logo
اقتصاد

بنك إنجلترا لن يضحي بالإسترليني.. ما الذي تُخفيه الأرقام؟

بنك إنجلترا لن يضحي بالإسترليني.. ما الذي تُخفيه الأرقام؟
محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي خلال مؤتمر صحفي بمقر البنكالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:15 مايو 2025, 08:59 ص

كان بنك إنجلترا على موعد مع التقاط الأنفاس، اليوم الخميس، إثر صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة عن فترة الربع الأول من العام الحالي، والتي جاءت أعلى بكثير من توقعات الأسواق، وفقاً للبيانات التي أصدرها مكتب الإحصاء الوطني.

أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة التي صدرت اليوم، نمواً يفوق التوقعات؛ ما يمنح بنك إنجلترا فرصة للإحجام عن اتخاذ إجراءات جديدة وسط شكوك حول النمو، وهو ما سينعكس إيجاباً على حركة الجنيه الإسترليني أمام الدولار.

رغم قوتها

رغم البيانات الإيجابية والفرصة التي حصل عليها أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا ورفاقه من صناع السياسة النقدية، إلا أن هناك من يرى أن بيانات النمو تلك جاءت خادعة، ولا تعبر عن حقيقة الأزمة التي يعيشها الاقتصاد البريطاني.

في الأسبوع الماضي، خفض بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في تصويت منقسم، في إشارة إلى تنامي القلق بشأن تباطؤ النمو والغموض التجاري العالمي، وذلك قبل أيام من الإعلان عن صفقة تجارية مع الولايات المتحدة.

كانت تلك المرة الثانية التي يخفض فيها بنك إنجلترا، أسعار الفائدة هذا العام، والمرة الرابعة التي يخفض فيها الفائدة منذ بداية تحول السياسة النقدية إلى تيسيرية من متشددة في العام الماضي.

أخبار ذات صلة

الدولار يفقد أنيابه.. هل يتلقى ضربة جديدة اليوم؟

الدولار يفقد أنيابه.. هل يتلقى ضربة جديدة اليوم؟

تفوق التوقعات

◄ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنسبة 0.7% على أساس ربع سنوي في الربع الأول من عام 2025، متجاوزاً التوقعات ومبردًا تكهنات خفض أسعار الفائدة الفوري من قبل بنك إنجلترا.
◄ساهم قطاعي الخدمات والإنتاج في دعم النمو في الربع الأول، مع توقف الخسائر في الإنتاج والتصنيع، في حين تشير تحذيرات الخبراء إلى أن قوة الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول ربما تكون مبالغ فيها التغييرات الضريبية والتعريفات الجمركية.
◄أدى تسجيل نمو أقوى من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025 إلى إحباط آمال خفض أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا لفترة وجيزة قبل أن تعمل تحذيرات الخبراء على تخفيف حماس السوق.

أبرز الأرقام

◄نما الاقتصاد بنسبة 0.7% على أساس ربع سنوي في مارس، متسارعًا من نمو بنسبة 0.1% في الربع الرابع من العام 2024. 
◄في الوقت نفسه، نما الاقتصاد بنسبة 1.3% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ 1.5% في الربع الرابع من العام 2024. 
◄ارتفع الإنتاج بنسبة 1.1%، منهيًا بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أرباع، وارتفع إنتاج الصناعات التحويلية بنسبة 0.8% بعد انخفاضه بنسبة 0.6% في الربع السابق.
◄ارتفع استهلاك الأسر بنسبة 0.2% في الربع الأول من عام 2025، مدفوعاً بزيادة الإنفاق على السلع والخدمات والفئات المرتبطة بالإسكان، في حين أشارت البيانات إلى اقتصاد مرن، مع توفير الخدمات والإنتاج زخماً صعودياً.

أسباب أخرى

قلل كبير الاستراتيجيين م. براون في مؤسسة بيبرستون، وفقاً لمذكرة اليوم، الخميس، من أهمية أرقام الناتج المحلي الإجمالي البريطاني التي فاقت التوقعات.

كتب براون في المذكر: «تُظهر الأرقام المذكورة تفاؤلاً حيال الوضع الاقتصادي الحالي، بالنظر إلى الانحراف الإيجابي الكبير في البيانات نتيجةً لقدرٍ كبير من الاستثمارات الاستباقية، ويتجلى ذلك في ازدهار الصادرات قبل فرض الرسوم الجمركية الأميركية مطلع الشهر الماضي، بالإضافة إلى تسارع النشاط الاقتصادي قبل تأثيرات زيادة التأمين الوطني وزيادة الحد الأدنى للأجور مع بداية السنة الضريبية الجديدة».

دليل براون

قال براون: «بالتالي، لا جدوى من إعطاء أهمية كبيرة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، لا سيما مع تراجع الزخم الاقتصادي بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الستة الماضية تقريبًا، واستمرار ميل المخاطر التي تهدد التوقعات نحو الانخفاض».

أضاف: «تُثبت مسوحات مؤشر مديري المشتريات لشهر أبريل هذه النقطة، حيث انخفض مؤشر الناتج المركب إلى أدنى مستوى له في 29 شهرًا، ليدخل مرحلة الانكماش».

بنك إنجلترا

جاء تقرير الناتج المحلي الإجمالي في أعقاب بيانات سوق العمل في المملكة المتحدة لشهر مارس 2025؛ ما أثار تكهنات جديدة بشأن سياسة بنك إنجلترا.

علقت كاثرين مان، عضوة لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، على سوق العمل في المملكة المتحدة، قائلةً: «الملاحظة الأولى هي أن سوق العمل أصبح أكثر مرونة، وصحيحٌ أن بعض البيانات تشير إلى تباطؤ سوق العمل، لكنها ليست تعديلًا غير متوقع».

أخبار ذات صلة

هبوط واسع.. لماذا تخلت أسواق آسيا عن مكاسبها؟

هبوط واسع.. لماذا تخلت أسواق آسيا عن مكاسبها؟

تحذير بيل

في 14 مايو حذر كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل من أن أسعار الفائدة قد تحتاج إلى البقاء أعلى من أجل ترويض التضخم، وهو ما اختبر الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا في الأمد القريب.

قبل تقرير الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة، انخفض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له عند 1.32485 دولار قبل أن يرتفع إلى أعلى مستوى له اليوم عند 1.32864 دولار.

قد تدفع أرقام الناتج المحلي الإجمالي بنك إنجلترا إلى الحفاظ على موقفه الحالي، في انتظار بيانات الربع الثاني لإعادة تقييم التوقعات الاقتصادية.
بحلول الساعة 8:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأميركي بنسبة 0.23% ليصل إلى 1.32834 دولار.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC