logo
اقتصاد

من انتخابات أميركا إلى الحروب.. السياسة والأسواق في 2024

من انتخابات أميركا إلى الحروب.. السياسة والأسواق في 2024
تاريخ النشر:26 نوفمبر 2023, 12:03 م
توقع خبراء بنك يو بي إس السويسري في تقرير "العام المقبل 2024 – عالم جديد" أن تلعب السياسة دوراً كبيراً في الأسواق العالمية في عام 2024، معتبرين أن أحداث الانتخابات الرئاسية الأميركية، والحروب المستمرة بين إسرائيل وحماس، وروسيا وأوكرانيا، إلى جانب التنافس بين الولايات المتحدة والصين.

جميعها أحداث يمكن أن تؤثر على الأسواق العالمية، موضحين أنه يجب على المستثمرين الاستعداد لنوبات من التقلبات ذات الدوافع السياسية، وأن يفكروا في التحوط.

الانتخابات الأميركية

ذكر تقرير يو بي إس أن الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، يتمتعان حالياً بتقدم كبير في سعيهما للحصول على الترشيح من حزبيهما السياسيين (الجمهوري والديمقراطي)، وتنسب أسواق الرهان فرصة بنسبة 70% لأن يصبح بايدن المرشح الديمقراطي، وهي نسبة قليلة بشكل غير عادل لشاغل المنصب الذي يسعى لإعادة انتخابه.

وأوضح الخبراء، أنه وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من أن ترامب لديه فرصة بنسبة 80% لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري وفقاً للأسواق المراهنة، حيث إنه من المتوقع أن تقيد العقبات القانونية التي يواجهها ترامب جاذبيته أمام الناخبين غير المنتمين إليه، وتقلل من فرصة تأمين الرئاسة، وتقدر الأسواق احتمالية فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية بنسبة 35%، بينما حل بايدن في المرتبة الثانية بنسبة 30%.

وتابع الخبراء في التقرير: أن الخطر الخارجي يتمثل في أن عدم الرضا هذا يؤدي إلى ترجيح مرشحي الطرف الثالث، في حين من المرجح أن يكون هناك انقاسم في الكونغرس وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً بعد انتخابات 2024، حيث يتوقع الخبراء أن يتولى الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ لأن لديهم عدداً أقل من المقاعد للدفاع عنها، في حين أن الديمقراطيين لديهم فرصة أكبر لاستعادة السيطرة على مجلس النواب.

وأشار الخبراء إلى أن انقسام الكونغرس يعني أنه يجب أن يتم إقرار التشريع على أساس الحزبين، وهو ما قد يقلل من احتمالية تطبيق إصلاحات محلية شاملة، مثل التغييرات في السياسة الضريبية أو الصحية، والتراجع عن الإنفاق المناخي، وفي نفس الوقت فإن الرئيس الحالي سيحتفظ بسلطة تقديرية بشأن السياسة الخارجية، بما في ذلك مجالات مثل العلاقة التجارية مع الصين والولايات المتحدة، والموقف من حرب روسيا وأوكرانيا، وحرب إسرائيل وحماس.

انقسام الكونغرس قد يقلل من احتمالية تطبيق إصلاحات محلية شاملة
بنك UBS
حرب روسيا وأوكرانيا

حتى وقت كتابة تقرير يو بي إس كان تأثير الحرب بين روسيا وأكرانيا محدود نسبياً على الأسواق المالية العالمية بشكل يومي، ومع ذلك يرى الخبراء أن التشديد في أسواق النفط العالمية، جعل العالم أكثر ضعفاً تجاه صدمات الإمدادات الأخرى.

ويتوقع الخبراء، إنه في حال نجح بايدن في الانتخابات المقبلة، فإنهم يتوقعون استمرار الوضع الحالي الذي تقدم فيه الولايات المتحدة الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، في حين أنه إذا تابع ترامب الترشح على برنامجه الانتخابي "أميركا أولاً" وفاز في الانتخابات، فيتوقع الخبراء حينها أن يتراجع الدعم المالي والعسكري الأميركي لأوكرانيا بشكل كبير، وحينها سيتعين على حكومات أوروبا زيادة الإنفاق بشكل ملموس، ما قد يشكل مخاطر مالية، أو قبول المكاسب العسكرية الروسية المحتملة.

في حال فاز ترامب سيتراجع الدعم المالي والعسكري الأميركي لأوكرانيا بشكل كبير
بنك UBS
حرب إسرائيل وحماس

في ظل تفاقم أزمة إنسانية متزايدة، تظل حرب إسرائيل وحماس ذات طابع دينامي واسع، وحتى صدور تقرير يو بي إس، لا يزال النزاع بين حماس وإسرائيل مقتصراً على المناطق الجغرافية التي تحت سيطرة الطرفين.

وعلى الرغم من ذلك يرى الخبراء أن تتخذ المخاطر منحى نحو السيناريو السلبي، المتمثل في تقاعد إقليمي يشمل دولاً أخرى، ولا سيما العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ووكلاء إيران الآخرين، جميعها عناصر تشير إلى التصاعد المحتمل، وفقاً للتقرير.

ويتوقع الخبراء أن تأثير تلك المخاطر على أسواق النفط، قد تؤدي إلى أن يتم تداول سعر خام برنت في نطاق 90 – 100 دولار للبرميل، مشيرين إلى أنه في حال انخفضت صادرات النفط الإيراني بحوالي 500 ألف برميل، قد يدفع ذلك الأسعار إلى نطاق 100 – 110 دولارات للبرميل، وتوسيع النزاع عبر المنطقة بمشاركة منتجين آخرين للنفط قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 120 دولاراً للبرميل.

تصاعد رقعة حرب إسرائيل وحماس ستقفز بأسعار النفط إلى 110 دولارات للبرميل
بنك UBS

تنافس الولايات المتحدة والصين (التجارة والتكنولوجيا)

يبدو أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وجدت توازناً جديداً غير مستقر في عام 2023، إلا أن جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الرقائق الإلكترونية تختبر هذا التوازن.

وأوضح الخبراء أن البيت الأبيض يحاول جاهداً منع الصين من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأساسية وتكنولوجيا صناعة الرقائق.

وتابع الخبراء: "في حين نتوقع أن يستمر الاهتمام المتبادل في التعاون عبر مضيق تايوان والتعاون الأميركي التايواني، يمكن أن تكون التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بتايوان لها تأثيرات ملموسة على سلاسل الإمداد العالمية، مما يؤدي إلى تأثيرات ثانوية على الأسواق العالمية والعلاقات الدبلوماسية".

التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بتايوان لها تأثيرات ملموسة على سلاسل الإمداد العالمية
بنك UBS
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC