السوق تراهن على اتفاق كبير بين وشنطن وبكين
تأكيد اختراق مستويات المقاومة العنيدة 100 نقطة
انقلبت طوالة الرهانات بين الدولار والإسترليني، إذ يبدو أن المراهنين على ارتفاع العملة البريطانية خابت آمالهم بعد اتفاق تجاري محدود مع الولايات المتحدة، لتبقى حقيقة أن بنك إنجلترا قد خفض الفائدة للمرة الثانية العام الجاري.
في الجهة المقابلة يقف الدولار مدعوماً بآمال الوصول إلى اتفاق تجاري كبير بين قطبي الاقتصاد العالمي واشنطن وبكين، جنبا إلى جنب وموقف أكثر حذرا وهدوءا من صناع السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي «الفيدرالي».
بينما أثار تلويح ترامب باحتمال حدوث انفراجة تجارية مع الصين مزيداً من التفاؤل بأن الاضطرابات العالمية الناجمة عن الحروب التجارية ربما لا تكون شديدة كما كانت الأسواق تخشى.
في غضون ذلك يتجه الدولار نحو مكاسب أسبوعية مقابل معظم العملات الرئيسة، اليوم الجمعة، بعد أن أثار اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا آمالاً في إحراز تقدم في المحادثات الوشيكة بين الولايات المتحدة والصين.
كما تراجعت الرهانات على خفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية بعد أن أشار جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، إلى أنه ليس في عجلة من أمره.
في الساعات المقبلة تتجه الأسواق المالية إلى عطلة نهاية الأسبوع مع التركيز كاملاً على المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين والتي من المقرر أن تبدأ غدا السبت في سويسرا.
◄ ارتفع مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات بينها الين واليورو والإسترليني نحو 0.15% وصولاً إلى مستويات 100.86 نقطة.
◄ تعد المستويات الحالية للدولار الأعلى منذ العاشر من أبريل الماضي، وتأتي بعدما نزل الدولار في الأسابيع الماضية إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف.
◄ انخفض اليورو في التعاملات الصباحية نحو 0.15%، بينما تراجع بنسبة 0.6% خلال الأسبوع وصولاً إلى مستويات 1.1217 دولار.
◄ خسر الين نحو 0.7 % الأسبوع الجاري ووصل إلى أدنى مستوى له في شهر عند 146.18 مقابل الدولار، في حين تراجع اليوم 0.13% عند 145.78 يناً للدولار.
◄ اتجه الدولار الأسترالي نحو أول انخفاض أسبوعي له منذ شهر متراجعاً 0.7% إلى 0.6391 دولار أميركي، بينما تراجع خلال تعاملات اليوم 0.1%.
◄ نزل الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% إلى مستويات 0.5892 دولار، خلال تعاملات اليوم، في حين يتجه لتراجع نحو 0.85% خلال أسبوع.
تبددت مكاسب الجنيه الإسترليني، الذي ارتفع بفضل أنباء عن اتفاق تجاري وشيك بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بعدما جاء الاتفاق محدوداً للغاية، تزامنا وقرار بنك إنجلترا أمس بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة للمرة الثانية العام الجاري والرابعة منذ بداية التحول إلى سياسة التيسير النقدي.
وتسمح اتفاقية الشروط العامة بتوسيع نطاق وصول المنتجات الزراعية بشكل متواضع لكلا البلدين وخفض الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة على صادرات السيارات البريطانية، لكنها تبقي على الرسوم الأساسية البالغة 10%.
كما سجل الجنيه الإسترليني أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند مستويات 1.3230 للدولار في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، متراجعاً نحو 0.1%.
خلال أسبوع ينخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأميركي نحو 0.3، إلا أنه لا يزال محتفظاً بمكاسب 1.1% خلال ثلاثين يوما، بينما يرتفع 5.7% منذ بداية العام.
خلال الإعلان عن الاتفاق مع المملكة المتحدة، قال ترامب عن تعريفات الصين: «لا يمكن رفع المعدل أكثر من ذلك، المعدل عند 145%، لذا نعلم أنه سينخفض، أعتقد أنه اجتماع ودي للغاية إنهم يتطلعون إلى عقده بطريقة رائعة».
ويشارك في المحادثات المرتقبة غداً السبت في سويسرا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ.
إلى ذلك نشرت صحيفة «نيويورك بوست» تقريراً نقلاً عن مصادر لم تحددها أن الإدارة الأميركية تدرس خطة لخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية بأكثر من النصف، إلا أن البيت الأبيض نفى ذلك.
في هذه الأثناء، يعمل فريق ترامب على إبرام اتفاقات تجارية متعددة بعد تعليق الرئيس للرسوم الجمركية المضادة المفروضة على معظم الدول لتخفيف حدة حرب تجارية عصفت بالأسواق المالية وبعلاقات الولايات المتحدة مع الأصدقاء والخصوم.
أشار ترامب منذ ساعات إلى أن الولايات المتحدة قد تتخذ خطوة لتخفيف ذلك التوتر من خلال خفض التعريفات الجمركية، وينظر إليها على أنها خطوة أولى نحو إنهاء حرب تجارية أحدثت اضطرابات في الاقتصاد العالمي.
وعندما سئل عما إذا كان سيفكر في خفض معدل الرسوم إذا سارت المحادثات بشكل جيد، أجاب: «يمكن حدوث ذلك»، وعبر ترامب عن اعتقاده بأن الصين ترغب بشدة في إبرام اتفاق وعن رغبته في أن تفتح الصين اقتصادها.