تقارير
تقاريرأطفال في رفح يتزودون بالمياه من خدمات "أونروا"-shutterstock

حرب المياه في غزة.. الوجه الآخر لسلاح الاقتصاد

لطالما حذر الخبراء من حروب المياه  في الشرق الأوسطـ، المنطقة الأكثر تعرضا لندرة في مصادر الماء. وقد أظهرت الأحداث الأخيرة في قطاع غزة أن هذا المصدر تحول إلى سلاح  بيد إسرائيل في الضغط على حماس من خلال خلق حالة من الندرة الشديدة.

وأظهرت فيديوهات لسكان غزة لجوء الكثير من المدنيين إلى تصفية مياه البحر من الملح  بطرق بدائية للحصول على المياه الصالحة للشرب بعدما قطعت شركة مياه إسرائيل الإمدادات عن القطاع.

وكانت إسرائيل تزود قطاع غزة بنحو 50 مليون لتر يوميا من المياه الصالحة للشرب تمثل  نحو 9% من حاجيات القطاع اليومية من المياه ،وفقا لأرقام نقلها الإعلام الإسرائيلي عن شركة مياه إسرائيل.

وتقول الأمم المتحدة إن كل شخص من سكان قطاع غزة يحتاج  لما بين 50 الى 100 لتر في اليوم لاستخدامها لغرض الشرب أو في الصرف الصحي . فيما تذكر معايير الأكاديميات الوطنية الأميركية للعلوم والطب أن الرجال يحتاجون لشرب 3.7  لتر في اليوم بينما يقل المعدل إلى 2.7  لتر عند  النساء.

وبعد قطع إمدادات المياه من إسرائيل وتعطل محركات ضخ المياه من محطات التحلية بات  90% من المياه التي يحصل عليها سكان غزة من  مصادر المياه الجوفية .لكن الأخيرة باتت ملوثة للغاية لعدم وجود ما يكفي من تقنيات لتنقيتها بفعل تعرضها لعوادم عدة.

مصادر متناقصة

وهناك أربعة مصادر للمياه في قطاع غزة هي المياه السطحية التي كانت تأتي من وادي غزة والذي ينبع من جبال النقب والمرتفعات الجنوبية لمدينة الخليل في الضفة الغربية لكنه بات مصدرا محدودا للغاية منذ أن بدأت إسرائيل في تشييد سدود تجفف وصول المياه إلى مناطق تجمع  في غزة.

المصدر الثاني وهو تحلية مياه البحر على ساحل غزة عبر إنشاء محطات تحلية بتمويل من المانحين الدوليين لكن الكثير من المشاريع لتوفير الكميات المطلوبة تعطلت بسبب نقص الوقود المطلوب لتشغيل أجهزة المحطات.

والمصدر الثالث هو المياه الجوفية التي يلجأ سكان غزة لتوفيرها عبر حفر آبار، إلا أن سلطة المياه الفلسطينية تشير إلى أن 97% من المياه المستخرجة من هذه الآبار وحوض المياه الساحلي في قطاع غزة غير صالحة للشرب بفعل التلوث الشديد الآتي من الحفر الامتصاصية المخصصة للصرف الصحي.

أما المصدر الرابع فهو شركة مياه إسرائيل التي قطعت إمدادات المياه عن قطاع غزة كلية في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر .

وبفعل المساحة الضيقة لقطاع غزة تتسرب مياه الصرف الصحي إلى جوف  المصادر المؤهلة لتكون مواقع لحفر الآبار. إذ تقوم 16.5% من المنازل في قطاع غزة بتصريف مياهها العادمة من خلال الحفر الامتصاصية، أما ما يتم تصريفه من خلال شبكات الصرف الصحي إلى محطات معالجة المياه العادمة فإنه يواجه خطر التصريف إلى البحر نتيجة توقف عمل هذه المحطات.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com