديد، إذ إنه الرجل الذي يقود عملية البحث، عبر مقابلات مع مرشحين إضافيين خلال الأسابيع المقبلة.
من المتوقع أن يعلن ترامب عن قراره النهائي هذا الخريف، بدل إعلان نهاية الربع الأول من العام المقبل، إذ من المقرر أن يظل باول رئيساً للفيدرالي حتى مايو 2026.
وفقا لوسائل الإعلام الأميركية، سيقابل بيسنت جميع المرشحين المحتملين لمنصب الرئيس، ثم تقديم توصية لترامب.
الأسبوع الماضي، رشح ترامب ستيفن ميران، المؤيد لخفض الفائدة، ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، لشغل مقعد في مجلس محافظي الفيدرالي ينتهي في نهاية يناير بدلاً من المستقيلة فجأة أدريانا كوغلر.
مع إحالة ترشيح ميران إلى مجلس الشيوخ للمصادقة، لا يشعر فريق ترامب بالحاجة إلى التعجيل في البحث عن رئيس جديد، إذ تنهي مدته في يناير المقبل، ومن الممكن حينها أن يتم تصعيده إلى منصب الرئيس بعدما قضى بضعة أشهر داخل المجلس.
تبدو خيارات ترامب لاستبدال باول أكثر ندرة من المعتاد، إذ يغادر رؤساء الفيدرالي عادة منصبهم عند انتهاء ولايتهم، لكن باول رفض الإفصاح عما إذا كان سيغادر في مايو، وإذا أراد، يمكنه البقاء كعضو في المجلس حتى عام 2028.
بقاء باول يعني ضرورة أن يضع ترامب مرشحه في المقعد الذي سيشغله ميران حتى يناير، ثم يصعدّه إلى منصب الرئيس في مايو، أو أن يختار شخصاً موجوداً بالفعل في مجلس المحافظين، مثل بومان أو جيفرسون.
وبحسب قواعد تعيين رئيس أو أعضاء الفيدرالي، فإن أي ترشيح لوضع شخص من خارج المجلس، أو لترقية أحد الأعضاء الحاليين إلى منصب الرئيس، سيتطلب مصادقة مجلس الشيوخ، ما قد يعني حدوث أزمة تصويت جديدة.
◄ عيّن ترامب بومان في الفيدرالي عام 2018، وجعلها هذا العام نائبة للرئيس للإشراف، وهو أعلى منصب رقابي في البنك المركزي.
◄ عندما أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة للمرة الخامسة على التوالي في يوليو الماضي، كانت بومان ووالر قد صوتا لصالح خفض بمقدار ربع نقطة مئوية.
◄ دخل جيفرسون المجلس من قبل الرئيس جو بايدن عام 2022، ثم عين نائباً للرئيس في 2023، من قبل بايدن، وحصل في كل مرة على دعم واسع من كلا الحزبين.
◄ يحظى جيفرسون بتأييد المستشار الاقتصادي المقرب من ترامب، كيفين هاسيت، إذ يقول عن جيفرسون، زميله السابق في جامعة كولومبيا : «فيليب جيفرسون هو شخص كنت سأكون مرتاحاً 100% أن أوصي الرئيس ترامب بترشيحه للفيدرالي، فهو بالضبط النوع الذي أريده في البنك المركزي».
◄ سيكون جيفرسون، إذا تم اختياره، أول رئيس أسود للفيدرالي، وقد دعم القرارات المتخذة هذا العام بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
◄ دخلت لوغان كمدير بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس عام 2022، وعملت سابقاً في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك كمديرة لمحفظة الأوراق المالية الضخمة للبنك.
◄ دعمت لوغان الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير هذا العام، وتحدثت كثيراً عن ضرورة الحذر من التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية.
تتكون لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، التي تحدد أسعار الفائدة، من الأعضاء السبعة لمجلس المحافظين، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وأربعة من الرؤساء الإقليميين الـ11 المتبقين بالتناوب، وسيملك رئيس بنك دالاس حق التصويت في عام 2026.
يعد ووش أحد المفضلين أيضاً لدى مستشار ترامب وترامب ذاته، إذ طُرح اسمه عام 2017 للمنصب، لكن تم تجاوزه لصالح باول.
كما فكر ترامب في احتيار كيفن وورش لتولي وزارة الخزانة في نوفمبر الماضي، لكن تجاوزه أيضاً لصالح اختيار سكوت بيسنت.
التقى والر بفريق ترامب، الذي خرج بانطباع إيجابي عن استعداده للتحرك في السياسة النقدية بناء على التوقعات المستقبلية بدلًا من البيانات الحالية.
يزكي اسم والر العضو الحالي للفيدرالي، أنه واحد من اثنين حالياً من أعضاء الفيدرالي الذي عينهم ترامب، كما أنه عضو في مجلس الفيدرالي منذ فترة طويلة.