النفط يركز على رفض إسرائيل للتسوية ويتجاهل موقف بايدن
مضت أسعار النفط في طريقها السريع للصعود، إبان رفض إسرائيل لمقترح الهدنة الذي تقدمت به حماس، لتقفز إلى أعلى مستوياتها خلال الشهر، غير مبالية بمحاولات الرئيس الأميركي ووزير خارجتيه أنتوني بلينكن في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وفي غضون ذلك تتجه أسعار النفط الخام لأسبوع باللون الأخضر بعد الخسائر القوية التي منيت بها نهاية الأسبوع الماضي والذي فقدت خلاله أكثر من 7%.
وقفزت أسعار النفط، أمس الخميس، لأول مرة خلال تعاملات الشهر الجاري لمستوى الـ80 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ نهاية يناير الماضي، وذلك في أعقاب رفض إسرائيل لمقترح الهدنة.
النفط الآن
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة قفزت ارتفعت أسعار النفط بعد القفزة القوية خلال تعاملات أمس الخميس على وقع رفض الهدنة.
واقتربت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي من مستويات 76.5 دولار للبرميل بزيادة في حدود 0.3%.
بينما زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي إلى مستويات قرب الـ82 دولارًا للبرميل بزيادة في حدود 0.3 سنت او ما يعادل 0.25%.
اقرأ أيضًا- اتفاق تاريخي.. غاز الجزائر يصل ألمانيا
النفط أمس
وأنهت أسعار النفط تعاملات أمس الخميس على ارتفاع قوى بأكثر من 3% لتقترب من تسجيل مكاسب أسبوعية تقترب من 6% لتعوض خسائر الأسبوع الماضي بعدما بلغت أعلى مستوى منذ نهاية يناير.
جاء ارتفاع النفط مع تجدد اشتعال الحرب، حيث قصفت القوات الإسرائيلية مدينة رفح الحدودية بجنوب قطاع غزة بعدما رفضت إسرائيل مقترحا لإنهاء الحرب في القطاع.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أبريل أكثر من 3% وصولا إلى مستويات 81.63 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم مارس بما يقرب من 3.1% وصولا إلى مستويات قرب 76.22 دولار للبرميل.
رفض بايدن
ومنذ قليل أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة جاوز الحد.
وقال بايدن في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض: "أعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للقتال".
اقرأ أيضًا- في مصر.. كيف ترتفع الأسعار وينخفض التضخم؟
انتقاد شديد
وبحسب وسائل إعلام دولية، قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، في أحد أشد انتقاداته حتى الآن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أنا أرى، كما تعلمون أن سلوك الرد في قطاع غزة جاوز الحد".
وأضاف الرئيس الأميركي: "أضغط من أجل زيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى وقف للقتال يتيح إطلاق سراح الرهائن".
وقال بايدن: "إنني أضغط بشدة الآن من أجل وقف إطلاق النار المرتبط بالرهائن، هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعا، والكثير من الأبرياء الذين يعيشون في كرب ويموتون، ويجب أن يتوقف ذلك".
تحليل السوق
وبخلاف تجدد الصراع عزز من صعود الأسواق في الجلسات الأخيرة تراجعات العملة الاميركية التي تجعل من شراء النفط أكثر جاذبية مع انخفاض تكاليف الشحن والنقل للسلعة المقومة بالدولار.
وفي الوقت ذاته، انسحب الانخفاض الكبير في مخزونات البنزين ونواتج التقطير المتوسطة في الولايات المتحدة الأميركية إلى دعم سوق النفط، مع تجدد الآمال بتعافي الطلب.
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير انخفضت بمقدار 3.2 مليون برميل إلى 127.6 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره مليون برميل.
وفي غضون ذلك انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 3.15 مليون برميل، مقارنة مع تقديرات المحللين لزيادة قدرها 140 ألف برميل في إشارة إلى زيادة السحب وارتفاع الطلب.
اقرأ أيضًا- قصة "البيرول".. ميكنة المرتبات في مصر
اشتعال الصراع
وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية بمدينة رفح الحدودية بجنوب قطاع غزة عمق من مخاوف الأسواق بشأن الإمدادات".
وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسيا لمشاعر أسواق النفط العالمية".
اتساع الصراع
وترى المحللة في آر بي سي كابيتال، هيليما كروفت أن فشل التوصل إلى اتفاق لتهدئة الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر والتوسع في الهجوم أعاد المخاوف بشأن اتساع دائرة الصراع وانقطاع الإمدادات.
اقرأ أيضًا- عملاق المصارف.. أول ربح بأكثر من عام
وقالت هيليما كروفت: "التصعيد الأخير في الحرب يثير المخاوف بشأن حدوث مواجهات مباشرة مع إيران، وهو ما يثير شبح انقطاع إمدادات الطاقة الإقليمية".
بينما يرى محلل السلع في آي جي توني سيكامور أن جو الرضا عن النفس الذي خيّم على سوق النفط يبدو أنه بدأ في التراجع في ظل التوترات الأخيرة.
تأثير المخزونات
ويرى محللو آي إن جي أن ارتفاع الأسعار جاء على خلفية انخفاض المخزونات حيث واصلت هوامش مصافي التكرير الأميركية تعزيزها، تزامنًا وتصاعد التوترات في المنطقة.
وقال محللو بنك أي إن جي: "أسواق النفط تأثرت بشدة مع تجدد الصراع وتبدد آمال الهدنة التي ضغطت على ارتفاع الأسعار رغم العوامل المحفز هذا الأسبوع على غرار انخفاض الدولار ونقض المخزونات".
وأضاف محللو البنك الهولندي: "أن قوة هوامش التكرير يجب أن توفر بعض الدعم للنفط الخام، من خلال زيادة الطلب حيث تتطلع المصافي إلى زيادة معدلات التشغيل والاستفادة من الهوامش القوية".
وفي الوقت ذاته يرى محللو إيه إن زد للأبحاث أن انخفاض مخزونات البنزين وارتفاع صادرات النفط الأميركية بنسبة 13% على أساس سنوي إلى مستوى قياسي كلاهما يشير إلى طلب أقوى على النفط الخام، وهو ما عزز من صعود الأسعار.