تواجه شركات الطيران الخليجية ارتفاعاً متزايداً في تكاليف التشغيل، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران في التأثير في حركة الطيران الإقليمي ورفع أسعار النفط العالمية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، اضطرت شركات الطيران في المنطقة إلى تغيير مسارات رحلاتها، وتعليق بعض الخدمات، وتحمل أعباء إضافية نتيجة ارتفاع تكاليف الوقود.
كما أوقفت بعض الخطوط الجوية رحلاتها إلى أجزاء من منطقة المشرق العربي، فيما أعادت توجيه الرحلات المتجهة إلى أوروبا عبر البحر الأحمر ومصر وشمال السعودية لتجنب التحليق فوق أجواء إسرائيل وإيران والعراق وسوريا. وفي بعض الحالات، أضافت هذه التحويلات ما يصل إلى 90 دقيقة إلى زمن الرحلة بين الإمارات وأوروبا الغربية.
ويترتب على هذه التحويلات تكاليف تشغيلية مرتفعة. ففي الطائرات عريضة البدن مثل «بوينغ 777-300ER» و«إيرباص A380»، تبلغ كلفة الوقود الإضافية لكل رحلة تمتد بـ90 دقيقة نحو 6,500 دولار. وبحسب لينوس باور، مؤسس شركة الاستشارات الجوية «بي إيه إيه آند بارتنرز» (BAA & Partners)، فإن هذا قد يُترجم إلى نفقات وقود شهرية تتجاوز 4 ملايين دولار على الرحلات المجدولة إلى المملكة المتحدة فقط.
وقد ارتفعت أسعار الوقود بالتوازي مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.6% لتصل إلى 74.40 دولار للبرميل صباح الثلاثاء. وأوضح باور أن شركات الطيران الخليجية عادةً ما تتمتع بهياكل تكلفة مرنة واستراتيجيات تحوط فعالة ضد تقلبات الوقود، لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على انتظام الجداول وضمان استمرارية حركة المسافرين من الفئة الممتازة عبر مراكزها.
وشملت التغييرات شركات كبرى مثل «طيران الإمارات»، و«الاتحاد للطيران»، و«فلاي دبي»، و«الخطوط الجوية القطرية»، و«العربية للطيران»، حيث قامت جميعها بتعديل مساراتها أو تعليق بعض الرحلات.
وفي يوم الثلاثاء، أعلنت شركة «ويز إير» عن وقف رحلاتها من وإلى تل أبيب، إلى جانب تعليق رحلاتها الأوروبية إلى عمّان حتى الـ15 من أيلول. وأكدت الشركة في بيانٍ لها أنها ستتجنب التحليق فوق أجواء إسرائيل والعراق وإيران وسوريا «حتى إشعار آخر».
وتأتي هذه الاضطرابات في وقت حرج يتزامن مع بداية موسم السفر الصيفي، الذي تعتمد عليه شركات الطيران لتحقيق أرباح سنوية كبيرة. وقال نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في بنك «سيكو» البحريني: «هذا التصعيد جاء في أسوأ توقيت ممكن»، مشيراً إلى أن «الفترة من حزيران إلى آب تمثل ذروة موسم السفر الصيفي، حيث تحقق شركات الطيران أرباحاً مرتفعة من أسعار التذاكر العالية خلال هذه الفترة».
وبحسب تقديرات «اتحاد النقل الجوي الدولي» (IATA)، كان من المتوقع أن تحقق شركات الطيران في الشرق الأوسط أرباحاً تصل إلى 27.20 دولار لكل راكب هذا العام. إلا أن المدير العام للاتحاد، ويلي والش، حذّر خلال الاجتماع السنوي للمنظمة في وقت سابق من هذا الشهر من أن «أي ضرائب جديدة، أو زيادات في رسوم المطارات والملاحة الجوية، أو صدمات في الطلب، أو تنظيمات مكلفة، ستضع مرونة القطاع على المحك بسرعة».
كما انعكس الصراع على ثقة المستثمرين في أسهم شركات الطيران الخليجية المدرجة في البورصة، مثل: شركة «طيران الجزيرة» الكويتية و«العربية للطيران» في الإمارات، اذ تراجعت أسهم الأولى بنسبة 13% منذ الـ12 من حزيران، بينما انخفضت الثانية بأكثر من 8% خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأضاف لاخوتيا: «نظراً للأداء القوي لأسهم الشركتين خلال العام الماضي، فإن هناك توقعات كبيرة بنمو الأرباح السنوية، وهي توقعات باتت مهددة بسبب التطورات الحالية».
ورغم حالة عدم اليقين، تمضي شركة الطيران الاقتصادي السعودية «طيران ناس» في طرح أسهمها للاكتتاب العام، حيث من المقرر إدراجها في سوق «تداول» يوم الأربعاء. ورغم أن شريحة الأفراد في الاكتتاب قد تم تغطيتها بمعدل 4.5 مرة، فإن لاخوتيا حذر قائلاً: «ليس هذا هو التوقيت المثالي للإدراج، في ظل الاضطرابات الجارية في حركة الطيران بالمنطقة نتيجة الصراع المستمر».