وتقترح المفوضية الأوروبية إنشاء آلية تضامن طوعية، طلبتها كل من فرنسا وألمانيا، ونظام إنذار مبكر يضعف عندما تصبح الأدوية نادرة، وفقاً لمسودة المقترحات التي اطلعت عليها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وفي ديسمبر ويناير الماضيين، عانت الدول الغربية من نقص في المضادات الحيوية، بما في ذلك البنسلين والأموكسيسيلين، ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول، خاصة في الأدوية التي يستخدمها الأطفال.
ومن بين إجراءات الطوارئ الأخرى التي تم طرحها لمنع تكرار تلك الأزمة، يمكن للمفوضية أن تسمح بتمديد فترة صلاحية الدواء، وتسريع الموافقات على الموردين البديلين ودعم زيادة الإنتاج.
كما ستدعم بروكسل تشجيع الشراء المشترك للأدوية اعتباراً من عام 2024، ومقايضة الأدوية مع دول نصف الكرة الجنوبي، حيث تحدث ذروة الطلب في فصل الشتاء في وقت مختلف.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن اللجنة ستقوم بوضع إرشادات للمخزونات الوطنية في عام 2024، وإنشاء تحالف للأدوية الحرجة مع جميع الحكومات والصناعة والمجتمع المدني معاً.
وأبلغت ثلاثة أرباع البلدان عن تفاقم نقص الأدوية في عام 2022، وذلك وفقاً لدراسة استقصائية للصناعة.
ويعتمد التصنيع في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على المكونات الصيدلانية النشطة المستوردة من الصين والهند.
وقد تفاقم ارتفاع الطلب وتعطيل سلاسل التوريد بسبب التضخم الذي ضرب إنتاج الأدوية غير المسجلة، والتي تباع عادة بأسعار أقل بكثير من الإصدارات ذات العلامات التجارية.
وتعمل فرنسا بنشاط على تشجيع إعادة إمدادات الأدوية الأساسية إلى الداخل، حيث من المقرر افتتاح مصنع عملاق للباراسيتامول في البلاد العام المقبل.
ويناقش الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيتم توفير المزيد من التمويل للإنتاج المحلي.
ومن المقرر أن تتم الموافقة على اقتراح اللجنة في 25 أكتوبر الجاري، إلا أنه لا يزال من الممكن أن يتغير، وفي البداية قد يؤدي هذا القانون غير الملزم إلى إصدار قانون للأدوية الحرجة، حيث تضع بروكسل قائمة بالأدوية الحيوية بحلول نهاية العام.
وتحث المفوضية أيضاً الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي على الموافقة على إصلاح التشريعات الصيدلانية التي تم طرحها في أبريل، والتي تتضمن خططاً للسيطرة على إنتاج الأدوية في حالة حدوث حالة طوارئ صحية عامة.
وخلص تحليل أجرته وكالة الأدوية الأوروبية والمفوضية إلى أنه ما لم يكن هناك طلب غير متوقع، يجب على الاتحاد الأوروبي تجنب نقص المضادات الحيوية هذا العام.
وقال التحليل: "المعلومات المتاحة اليوم تشير إلى أنه إذا لم يختلف الطلب في فصل الشتاء المقبل بشكل كبير عن الطلب في السنوات الأخيرة فإن إمدادات الاتحاد الأوروبي من المضادات الحيوية الرئيسية تبدو متطابقة بشكل عام مع الطلب".