"تفكير" شات جي بي تي بالإنجليزي يعيق استخدامه في آسيا

شات جي بي تي
شات جي بي تيرويترز
تحشد كبرى الشركات الإلكترونية اليابانية والصينية والكورية، آلاف المهندسين وتجمع مئات الملايين من الدولارات، لتطوير نماذج لغوية، لإثراء منصات الذكاء الاصطناعي الكبيرة المصممة "للتفكير" باللغة الإنجليزية.

ويبدو أن لدى منصة "شات جي  بي تي" مشكلة مع اللغتين اليابانية و الصينية وغيرهما من اللغات الآسيوية، لأنها غير مصممة للتفكير بهذه اللغات، ولا تنقل بعض المعاني المخفية في عباراتها. وإذا كان النموذج اللغوي الخاص بـ"أوبن آي" قادراً على أن يقوم بترجمات بشكل جيد بعشرات اللغات، فهو يلاقي صعوبات عندما يتعين عليه كتابة نصوص رسمية.

وأكّد سام باساجليا، المهندس في شركة "إيليزا " اليابانية لصحيفة "لي زيكو" أن "شات جي بي تي" تتحدث اللغة اليابانية جيداً، ولكنها تجد صعوبة، على سبيل المثال، أن تكتب رسائل البريد الإلكتروني بهذه اللغة. وأشار الخبير إلى إحباط الشركات اليابانية التي ترغب في استخدام هذا الذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي الخاص بـ"جي بي تي" يكتب رسائل البريد الإلكتروني باللغة اليابانية، ولكن على النمط الأميركي، وليس الياباني. 

وفي رسالته الإلكترونية باللغة اليابانية، تفتقر "شات جي بي تي" إلى مختلف العبارات المهذبة المتواجدة في جميع المراسلات في اليابان. والمنصة لا تتضمن على سبيل المثال التعبيرات، التي تدلّ على المستوى الاجتماعي والمنصب، أو العلاقة المهنية، وما إلى ذلك. 

ولمواجهة هذا الضعف في نماذج اللغة، تقوم شركات الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات اليابانية العملاقة، بتشجيع من الحكومة، بحشد مئات المهندسين وعشرات الملايين من الدولارات، لتطوير الخوارزميات الخاصة بها أو إعادة تثقيف النماذج الحالية.

ولكي يعمل بشكل جيد، لا بد للنموذج اللغوي المرتبط بشات جي بي، أن يستوعب كميات هائلة من البيانات الرقمية التي يمكن الوصول إليها على الويب. فهو يستوعب الكتب والتقارير والموسوعات، والأطروحات الجامعية وتعليقات المدونات، وحتى رسائل البريد الإلكتروني المنشورة عبر الإنترنت.

وقارن الباحثون في جامعة ميجيرو بالعاصمة اليابانية طوكيو، وجامعة كيوتو للعلوم المتقدمة العام الماضي، 72 ورقة بحثية أكاديمية حقيقية، مع عدد مماثل من الأوراق البحثية، التي أعدت من خلال «شات جي.بي.تي»، باستخدام تطبيق لاكتشاف النصوص المولدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأظهرت نتائج الدراسة أن قدرة نظام اكتشاف مؤلفات تطبيقات الذكاء الاصطناعي باللغة اليابانية، تزيد بنسبة هائلة عن قدرته على اكتشاف مؤلفات اللغة الإنجليزية، والتي لم تزد على 26%.

وقال الباحثون في الدراسة: "إن تطبيق اكتشاف مؤلفات الذكاء الاصطناعي باللغة الإنجليزية، أخطأ في اكتشاف 74% من النصوص المولدة باستخدام التكنولوجيا، وقال إنها مؤلفات بشرية". وأضافوا أنه "يمكن إجراء اختبارات مماثلة، باستخدام منصات ذكاء اصطناعي توليدي أخرى، مثل (غوغل بارد) و(بنج أيه.آي) من (مايكروسوفت)".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com