سجّلت أسعار لحوم البقر مستويات قياسية في المتاجر الأميركية خلال الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تستمر في الارتفاع مع تزايد الطلب خلال موسم حفلات الشواء الصيفي الذي يبدأ تقليدياً مع يوم الذكرى، يوم الاثنين المقبل.
ويشعر المستهلكون بثقل هذا الارتفاع، خاصة في ظل تنامي القلق من تداعيات السياسة التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب وقرار واشنطن تعليق واردات الماشية من المكسيك بسبب طفيلي يُعرف بـ«دودة اللحم»، وهو ما قد يقلص الإمدادات ويرفع الأسعار أكثر.
دياندريا شافيس، محللة في مجال الذكاء الاصطناعي من ولاية كارولاينا الشمالية، اعتادت شراء اللحم المفروم أسبوعياً لتحضير وجبات الغداء كالتاكو، لكنها بدأت مؤخراً تقلّص الكميات بسبب ارتفاع الأسعار. وقالت لرويترز إن سعر الكيلوغرام من اللحم المفروم الخالي من الدهون ارتفع من 6 إلى أكثر من 9 دولارات خلال الأشهر الأخيرة، ورغم احتفاظها بالبرغر على قائمة الشواء، إلا أنها تخطط لإضافة مزيد من النقانق لخفض التكاليف.
وأضافت: «اللحم المفروم كان يفترض أن يكون خياراً اقتصادياً، لكنه الآن بدأ يثقل الميزانية». ففي أبريل، بلغ سعر الرطل (نحو 450 غراماً) من اللحم المفروم 6 دولارات، بزيادة قدرها 14% عن العام الماضي، نتيجة تقليص المربين قطعانهم إلى أدنى مستوى منذ 74 عاماً بسبب الجفاف الطويل الذي أضر بالمراعي.
ورغم ذلك، يتوقع أن يصل الطلب على لحوم البقر هذا العام إلى أعلى مستوياته منذ 39 عاماً، وفقاً للمحلل في بنك «رابوبنك» لانس زيمرمان، الذي أشار إلى أن المستهلكين مستعدون لدفع أسعار أعلى.
وقدّر «رابوبنك» أن تكلفة حفل شواء لـ10 أشخاص في يوم الذكرى، يتضمن برغر بالجبن وسندويش دجاج لكل شخص، ستبلغ نحو 103 دولارات، بزيادة 4.2% عن العام الماضي. كما ارتفع سعر اللحم المفروم المخصص للبرغر بنسبة 6.4%.
وبحسب الباحث في شركة «إكسبانا» إيان أندرسون، يلجأ بعض المستهلكين إلى قطع أرخص من لحم البقر، مثل الريباي، لتوفير المال دون التحول إلى الدجاج أو لحم الخنزير الأرخص سعراً. وقال: «الناس ما زالوا يريدون الاستمتاع بشريحة لحم طازجة، لكنهم لا يريدون دائماً دفع ثمن الريباي».
على مدى العقود الثلاثة الماضية، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل متزايد على واردات لحوم البقر لتلبية الطلب المتزايد على اللحم المفروم. وبلغت واردات اللحوم البرازيلية الخالية من العظم المستخدمة في البرغر مستوى قياسياً بلغ 6,888 طناً مترياً في الأسبوع المنتهي في 10 مايو، بحسب المحلل المستقل بوب براون، الذي قال: «نحن مهووسون بالبرغر».
لكن وزارة الزراعة الأميركية قررت هذا الشهر تعليق استيراد الماشية من المكسيك بسبب انتشار ذبابة اللحم، وهي خطوة يتوقع أن تؤثر في الإمدادات بعد ذروة الطلب الصيفي، إذ يتم عادة تسمين الماشية المكسيكية في مزارع أميركية لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر قبل ذبحها. وأشار خبراء إلى أن الوزارة كانت قد أغلقت الحدود أمام واردات الماشية المكسيكية من نهاية نوفمبر حتى فبراير، مما قد يقلل المعروض هذا الصيف.
وقال ديفيد أندرسون، أستاذ اقتصاد الثروة الحيوانية في جامعة تكساس إيه آند إم: «عمليات الذبح تراجعت بشكل ملحوظ مؤخراً. وإذا انخفض الإنتاج، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار»، وفق رويترز.
أما في بعض محلات الجزارة المتخصصة، فأكد التجار أن الزبائن المعتادين على دفع أسعار أعلى مقابل اللحوم الطازجة المحلية لم يغيروا عاداتهم الشرائية. وقال بيل بيغال، صاحب محل «بولينا ماركت» في شيكاغو: «لا أعتقد أن الناس سيبتعدون عن اللحوم»، مشيراً إلى أن الطلب لا يزال قوياً على اللحوم الطازجة والنقانق المصنوعة يدوياً ومنتجاتهم الأخرى.
من جانبها، قالت شافيس إنها بدأت تتسوق من متاجر «ليدل» و«ألدي» بدلاً من «فود لايون» و«وولمارت» للعثور على لحوم مفرومة بأسعار أقل، لكنها ختمت بقولها: «للأسف، المشكلة موجودة في كل مكان».