وول ستريت
وول ستريتشترستوك

الصين.. استنفار تقني لمنافسة ChatGPT وعواقب عديدة

تجتاح حمى ChatGPT الصين، حيث تسعى الشركات التقنية الصينية، التي تضررت لمدة عامين من القيود الوبائية، إلى البحث عن مصادر جديدة للنمو، ومواكبة القطاع للحاق بالركب، وسط مواجهة العديد من العقبات، بما في ذلك تأمين الرقائق المتقدمة، وقواعد الرقابة الصارمة في الصين.

وأعلنت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك بايدو، وعملاق التجارة الإلكترونية علي بابا جروب هولدينغ، ومجموعة تينسنت للتواصل الاجتماعي، عن إطلاق استثمارات لتطوير برامج الدردشة الآلية، بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي لا يتوفر في الصين حتى الآن.

ونجحت الشركات الصينية، التي استثمرت مبكراً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وستكون الآن في وضع أفضل لبناء ChatGPT، مقارنة بنظيرتها التي تتدافع للحاق بنظيراتها الأميركية، لمواكبة التطورات التكنولوجية والتطبيقات الجارية.

وعلى الرغم من وجود العديد من شركات الذكاء الاصطناعي في الصين، إلا أنها كانت تركز على تطوير أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات المراقبة.

ويتطلب تطوير تطبيق بتقنيات ChatGPT، العديد من الأدوات والمعرفة، في حين تواجه الشركات الصينية العديد من القيود الأميركية، التي تمنعها من استيراد الرقائق المتطورة، بالإضافة إلى قواعد الرقابة الصارمة في بكين.

المنافسة السريعة

تطبيق شات جي بي تي
تطبيق شات جي بي تي shutter stock

وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن تكون الشركات الصينية لديها القدرة على الدخول سريعاً في المنافسة، وقال الزميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، مات شيهان، إنه لا يوجد أي عائق ذي مغزى، سيمنع الصين من اللحاق بالركب، وإعادة إنشاء أو بناء نموذج أفضل.

وتحظر شركة OpenAI المالكة لتطبيق ChatGPT، المستخدمين في الصين من إنشاء حسابات على روبوت الدردشة الخاص بها، على الرغم من أن الكثيرين وجدوا طرقاً للتحايل على تلك القيود، من خلال الشبكات الخاصة الافتراضية، أو عن طريق شراء حسابات باستخدام منصات التجارة الإلكترونية، مقابل بضعة دولارات.

ويمكن لتطبيق ChatGPT تقديم الإجابات باللغة الصينية، وأصبحت ردوده المذهلة والمفاجئة والخاطئة، موضوعاً للنقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يطالب المستهلكون الصينيون ببدائل محلية.

خطط التطوير

شركة بايدو
شركة بايدوشترستوك

وأعلنت شركة بايدو في يناير الماضي، عن تطوير نسختها الخاصة من روبوت الدردشة، والذي ستطلق عليه اسم أرني بوت.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بايدو، روبن لي، الأربعاء، إن الشركة ستستخدم أرني بوت، لتحسين سحابة بايدو للذكاء الاصطناعي، ونظام السيارات الذاتية والمساعد الصوتي.

وتتبع شركة تينسنت الصينية، مالكة تطبيق وي تشات، خططا بالشراكة مع العديد من شركات البرمجيات الإلكترونية، إلا أنه لم تصدر أي نتائج ملموسة حتى الآن.

وقالت شركة الألعاب نيت إيز، إنها تستكشف كيفية دمج التكنولوجيا الأساسية، التي تقف وراء تطوير ChatGPT في منتجاتها التعليمية.

وقال المؤسس المشارك في شركة توصيل الطلبات مياتوان، وانغ هوي ون، إنه يخطط لاستثمار 50 مليون دولار في بناء شركة مماثلة لشركة OpenAl، على الرغم من أنه لا يعرف الكثير عن التكنولوجيا.

شح البيانات

تمتلك بعض الشركات الصينية القليل من الأسس، التي ستمكنها من البناء عليها لتطوير منتج مشابه لـ ChatGPT، ويرى الخبراء أن عدداً قليلاً من الشركات الصينية فقط، سيكون قادراً على القيام بذلك.

وشرح الخبراء عدة أسباب تقيد الشركات الصينية، عن مواكبة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحديثة، وأهمها الوصول المحدود الذي تتمتع به الشركات الصينية، إلى مجموعة متنوعة من البيانات، حيث يعتمد تطبيق ChatGPT على واحد من أكبر نماذج اللغة الموجود اليوم، والذي يستفيد من الكميات الغزيرة من بيانات اللغة الإنكليزية، على شبكة الإنترنت العالمية، التي تغطي العديد من مجالات الموضوعات والتخصصات، في حين أن البيانات باللغة الصينية أقل وفرة.

وقال مدير أبحاث الذكاء الاصطناعي، بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، آل باسكال فونج، إنه بعيداً عن البيانات المتاحة للجمهور، فإن معظم الشركات الصينية لديها فقط بيانات نصية ومحادثات، في مجالات محددة مثل التمويل أو التجارة الإلكترونية.

وأوضح أن شركة بايدو تتميز بالبيانات التي تمتلكها، من فهرسة الويب لمحرك البحث الخاص بها.

ضوابط التصدير

وقد تشكل ضوابط التصدير الأميركية على الرقائق المتقدمة، عقبة أخرى أمام الشركات الصينية.

ووجدت دراسة حديثة أجريت في جامعة جورج واشنطن، أن معظم نماذج اللغات الكبيرة التي تم تطويرها في الصين، على مدار العامين الماضيين، تم تدريبها على رقائق A100، التي تصنعها شركة نيفادا كروب الأميركية، وعندما قامت الشركات باستبدال تلك الرقائق بمخزوناتها من الرقائق الأخرى المتطورة، أصبحت وتيرة التقدم أبطأ.

كما تواجه الصناعة عواقب الرقابة الصارمة على الإنترنت في الصين، ويقول خبراء التكنولوجيا الصينيون، إن الشركات الصينية تواجه ضغوطًا أكبر بكثير، للتأكد من أن برامج الدردشة الخاصة بها لن تتطرق للموضوعات الحساسة سياسياً.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com