وعقب اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، تم تجميد ما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي الموجودة في الخارج من قبل البنوك المركزية الغربية في مارس 2022.
ارتفعت احتياطيات الذهب في روسيا إلى مستوى قياسي بلغ 151.9 مليار دولارالمركزي الروسي
وفقًا لتقرير حديث عن مزود البيانات ساياري التي تعمل على تعقب صفقات الذهب، رصدت المؤسسة بعض الصفقات لبنوك روسية تتحايل على الحظر المفروض على الدولار واليورو عبر صفقات الذهب.
يأتي ذلك بينما ارتفعت احتياطيات الذهب في روسيا إلى مستوى قياسي بلغ 151.9 مليار دولار اعتبارًا من نهاية 2023، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن بنك روسيا.
لكن هذا الارتفاع النقدي يتناقض مع انخفاض مادي، حيث انخفض احتياطي الذهب بنحو 16 طنا، ليستقر عند 2315 طنا، وينشأ هذا الوضع المتناقض عن الارتفاع العالمي في أسعار الذهب، الذي أدى إلى تضخيم قيمة الاحتياطيات القائمة.
من المرجح أن تقوم بعض البنوك الروسية بتداول الذهب لتجنب الحظر المفروض على جلب الدولار واليورو إلى البلادساياري
وقالت منصة جمع البيانات ساياري (منصة لتزويد البيانات ومقرها واشنطن): "من المرجح أن تقوم بعض البنوك الروسية بتداول الذهب في تركيا وهونغ كونغ ودول أخرى لتجنب الحظر المفروض على جلب الدولار واليورو إلى البلاد".
ونقلاً عن بيانات ساياري، فإن العديد من الدائنين الروس استمروا في توفير الذهب مقابل الأوراق النقدية حتى يوليو أو أغسطس من العام الماضي على الأقل.
إضافة إلى ذلك، لفتت منصة ساياري إلى أن إمدادات الذهب قد اتسعت بين البنوك الروسية والعديد من المؤسسات المالية في تركيا وهونغ كونغ.
وفقًا لساياري اكتسب هذا التكتيك زخمًا بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قيودًا على الاتحاد الروسي.
ومنعت العقوبات الغربية والأميركية المؤسسات المالية في روسيا من الوصول إلى العملات الغربية كالدولار واليورو كجزء من العقوبات المفروضة.
ووفقًا لوزارة المالية الروسية طالت العقوبات الغربية ما يزيد 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي.
طالت العقوبات الغربية ما يزيد على 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسيوزارة المالية الروسية
ويعد الاتحاد الروسي ثاني أكبر منتج للذهب في العالم، حيث ينتج أكثر من 330 طنًا من المعدن الثمين سنويًا.
وكانت روسيا في وقت سابق واحدة من أكبر المصدرين في العالم، بيد أن الإمدادات إلى مراكز التسويق الدولية في لندن ونيويورك توقفت تقريبًا بعد فرض العقوبات.
وفي غضون ذلك قامت روسيا بزيادة مبيعاتها المحلية من المعدن الأصفر واعتمدت طرق تصدير بديلة بدلًا عن تلك التي طالتها العقوبات الغربية.
وبرزت تركيا وهونغ كونغ كمراكز بديلة في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية لاستقبال صادرات الذهب الروسي بدلًا من لندن ونيويورك.
لكن العقوبات الأميركية ضد شركات تعدين الذهب الرائدة في روسيا في عام 2023 أجبرت جزءًا كبيرًا من تلك التجارة على التحول إلى هونغ كونغ.
شهد احتياطي روسيا من الذهب ارتفاعا قياسيا وملحوظا خلال العام الماضي 2023 ليصل إلى 2350 طناالمركزي الروسي
قال زاكاري تفاروزنا، كبير المحللين لدى ساياري: "إن بيانات الشركة أظهرت أن العديد من المقرضين الروس استمروا في شحن الذهب مقابل الأوراق النقدية حتى يوليو أو أغسطس من العام الماضي على الأقل".
وأضاف كبير المحللين لدى ساياري: "يبدو أن تسليمات الذهب توسعت لتشمل هونغ كونغ وتركيا .
وجمعت ساياري بيانات خاصة بالتجارة الروسية من خلال ما يسمى فواتير الشحن، والتي تتضمن عادةً أسماء المستوردين والمصدرين، بجانب تفاصيل أخرى تتعلق بالشحنات.
وأظهرت البيانات التي جمعتها ساياري أن العديد من الكيانات التي حولت الأموال إلى روسيا حصلت في المقابل على الذهب كبديل.
وشهد احتياطي روسيا من الذهب ارتفاعا قياسيا وملحوظا خلال العام الماضي 2023 ليصل إلى 2350 طنا، وفقًا لبيانات البنك المركزي الروسي.
وأوضح البنك المركزي الروسي في بيان: "أن احتياطي الذهب في روسيا ارتفع في ديسمبر الماضي بنسبة 2.6% إلى 155.9 مليار دولار".
وبحسب بيانات المركزي الروسي ارتفع احتياطي الذهب بزيادة قدرها 35 طنا تقريبا ووصل إلى مستوى قياسي جديد في نهاية العام الماضي ليبلغ 2350 طنًا".
العديد من المقرضين الروس استمروا في شحن الذهب مقابل الأوراق النقديةزاكاري تفاروزنا
وأظهرت بيانات المركزي الروسي أن احتياطيات روسيا الدولية ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ مارس 2022.
وفي غضون ذلك كشفت البيانات أن الاحتياطيات الدولية ارتفعت بين أول ديسمبر 2023 وأول يناير 2024، من 592.4 مليار دولار إلى 598.6 مليار دولار.
وتحتل روسيا المرتبة الخامسة عالميا باحتياطيات المعدن النفيس متجاوزة دولا كبرى مثل الصين والهند.