الخميس 22 مايو 2025 م
بعد بدء استقرار الأوضاع في سوريا عقب سنوات الحرب والدمار، تعود إلى الواجهة مقاربة جديدة لإعادة الإعمار، لكن هذه المرة بطرح غير تقليدي.
فبدلاً من أن تأتي المبادرة من الولايات المتحدة كما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، جاءت المبادرة من دمشق نفسها.
بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» عرض الرئيس السوري أحمد الشرع حزمة من الامتيازات الاقتصادية للشركات الأميركية، تشمل فرصاً في قطاعات النفط، والاتصالات، والطيران، إلى جانب التزام بشراء طائرات من شركة «بوينغ» وتفضيل شركات أميركية في البنية التحتية الرقمية على حساب منافسين صينيين مثل «هواوي».
وما الهدف؟ رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
يعيد هذا الطرح إلى الأذهان «خطة مارشال» الشهيرة التي أطلقتها واشنطن عام 1947 لإعادة إعمار أوروبا الغربية، عبر تمويل تجاوز 13 مليار دولار، جاء على شكل هبات عينية وقروض طويلة الأجل.
آنذاك، كانت الأهداف مزدوجة: إنسانية من جهة، واستراتيجية اقتصادية وسياسية من جهة أخرى، بما في ذلك وقف تمدّد النفوذ السوفيتي وفتح أسواق جديدة للمنتجات الأميركية.
لكن الفارق اليوم كبير: خطة مارشال كانت مبادرة أميركية خالصة، أما في الحالة السورية، فهي دعوة صريحة من دولة متضررة تطلب من واشنطن أن تطلق نسخة جديدة من تلك الخطة، بما يخدم مصالح الطرفين.
ويبقى السؤال الأبرز، هل تستجيب الولايات المتحدة وتستثمر في «مارشال سوري»؟
