logo
اقتصاد

تكاليف أقل وفرص أكثر.. دبي تنافس أوروبا في استقطاب الطلاب الأتراك

200 ألف طالب تركي يتقدمون سنوياً بطلبات للدراسة خارج البلاد

قيود التأشيرات في أوروبا وأميركا وجهت الطلاب لدول بديلة خاصة بالخليج

تكاليف أقل وفرص أكثر.. دبي تنافس أوروبا في استقطاب الطلاب الأتراك
مبنى جامعة اسطنبول، 9 سبتمبر 2017.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:30 يوليو 2025, 07:59 ص

في ظل تشديد متزايد لشروط الحصول على تأشيرات في الدول الأوروبية وتصاعد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الهجرة الأميركية، بدأ الطلاب الأتراك الراغبون في استكمال تعليمهم في الخارج بالبحث عن خيارات جديدة خارج الوجهات الأكاديمية التقليدية.

وبحسب بيانات وزارة الخارجية الأميركية، بلغ عدد الطلاب الأتراك المسجلين في برامج التعليم العالي في الولايات المتحدة أكثر من 9 آلاف طالب خلال عام 2024. غير أن مستشاري التعليم يتوقعون تراجع هذا الرقم بعد القيود الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، والتي تشمل شروط دخول أكثر صرامة وتقييد عدد المقاعد الجامعية المتاحة للطلاب الأجانب، وفقاً لما أورده تقرير لموقع AGBI.

أخبار ذات صلة

تركيا تشترط الاستخدام الكامل لخط كركوك– جيهان في اتفاق النفط مع العراق

تركيا تشترط الاستخدام الكامل لخط كركوك– جيهان في اتفاق النفط مع العراق

ازدادت صعوبة الوصول إلى الجامعات الأوروبية أمام الطلاب الأتراك خلال العام الماضي، رغم قبول أكثر من 50 ألف طالب تركي في مؤسسات التعليم العالي بدول الاتحاد الأوروبي. لكن هذا العدد لا يمثل سوى أقل من نصف المؤهلين فعلياً، بحسب «اتحاد مستشاري التعليم في الخارج» (YEDAB). ويعود ذلك إلى تعقيدات متزايدة في الحصول على تأشيرات «شنغن»؛ ما حال دون تمكن آلاف الطلاب من استكمال إجراءات الالتحاق.

وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن من أبرز أسباب هذا التراجع تشديد شروط التأشيرات إلى جانب بطء الإجراءات. ففي ألمانيا وحدها، ينتظر أكثر من 17 ألف طالب تركي الحصول على تأشيرة دراسية.

الدراسة خارج تركيا

يأتي هذا التضييق في وقت يشهد فيه التعليم في الخارج طلباً متزايداً بين الشباب التركي، إذ يُقدّر الاتحاد أن ما يقرب من 200 ألف طالب تركي يتقدمون سنوياً بطلبات للدراسة خارج البلاد.

وقال الصحفي والخبير في شؤون التعليم، عباس غوجلو: «هناك ثلاثة ملايين طالب تركي يتنافسون سنوياً للالتحاق بالجامعات المحلية، ولا توجد سوى جامعات نخبة قليلة تجذب اهتمامهم».

وأضاف: «في حال عدم تمكنهم من دخول هذه الجامعات، فإنهم يتجهون إلى الدراسة في الخارج. الطلاب المتفوقون يحصلون على منح دراسية، أما الآخرون فيبحثون عن فرص دفع الرسوم بأنفسهم، والكثير منهم يفضل التخصصات المرموقة في تقنية المعلومات».

ومع تضاؤل فرص الوصول إلى الأسواق التعليمية التقليدية، يتجه الطلاب إلى وجهات بديلة. وأشارت فوليا ياليزان، مؤسسة مركز «تست إديوكيشن» (Test Education) الاستشاري في إسطنبول، إلى أن دولاً خارج منطقة شنغن، مثل: أيرلندا ومالطا وأستراليا ودول الخليج العربي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الطلاب الأتراك.

دبي وجهة صاعدة 

وسلطت ياليزان الضوء على دبي كوجهة صاعدة بسرعة، خصوصاً للطلاب الراغبين في دراسة اللغة أو التعليم العالي. وقالت: «معدلات قبول التأشيرات المرتفعة للمواطنين الأتراك، إلى جانب الرسوم الدراسية التنافسية في دبي، تمنح الطلاب شعوراً بالأمان»، مضيفةً أن نحو 5% من الطلاب الأتراك الذين يدرسون في الخارج يختارون دبي حالياً.

كما يُعد الجانب المالي دافعاً أساسياً آخر لهذا التحول، إذ تدفع معدلات التضخم المرتفعة وارتفاع تكاليف التعليم داخل تركيا كثيراً من الطلاب للبحث عن بدائل أكثر استقراراً وأقل تكلفةً.

أخبار ذات صلة

الاقتصاد في فخّ الحدود.. سياسات الهجرة تكبح النمو العالمي

الاقتصاد في فخّ الحدود.. سياسات الهجرة تكبح النمو العالمي

تكاليف مرتفعة

ووفقاً لبيانات «هيئة الإحصاء التركية» (Turkstat)، ارتفعت تكلفة التعليم، بما في ذلك الرسوم الدراسية والكتب والمواد، بنسبة 73% خلال عام حتى نهاية يونيو، وهي نسبة تفوق الضعف مقارنة بالتضخم السنوي العام الذي بلغ 35%.

على مدى العقد الماضي، قفزت الرسوم الجامعية في تركيا بنسبة تراكمية بلغت 1,316%، متجاوزة نسبة الزيادة في مؤشر الأسعار العام البالغة 1,043%. وأصبحت رسوم الجامعات الخاصة تتجاوز 27 ألف دولار سنوياً، وهو ما يضاهي أو يتجاوز الرسوم المفروضة في العديد من الدول الأوروبية.

ومن بين المحفزات الرئيسة الأخرى للرغبة في الدراسة بالخارج، إمكانية الانتقال من التعليم إلى سوق العمل بعد التخرج. إذ تبلغ نسبة البطالة بين الشباب في تركيا 15.4%، أي نحو ضعف متوسط البطالة الوطني البالغ 8.4%.

وتُظهر مجموعة من الاستطلاعات أن ما بين 56 و63% من الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً سيغادرون البلاد إذا أُتيحت لهم الفرصة.

أثار هذا التوجه المتنامي نحو التعليم في الخارج مخاوف من هجرة العقول، مع سعي أكثر الطلاب طموحاً وكفاءة إلى فرص أفضل خارج تركيا. في المقابل، يرى مقدمو خدمات التعليم الأجنبي في ذلك سوقاً واعدة ومتنامية.

وأكدت ياليزان: «الرغبة في الهروب من البطالة تنعكس في اختيارات التخصصات الدراسية»، مشيرة إلى أن «التخصصات الأكثر جذباً للطلاب الأتراك تشمل تقنية المعلومات، والهندسة، وإدارة الأعمال، والطب والصحة، ووسائل الإعلام».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC