«أمازون» تناقش التحوط بأغلى رمز مشفر في العالم
لم تجن الشركات فقط ثمار شراء «بيتكوين»، فقد احتفل الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي أيضاً بالمكاسب غير المحققة لبلاده من استثماراتها في «بيتكوين»، بعد أن تجاوزت العملة المشفرة أخيراً 100 ألف دولار للمرة الأولى.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الشركات العملاقة التحوط بأغلى رمز مشفر في ما يعرف بـ«خزانة (بيتكوين)»، في الوقت الذي ينادي فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب باحتياطي وطني من العملة المشفرة.
في الخامس من ديسمبر، وصلت عملة «بيتكوين» إلى هذا الإنجاز التاريخي، ما تسبب في إثارة ضجة واسعة النطاق في مجتمع العملات المشفرة، بعدما نجحت العملة في تسجيل أعلى مستوى إطلاقاً، بعد الارتفاعات الجنونية عقب فوز ترامب.
شارك بوكيلي بعض التفاصيل حول خزانة «بيتكوين» (محفظة) في السلفادور، كاشفاً أن البلاد أنفقت ما يقرب من 270 مليون دولار على «بيتكوين» منذ اعتمادها عملة قانونية، لتتجاوز مكاسبها غير المحققة الآن 333 مليون دولار.
كانت السلفادور أول دولة تتبنى عملة «بيتكوين» كعملة قانونية في 7 سبتمبر 2021، بعد تنفيذ قانون «بيتكوين» الخاص بها، وتمتلك السلفادور الآن 6180 رمز «بيتكوين»، والتي تم شراؤها بمتوسط سعر 44739.88 دولار.
قامت الحكومة بأول عملية شراء لـ200 رمز «بيتكوين» عشية سن القانون واستمرت منذ ذلك الحين في شراء العملة، وفي نوفمبر 2022، أعلن بوكيلي عن إستراتيجية متوسط التكلفة بالدولار، والتزم بشراء «بيتكوين» واحد يومياً.
في يناير 2022، أوصى صندوق النقد الدولي بوقف الاعتراف بعملة «بيتكوين» كعملة قانونية بسبب مخاطر الاستقرار المالي، وفي أكتوبر 2024، كرر صندوق النقد الدولي دعوته لتقليص سياسات «بيتكوين»، ونصح الحكومة بتضييق نطاق قانون «بيتكوين» والحد من تعرض القطاع العام للعملة المشفرة.
حث المركز الوطني لأبحاث السياسات العامة، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة الأميركية واشنطن يدافع عن الأسواق الحرة، شركة «أمازون» على التفكير في تبني إستراتيجية خزانة «بيتكوين».
من المقرر أن تناقش أكبر شركة في العالم للتجارة الإلكترونية هذا الاقتراح في اجتماع مساهمي الشركة في أبريل 2025، في الوقت الذي تناقش فيه «مايكروسوفت» المقترح ذاته نهاية الشهر الجاري.
اعتباراً من 6 ديسمبر الجاري، ارتفع سعر «بيتكوين» بنسبة 131% على مدار العام الماضي، وعلى مدى خمس سنوات، حققت «بيتكوين» زيادة بنسبة 1246%.
مع تفوق العائد على «بيتكوين» بشكل كبير على سندات الشركات، أوصى مركز الأبحاث بأن تخصص «أمازون» ما لا يقل عن 5% من أصولها «بيتكوين»، حتى إنها أشارت إلى نجاح شركة «مايكروستراتيجي» كدراسة حالة.
في خطابها إلى «أمازون»، انتقدت مؤسسة الأبحاث مؤشر أسعار المستهلك باعتباره مقياساً معيباً للتضخم، واقترحت أن معدل التضخم الحقيقي قد يكون ضعف الرقم المبلغ عنه وهو 4.95%.
وزعمت مؤسسة الأبحاث في منشور عبر منصة «إكس» أن هذا التضخم يؤدي إلى تآكل حاد في 88 مليار دولار من النقد والسيولة المحفتظ بها (النقدية في الصندوق) لدى «أمازون» واقترحوا عملة «بيتكوين» كتحوط ضد هذا الخطر.
كانت شركة «مايكروستراتيجي» MicroStrategy، التي يرأسها مايكل سيلور، رائدة في تبني إستراتيجية خزينة «بيتكوين»، وتقدر قيمة حيازات الشركة من «بيتكوين» الآن بأكثر من 40 مليار دولار، ما أدى إلى تحقيق ربح يبلغ نحو 17 مليار دولار.
تبنت شركة التعدين «مارا» MARA هذه الإستراتيجية، وأكملت مؤخراً طرح سندات قابلة للتحويل بقيمة مليار دولار بفائدة 0% في نوفمبر 2024، واستخدمت العائدات لشراء 6474 «بيتكوين».
وأعلنت شركة الذكاء الاصطناعي «جينيوز غروب» Genius Group عن إستراتيجيتها لخزانة «بيتكوين» في الشهر نفسه، وبدأت بشراء 110 «بيتكوين» بسعر متوسط 90932 دولاراً للعملة.