على مدار عقدين، تتصاعد أهمية منظمة "شنغهاي للتعاون" حتى باتت أكبر منظمة إقليمية في العالم حيث تغطي ثلاثة أخماس منطقة أوراسيا وما يقرب من نصف سكان العالم.
وتعمل منظمة "شنغهاي للتعاون" وهي جمعية سياسية واقتصادية كمركز بديل لاتحاد دول العالم الثالث، على النقيض من نادي السبع الكبار الغربي الذي يضمّ بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى كندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة.
ووفقاً للمؤشرات الاقتصادية الرئيسية، تجاوزت دول منظمة شنغهاي للتعاون بالفعل مشاركي مجموعة السبع من حيث إجمالي الناتج المحلي، الذي يزيد على 44 تريليون دولار. بعد توسع اتحاد شنغهاي يمكن أن يبلغ هذا الرقم 53 تريليوناً، مقارنة بـ42 تريليوناً من حيث إجمالي الناتج المحلي لدول مجموعة السبع حالياً.
وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001، وتضم روسيا والهند وكازاخستان والصين وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان، كما تضم كلا من أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا كدول مراقبة، وكلا من أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسيريلانكا كدول شريكة في الحوار.
وفي كلمته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن منظمة شنغهاي للتعاون مهتمة بتوسيع التعاون مع الدول التي تطمح لإقامة علاقات تعاون مبنية على الاحترام المتبادل ومهتمة بالانضمام للعمل مع المنظمة.
ووفق فضائية "روسيا اليوم"، رحب الرئيس الروسي بانضمام كل من السعودية ومصر وقطر إلى منظمة شنغهاي بصفتهم "شركاء حوار"، وكذلك ببدء عملية الحصول على صفة "شريك الحوار" لكل من الإمارات والكويت والبحرين وجزر المالديف وميانمار.
وأكد أن المنظمة منفتحة للنظر في إمكانية انضمام أي دول أخرى ترغب في التعاون والعمل المشترك مع المنظمة.
فيما لم يصدر بيان رسمي عن الإمارات والسعودية والكويت وقطر ومصر حول ما ذكرته الفضائية الروسية.
وتركز المنظمة جهودها بشكل أساسي على قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب الإقليمي، والحركات الانفصالية القومية والتطرف الديني. كما أن التنمية الإقليمية باتت أيضاً من بين أولوياتها.
وتتمتع المنظمة بصفة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005. وفي أبريل 2010، وقعت أمانتا الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون إعلانًا مشتركًا حول التعاون.
كما أقامت الأمانة العامة للمنظمة شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وتحافظ إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، وكذلك مركز الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى على اتصالات منتظمة مع مسؤولي منظمة شنغهاي للتعاون.
تركز أنشطة التعاون على التطورات الأمنية في المنطقة والقضايا الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف المسلح. في عام 2017 أقامت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مكتب اتصال لها مع المنظمة في بكين.
وحول ترحيب بوتين بالدول العربية، قال المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد سرور الصبان إن وجود السعودية - ورغم عدم وجود بيان رسمي - مهم جدا من جانبين، أولهما، إن المملكة نهجت منذ فترة في تنويع اقتصادها جغرافيا وباتت لا تعتمد فقط على منطقة معينة واتجهت لآسيا بشكل كبير، ومؤتمر شنغهاي يخاطب الدول الآسيوية.
وأضاف أن الجانب الآخر وهو أن روسيا عضو في تحالف أوبك بلس وهناك تجانس كبير مع بقية أعضاء أوبك بلس وكل ذلك يؤدي إلى أن يكون التعاون الاقتصادي أكبر.
واعتبر أن توقيت انعقاد قمة شنغهاي يوضح بأن العالم يستعد لشكل دولي جديد وعالم متعدد الأقطاب.
وأشار إلى أن الهيمنة الغربية ستنتهي تباعا حيث كشفت الحرب الأوكرانية أن المعايير المزدوجة التي يتبعها الغرب في تعاملاته هي ضارة لكل العالم ولابد أن تعود العولمة لمصداقيتها الأولى، فقدت كثيرا مع سيطرة أميركا على القرار الدولي بمنعها هذا وذاك من حقوقهم السيادية.
وأوضح أن مؤتمر شنغهاي سيؤدي إلى تدعيم العولمة وتعزيز الثقة في التبادل الاقتصادي والاستثمارات وبينها طريق الحرير وغيره.
وحول موقف الدول العربية من حرب أوكرانيا، قال الصبان إن جزءا من الاختبار قد تم اجتيازه، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته للمملكة إقصاء روسيا من أوبك بلس وهو ما رفضته كافة دول مجلس التعاون الخليجي.