مقر شركة غوغل
مقر شركة غوغلرويترز

3 أسباب لعدم القلق من عمليات التسريح في قطاع التكنولوجيا

أصبحت شركة سبوتيفاي أحدث شركة تقنية كبرى، تعلن عن تسريح العمال هذا العام، لتنضم إلى شركات أخرى مثل شركة غوغل وأمازون ومايكروسوفت، وذلك لتقليص حجم الوظائف من أجل التكيف مع ارتفاع معدلات التضخم، وانكماش النمو.

وفقد أكثر من 57 ألف عامل في مجال التكنولوجيا وظائفهم، منذ بدء عمليات التسريح العام الماضي، حتى هذا الشهر، ويمثل ذلك أكثر من ثلث إجمالي عمليات التسريح، التي شهدها القطاع العام الماضي، والتي لا تزال مستمرة.

وعلى الرغم من عمليات تسريح العمالة الطائلة التي شهدها القطاع، إلا أنها لم تثر قلق الخبراء في المجال، حيث لا يزالون يعتبرون تأثيرها محدودا للغاية ولن يؤدي إلى عرقلة الاقتصاد.

شريحة صغيرة من سوق العمل

وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة لايتكاتس المتخصصة بتحليلات سوق العمل، راشيل سيدربيرج، أنه حتى الآن لا يوجد سبب للذعر.

وعلى الرغم من أن التكنولوجيا مهيمنة في الحياة اليومية لمعظم الأميركيين، إلا أنها لا تمثل سوي شريحة صغيرة من سوق العمل الأوسع، أو ما يسمى بقطاع المعلومات، والذي يشمل معظم شركات التكنولوجيا والذي استحوذ على 2% من عمليات التوظيف في ديسمبر.

وقالت سيدربيج إن عمليات التسريح كانت كثيرة في شركات التكنولوجيا، وهي نقطة في بحر كبير في الاقتصاد الأكبر في العالم، في حين أن شركات التكنولوجيا تواجه الآن واقعاً مختلفاً عما كانت في الماضي.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، نمت شركات التكنولوجيا بسرعة كبيرة، حيث دفعت جائحة كورونا ملايين الأميركيين إلى تبني التكنولوجيا بطرق جديدة، وسهل من الأمر بيئة أسعار الفائدة المنخفضة بين عامي 2020 و2021، مما دفع شركات التكنولوجيا للاستثمار بكثافة وتوظيف أعداد ضخمة.

 ومع ارتفاع أسعار الفائدة، والتضخم الذي أثر بشكل كبير على أرباح الشركات، قرر العديد من الشركات في القطاعات إعادة هيكلة والقوى العاملة.

إعادة التوازن

وقالت الخبيرة الاقتصادية في مجال العمل جوليا بولاك، إن شركات التكنولوجيا نمت بسرعة كبيرة للاستفادة من الفرصة، ولملاحقة العملاء المحتملين ومحاولة الحصول على أفضل تجربة ممكنة لهم.

وأشارت إلى أن الوضع الحالي أشبه بإعادة التوازن داخل الشركات، لتتخلص من الرهانات التي لم تنجح.

 وأضافت أن موجة تخفيض الوظائف الكبيرة، التي ضربت القطاع  لم تؤثر على حجم العمال في القطاع، لاسيما عند النظر بمقدار التوظيف الذي قاموا به في السنوات الأخيرة.

وأوضحت بولاك أن شركة غوغل على سبيل المثال، زادت عدد موظفيها بأكثر من 50% منذ بدء الوباء، وأضافت حوالي 37 ألف وظيفة جديدة العام الماضي، وبالتالي فإن الوظائف التي قامت الشركة بإلغاؤها، والتي تمثل 12 ألف وظيفة، هي أقل من ثلث ما تمت إضافته في الأشهر الـ 12 الماضية.

التعويضات السخية

وهناك سبب ثالث لا يدعو للقلق من عمليات تقليص الوظائف في قطاع التكنولوجيا، وهو تلقي العديد من موظفي التكنولوجيا حزما تعويضية سخية، وفي نفس الوقت يتمكنون من إيجاد وظائف خلال فترات قصيرة، وهو الأمر الذي يحد من الأثر الاقتصادي لتسريح العمال.

ويمكن أن يفسر ذلك سبب انخفاض طلبات التأمين ضد البطالة بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، والذي بقي بالقرب من أدنى مستوياته القياسية.

 وتستثني مدفوعات الإقالة العمال في بعض الولايات، من التقدم بطلب للحصول على إعانة البطالة، وقد يشعر العاملون في المجال التقني الذين حصلوا على رواتب عالية أيضًا، أنهم ليسوا بحاجة إلى التقدم فورًا للحصول على المزايا.

وتأتي موجة تسريح العمال في القطاع بالتزامن مع ضيق سوق العمل بكل المقاييس، حيث بلغ معدل البطالة 3.5% وهو ما يعادل أدنى مستوى له منذ نصف قرن، ولا تزال نسبة الموظفين الذين يتم تسريحهم شهرياً ثابتة عند 0.9% وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق.

وخلال الربع الماضي تمت إضافة حوالي 250 ألف وظيفة في المتوسط شهرياً للاقتصاد الأميركي، وهو أعلى بكثير من حوالي 100 ألف وظيفة مطلوبة، لاستيعاب النمو السكاني والحفاظ على معدل ثابت للبطالة.

ولايزال من الممكن أن يتعرض سوق العمل لضربة في وقت لاحق من هذا العام، في حال تباطؤ الاقتصاد، حيث يعمل الاحتياطي الفيدرالي على تهدئة التضخم.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com