مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يعتمد كثير من السائقين على تشغيل مكيف السيارة لأقصى حد ممكن، وبينما يبدو زر «تدوير الهواء» حلاً مثالياً للتبريد السريع وتجنب الروائح الخارجية، إلا أن استخدامه لفترات طويلة قد يضعك في موقف غير آمن تماماً.
هو الزر الذي غالباً ما يظهر على لوحة القيادة برمز سهم يلتف على نفسه داخل شكل سيارة، عند تفعيله، يقوم النظام بإعادة تدوير الهواء الموجود داخل المقصورة بدلاً من سحب الهواء من الخارج.
تبدو الفكرة ممتازة: لا روائح عوادم، ولا غبار، ولا حاجة إلى أن يرهق المكيف نفسه لتبريد هواء ساخن من الخارج.، لكن كما هو الحال مع أي ميزة تقنية، استخدامها دون وعي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
دراسة حديثة حذّرت من ترك هذا الزر مفعّلاً لأكثر من 20 دقيقة متواصلة، السبب؟ تراكم ثاني أكسيد الكربون (CO2) في المقصورة نتيجة إعادة تدوير الهواء دون تجديده.
مع كل نفس يزفره السائق والركّاب، يزداد تركيز CO2، ما يقلل من مستوى الأوكسجين المتاح، والنتيجة: الشعور بالنعاس، والصداع، وضعف التركيز، وبطء في رد الفعل، وهي عوامل خطرة جداً أثناء القيادة.
الدكتورة كريستابيل أكينولا (Dr. Christabel Akinola)، وهي طبيبة متخصصة في صحة المرأة والتغذية والخصوبة، ومؤسّسة منصة «Dr. Bels Wellness»، حذّرت عبر حسابها في إنستغرام من أن هذا الزر قد يكون السبب غير المرئي في حالات النعاس المفاجئ أثناء القيادة، والتي قد تؤدي إلى حوادث مأساوية.
وقالت: «أحد أسباب نوم السائقين المفاجئ دون إدراك، هو ترك زر تدوير الهواء مفعّلاً لفترات طويلة، تأكدوا دائماً من إطفائه، خصوصاً إذا كان هناك أطفال في السيارة».
صحيح أن استخدام هذا الزر يساهم في تقليل استهلاك الوقود من خلال تقليل الضغط على نظام التكييف، لكن الكلفة المحتملة على الصحة والسلامة قد تكون أعلى بكثير، القيادة في حالة ذهنية وجسدية غير مثالية قد تعني خسائر أكبر، سواء مادية أم بشرية.
زر «تدوير الهواء» في سيارتك ليس عدواً، لكنه سلاح ذو حدّين، احرص على استخدامه بذكاء واعتدال، لتستفيد من مميزاته دون أن تعرض نفسك ومن معك للخطر.