رسوم ترامب تطعن شركة «فيكتورينوكس» السويسرية للسكاكين الشهيرة

لا تزال الرسوم الجمركية التي أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في يوم «عيد التحرير» الأميركي، في أبريل 2024، تواصل تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على شركات وقطاعات عديدة حول العالم.

وكالة الأنباء الفرنسية رصدت، اليوم الثلاثاء، أحدث هذه التأثيرات من خلال تقرير ذكرت فيه أن زيادات الرسوم الجمركية الأميركية تمثل طعنة موجعة لشركة صناعة سكاكين الجيب السويسرية «فيكتورينوكس»، نظراً لكون الولايات المتحدة سوقاً رئيسية لها، وهي تضعها أمام تحدٍّ هائل، وفقاً لرئيسها، كارل إلسينر، الذي أكد أن نقل الإنتاج إلى خارج سويسرا هو أمر غير مطروح بسبب شهرة العلامة التجارية السويسرية.

وتشتهر «فيكتورينوكس»، ومقرها في إيباخ قرب بحيرة لوسيرن السويسرية، بسكاكينها الجيبية المُجهزة بفتاحة زجاجات وفتاحات علب، وتعمل الشركة حالياً مع فرقها في الولايات المتحدة لإيجاد حلول لهذا الوضع المستجد.

تعاني سويسرا من الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 39% المفروضة على المنتجات السويسرية المستوردة في الولايات المتحدة منذ السابع من أغسطس الحالي، وقد وجهت هذه الرسوم الإضافية، ضربة قاصمة لمصنعي الآلات الصناعية والساعات والجبن والشوكولاتة السويسرية، مع العلم أن هذه الرسوم هي أعلى بكثير من الرسوم البالغة 15% المفروضة على المنتجات الواردة من الاتحاد الأوروبي أو اليابان.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فيكتورينوكس»: «على المدى القصير، الوضع ليس حرجاً بعد»، نظراً لزيادة المخزونات في الولايات المتحدة قبل دخول التعرفات الجديدة حيز التنفيذ، مُضيفاً: «لذلك تبقى التكاليف الإضافية الناتجة عن هذه التعريفات مقبولة للعام الحالي»، موضحاً أنه بفضل هذه المخزونات، ستتمكن العلامة التجارية السويسرية من الامتناع عمداً عن زيادة أسعارها حتى نهاية العام الجاري.

تحذيرات من التكاليف الإضافية

لكن كارل إلسينر، عاد وحذر من أن استمرار هذه التعريفات، سيؤدي إلى وجود تكاليف إضافية تصل إلى 13 مليون دولار سنوياً ابتداءً من عام 2026، مؤكداً: «هذه التعرفات الجديدة تأتي في ظل سياق شديد التوتر، مع ضعف الدولار في مقابل الفرنك السويسري، ما يُمثل تحدياً كبيراً لقدرتنا التنافسية».

شركة «فيكتورينوكس» التي تُصنّع أيضاً سكاكين المطابخ، تُجري حالياً مناقشات مع فرقها في الولايات المتحدة لمعرفة مدى إمكان زيادة الأسعار العام المقبل، وما إذا كان من الممكن تنفيذ خطوات معينة، مثل التنظيف النهائي أو ترتيب سكاكين الاستخدامات المتخصصة، مباشرة في الموقع بحسب إلسينر.

ومع أن الشركة تبقى مرنة في التكيف مع الظروف المتغيرة، إلا أن رئيسها يشدد على أنها لا تزال ملتزمة بالإبقاء على موقعها في إيباخ، حيث أسسها جده الأكبر عام 1884، وفي عام 2024، حققت «فيكتورينوكس» مبيعات بلغت 417 مليون فرنك سويسري (518 مليون دولار أميركي)، وقد ساهمت الولايات المتحدة، أكبر سوق تصدير لها، بنسبة 13% من مبيعاتها الإجمالية، فيما بلغت النسبة 18% على صعيد مبيعات الشركة من السكاكين للاستخدامات المتخصصة وسكاكين المطبخ.

وتتمتع العلامة التجارية السويسرية بشهرة واسعة في الولايات المتحدة، لا سيما بفضل مسلسل «ماكغايفر» التلفزيوني الذي عُرض في ثمانينيات القرن العشرين وأوائل التسعينيات، حيث كان البطل ينجو من المواقف الصعبة بانتظام بفضل استخدامه سكين الجيش السويسري.