تقارير
تقاريرنفايات البلاستيك

العالم يحاول في نيروبي الإلزام قانونياً بخفض إنتاج البلاستيك

من المقرر أن تسفر المفاوضات التي انطلقت يوم السبت في نيروبي، تحت رعاية الأمم المتحدة، عن أول معاهدة ملزمة قانونيا في مجال إنتاج البلاستيك.

وهناك كتلتان تتصادمان حول مسألة الحد من إنتاج البلاستيك أم لا.

ومادة البلاستيك موجودة في كل مكان ونفاياتها تغمر الكوكب، في البر والبحار وحتى في السحب الآن.

ويتم إنتاج ما يقرب من 450 مليون طن من البلاستيك في جميع أنحاء العالم، أي أكثر بأربعين مرة مما تم إنتاجه في الستينيات، وفقاً لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ويدخل أكثر من 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات، قادمة من الأنهار والسواقي كل عام وفقاً لصحيفة لي زيكو.

ويعرف العديد من البلدان هذه الملاحظة المثيرة للقلق، ولكن لا يوجد إجماع حول كيفية مكافحة تلوث هذه المادة.

وهذا هو الهدف من معاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي، الذي تحاول الأمم المتحدة التوصل إليه، مع 175 دولة تجتمع في العاصمة الكينية نيروبي.

وهذه هي الجولة الثالثة من المفاوضات حول هذا الموضوع، وكانت الجولة السابقة قد عقدت في باريس في يونيو الماضي.

والهدف من هذه الجلسة، التي تمتد على مدى أسبوع في نيروبي، هو تحقيق نسخة أولية من المعاهدة، ينبغي أن يتم التصديق عليها بحلول نهاية عام 2024.

وكانت المفاوضات السابقة، لا سيما في باريس، تغرق في مسائل إجرائية منعت الأطراف المعنية، من معالجة القضايا الأساسية بشكل حقيقي وهي: هل يجب علينا الإصرار على إعادة التدوير قبل كل شيء أم العمل على تقليل إنتاج البلاستيك؟

وما مقدار التخفيض الذي يجب ضبطه لوقف التلوث البلاستيكي؟

وهل يجب أن تكون المعاهدة ملزمة، أم تترك لكل دولة مهمة تطوير خطط العمل الخاصة بها؟

وأخيرا، كيف يمكننا تمويل معالجة النفايات في البلدان التي لا تملك الوسائل لذلك؟

مثال رواندا

وتتصادم كتلتان داخل البلدان الحاضرة في المؤتمر، أولاً الكتلة التي تتصدرها الدول المنتجة للبلاستيك. فبالنسبة لهذه الكتلة الأولى، يجب أن تتركز الجهود بشكل أساسي على إعادة تدوير المواد البلاستيكية، وليس على خفض الإنتاج، الذي يعرض منافذ شركاتها للخطر.

والكتلة الثانية تتمثّل بأوروبا وبعض دول الجنوب، وهي تضغط من أجل نص أكثر طموحاً وملزماً قانونياً، مع خفض مصدر الإنتاج.

ورواندا، على سبيل المثال، متقدمة جدًا بالفعل في هذه المعركة، لأنها حظّرت جميع استخدامات المواد البلاستيكية الفردية منذ عام 2008، وكذلك جميع وارداتها وصادراتها.

وتبلغ كمية البلاستيك المنتجة في العالم كل عام 450 مليون طن، والكمية التي ستُنْتَج عام 2060، ستصل إلى 1.2 مليون طن، إذا استمرت وتيرة الإنتاج الراهنة.

ويقول هنري بورجوا كوستا من مؤسسة تارا أوشن: "إن البلاستيك يشكّل مشكلة حتى قبل أن يصبح نفايات"، وذلك بسبب الملوثات الموجودة في المواد البلاستيكية. ولا نفكّر بأن هناك مواد بلاستيكية جيدة أو سيئة". وشدد هنري على أن أي بلاستيك في البيئة يشكل خطورة لأنه لا مكان له".

مرادف للتقدم

هل إعادة التدوير حل زائف؟ هذه هي الرسالة التي تؤكدها المنظمات غير الحكومية، خاصة لأن البلدان النامية لا تزال قاصرة للغاية، في إعادة التدوير وفي معالجة النفايات بشكل عام.

وتؤكد سابين رو دي بيزيو، رئيسة مؤسسة لا مير: "إلى جانب القدرات التقنية والموارد المالية التي تفتقر إليها البلدان النامية، فلديها أولويات أخرى للتعامل معها، كما وهي أيضاً مشكلة ثقافية.

ففي بعض بلدان الجنوب، استخدام البلاستيك مرادف للتقدم، كما كان الحال طوال القرن العشرين في البلدان المتقدمة، حيث كان التقدم في الكيمياء مذهلاً.

ويجب أن تركز إحدى النقاط الصعبة في المناقشة في نيروبي، على توسيع مسؤولية المنتجين حتى تتمكن الصناعات البلاستيكية من المساهمة في تمويل أنشطة إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام.

وتلخص رو دي بيزيو بقولها: "إنها فكرة البصمة البلاستيكية التي نود أن يتم الاعتراف بها، حتى تتم تغطية الجوانب الخارجية السلبية لصناعة البلاستيك من قبل المنتجين".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com