تقارير
تقاريراقتصاد ألمانيا، رويترز

معاناة اقتصاد ألمانيا المريض تتفاقم

أرقام متضاربة للتضخم الألماني
تلقى أكبر اقتصاد أوروبي، الاقتصاد الألماني، اليوم الجمعة، بيانات مربكة بشأن أسعار المستهلكين، بعدما شهدت معدلات التضخم العام تضاربًا واضحًا، بارتفاعها على أساس شهري، وتراجعها على أساس سنوي، فيما جاءت بيانات التضخم الأساسي وفقًا للتوقعات حيث انكمشت على أساس شهري بينما تباطأت على أساس سنوي.

ومن جديد تؤكد البيانات أن الاقتصاد الألماني يعاني أكثر من نظرائه في منطقة اليورو، مع انسحاب تداعيات سياسة البنك المركزي الأوروبي المتشددة على كافة أوجه النشاط الاقتصادي في القارة العجوز.

لم نعد قادرين على المنافسة، أصبحنا أكثر فقرا لأننا لا نملك نموا اقتصاديا
كريستيان ليندنر
التضخم العام

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا عن تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين الألماني إلى 2.9% خلال يناير على أساس سنوي متفقًا مع توقعات الخبراء ودون القراءة السابقة عند 3.7%.

وعلى أساس شهري ارتفع التضخم متفقًا مع توقعات المحللين والأسواق إلى 0.2% مقابل 0.1% خلال فترة المقارنة.

اقرأ أيضًا- الشركات الأميركية تتدفق على "دبي للسلع"
التضخم المنسق

وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الألماني انكماش التضخم المنسق على أساس شهري بنسبة -0.2% مقابل التوقعات التوقعات ذاتها، ومقابل القراءة السابقة عند 0.2%.

بينما تباطأ المؤشر المنسق على أساس سنوي خلال يناير إلى 3.1% متفقًا مع التوقعات ودون القراءة السابقة عند مستويات 3.8%.

ألمانيا باتت غير قادرة على المنافسة بعد تدهور اقتصادها، حيث تعاني ألمانيا ارتفاع كلفة الطاقة
كريستيان ليندنر
القراءة الأولية

وفي نهاية يناير أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني في ألمانيا (ديستات)، أن القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلك في ألمانيا (معدل التضخم) قد شهدت تباطؤا كبيرا فاق التوقعات خلال شهر يناير، لتسجل أدنى مستوياتها في عام ونصف؛ منذ يوليو 2021.

ووفقا للبيانات، فقد تباطأ معدل التضخم في ألمانيا إلى 2.9% خلال يناير على أساس سنوي، وذلك بالمقارنة مع القراءة السابقة لشهر ديسمبر والتي كانت قد سجلت 3.7%، كما جاءت القراءة أقل من التوقعات بتسجيل التضخم في ألمانيا نحو 3.3%.

أما على أساس شهري، فقد أظهرت البيانات بأن ألمانيا قد شهدت ارتفاعا بمعدل التضخم بنحو 0.2% خلال يناير، بعدما كانت قراءة ديسمبر قد أظهرت ارتفاع التضخم بواقع 0.1%، وكانت توقعات الأسواق تشير إلى نمو أسعار المستهلكين بنحو 0.1% فقط.

وفي نفس الوقت، شهد معدل التضخم الأساسي لألمانيا تباطؤا خلال شهر يناير، حيث أظهرت البيانات الأولية تسجيله حوالي 3.1% على أساس سنوي، وهو ما جاء أقل أيضا من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 3.2%، وذلك بعدما كانت القراءة السابقة قد أظهرت تباطؤ التضخم الأساسي خلال شهر ديسمبر الماضي إلى 3.8%.

اقرأ أيضًا- إس أند بي غلوبال: المنافسة تحتدم في دبي
أكثر فقرًا

وفي منتصف الأسبوع قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر: "ألمانيا باتت غير قادرة على المنافسة بعد تدهور اقتصادها، حيث تعاني ارتفاع كلفة الطاقة".

وأضاف ليندنر: "لم نعد قادرين على المنافسة، أصبحنا أكثر فقرا لأننا لا نملك نموا اقتصاديا".

جاءت تصريحات ليندنر بعد ساعات قليلة من توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي أوضحت أن الناتج المحلي الإجمالي الألماني سينمو بنسبة 0.3% فقط العام الجاري.

وفقدت السلطات الألمانية كل الآمال في انتعاش الناتج المحلي الإجمالي بعد فشل البلاد من التعافي من جائحة كورونا، تزامنًا وارتفاع معدلات الفائدة من جانب المركزي الأوروبي لمواجهة التضخم ما أدى لتباطؤ نشاط الشركات.

ألمانيا ليست رجلا مريضا.. ألمانيا رجل متعب بعد ليلة قصيرة
كريستيان ليندنر
بيانات صادمة

انخفض الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.3% في الربع الرابع من عام 2023 مقارنة بالربع الثالث من نفس العام.

وبعد ركود الاقتصاد الألماني في الأرباع الثلاثة الأولى، انخفض الناتج الاقتصادي في الربع الرابع من عام 2023 مواصلًا رحلة الهبوط.

ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الألماني كانت الاستثمارات المعدلة بالأسعار والموسمية والتقويم في المباني والمعدات أقل بكثير مما كانت عليه في الربع السابق.

اقرأ أيضًا- مساعدة إسرائيل بـ14 مليار دولار.. انقسام أميركي
ركود فني

قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني‭ ‬ "إن اقتصاد البلاد انكمش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، بينما تتزايد التوقعات بأن يدخل أكبر اقتصاد في أوروبا في ركود فني آخر في الربع الأول من عام 2024".

وأفاد مكتب الإحصاء الفيدرالي (Destatis) أيضًا، بشأن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي المعدل حسب الأسعار بنسبة 0.3% في عام 2023.

وبعد تعديل الأسعار والتقويم، بلغ الانخفاض 0.1%، وهو ما يأتي متفقًا مع توقعات المكتب الفيدرالي للإحصاء الأولية التي صدرت منتصف يناير الجاري.

ألمانيا في بداية حقبة من الإصلاحات الهيكلية الجديدة
كريستيان ليندنر
مزيد من الهبوط

وبالمقارنة مع العام السابق، كان الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من عام 2023 أقل بنسبة 0.4% من حيث الأسعار المعدلة مقارنة بالربع الرابع من عام 2022، وبعد تعديل الأسعار والتقويم، كان الانخفاض أصغر (-0.2%).

بالإضافة إلى حساب الربع الرابع من عام 2023، قام المكتب الاتحادي للإحصاء، كعادته، بمراجعة النتائج المنشورة سابقًا وأدرج المعلومات الإحصائية المتوفرة حديثًا في حسابات الأرباع المتبقية من عام 2023.

وأدى ذلك إلى تغيير في مقدار النتائج السابقة بمقدار 0.1 نقطة مئوية للناتج المحلي الإجمالي الفصلي المعدل حسب الأسعار.

الرجل المريض

وقال ليندنر في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس بسويسرا: "أعرف ما يفكر فيه البعض منكم، ربما تكون ألمانيا رجلا مريضا".

وأضاف وزير المالية الألماني: "ألمانيا ليست رجلا مريضا.. ألمانيا رجل متعب بعد ليلة قصيرة".

وتابع ليندنر: "توقعات النمو المنخفضة هي في جزء منها دعوة للاستيقاظ، والآن لدينا فنجان قهوة جيد، مشيرًا إلى أن بلاده في بداية حقبة من الإصلاحات الهيكلية الجديدة"، لكنه لم يقدم تفاصيل.

تسمية قديمة

وأصبحت ألمانيا تعرف باسم "رجل أوروبا المريض" في أواخر التسعينيات مع تعثر اقتصادها وارتفاع معدلات البطالة.

ومضت برلين في التخلص من هذا اللقب من خلال تقديم سلسلة من إصلاحات سوق العمل، وازدهر اقتصادها في العقد الذي أعقب الأزمة المالية العالمية عام 2008.

اقرأ أيضًا- النفط يركز على رفض إسرائيل للتسوية ويتجاهل موقف بايدن

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com