يعمل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة في مصر على تعزيز استخدام التقنية اليابانية المتقدمة «كايزن» في مختلف قطاعات المشروعات المتوسطة والصغيرة، بهدف تحسين الأداء وزيادة الكفاءة الإنتاجية، بحسب نائب الرئيس التنفيذي للجهاز رأفت عباس.
قال عباس في تصريحات لـ«إرم بزنس»، إن الجهاز يسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعميم تلك التقنية في جميع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، بحيث يتمكن العاملون في القطاع من اكتساب الخبرات اللازمة وتطبيقها بشكل فعّال.
وأوضح أن هذا المسعى يتم من خلال استقطاب الخبراء اليابانيين الموجودين في مصر، الذين يعملون جنباً إلى جنب مع العاملين في الجهاز لنقل خبراتهم وتجاربهم الناجحة.
كما أكد عباس أن هذه الخطوة تأتي في إطار إستراتيجية الجهاز لدعم تلك المشروعات وتطويرها بشكل مستدام.
أشار نائب رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة في مصر إلى أن الخبراء اليابانيين الذين يعملون في مصر يتولون الإشراف المباشر على تنفيذ التجربة الحالية في قطاعي الغذاء والبلاستيك، حيث يتم نقل المعرفة والتقنيات المتطورة للعاملين في هذه القطاعات لتعلم كيفية تحسين العمليات الإنتاجية وزيادة الكفاءة.
تابع: «يقوم هؤلاء الخبراء بتوجيه المختصين في الجهاز إلى تطبيق أساليب وتقنيات (كايزن) من خلال تدريبات عملية وميدانية، وذلك بغرض إكسابهم المهارات اللازمة لتطبيق هذه الأساليب في مشروعاتهم المستقبلية، تمهيداً لتوسيع نطاق التجربة لتشمل قطاعات أخرى في المستقبل».
ولفت عباس إلى أن تقنية «كايزن» اليابانية تعني «التحسين المستمر للإنتاجية وجودتها»، وهو مبدأ يركز على إجراء تحسينات تدريجية ومتواصلة في العمليات الإنتاجية، مع الاهتمام الكبير بالجودة العالية.
تم تطبيق هذه التقنية في مصر منذ أشهر، حيث بدأت في مشروعات قطاع الغذاء والبلاستيك، وذلك بالتعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، وفق عباس.
أفاد عباس بأن مدة تفعيل تقنية «كايزن» في المصانع المتعاملة مع الجهاز تتم على مدار عامين، ومن المتوقع أن ترتفع ربحية وإنتاجية المصنعين في مصر بنحو 300% خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن اختيار القطاعين (البلاستيك والغذاء) يرتبط بعاملين، الأول الميزة التنافسية، حيث حقق قطاع البلاستيك صادرات بنحو 1.7 مليار دولار خلال العام المالي 2023-2024 والصناعات الغذائية نحو 9 مليارات دولار، ما يعني أن لهما ميزة محلية ودولية.
ولفت إلى أن العامل الثاني، هو مدى ارتباط القطاعين بالمجالات المتنوعة، مثلاً قطاع البلاستيك من القطاعات الواعدة في السوق المصرية، حيث يستخدم في جميع المجالات عبر عملية التغليف وغيرها.
حسب عباس: «أيضاً الصناعات الغذائية من المجالات الحيوية التي تجر مجالات أخرى خلفها، وفي مقدمتها الزراعة، ولذلك يراهن الجهاز على هذين القطاعين في تنشيط صناعات أخرى، فضلاً عن أنها فرصة كبيرة لخفض العجز في الميزان التجاري بالبلاد».
أكد رأفت عباس: «تهدف هذه المبادرة إلى تزويد المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالقدرة على تلبية احتياجات العملاء والمستهلكين بشكل أفضل، وتحقيق مستويات عالية من الجودة التي تسهم في تحسين التنافسية داخل الأسواق المحلية والدولية».
أيضاً أضاف أن «كايزن» تركز بشكل خاص على العميل النهائي؛ ما يعني أن جميع التحسينات التي يتم إجراؤها يجب أن تواكب احتياجات المستهلكين، وتحقق رضاهم التام.
بالتالي، فإن هذه التقنية تساعد الشركات على أن تصبح أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات في الأسواق، وتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل.