logo
اقتصاد

كيف تخلصت فرنسا من أدوات الطعام ذات الاستخدام الواحد؟

كيف تخلصت فرنسا من أدوات الطعام ذات الاستخدام الواحد؟
تاريخ النشر:19 فبراير 2023, 10:44 ص

لم تقدم شركة ماكدونالدز للعملاء الفرنسيين هذا الشتاء، نوعاً جديداً من البرغر، أو لفائف الدجاج، بل قدمت وعاءً مطاطيا أحمرَ، يتم فيه تقديم البطاطس المقلية.

وقدمت الشركة متعددة الجنسيات، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، عبوات قابلة لإعادة الاستخدام، وذلك للامتثال للقانون الفرنسي الجديد، الذي يحظر مطاعم الوجبات السريعة ومنافذ تناول الطعام، من استخدام عبوات وأدوات مائدة، يمكن التخلص منها وتقديمها لعملائها، وفقاً لما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

تغريدة ماكرون

وحظيت أوعية البطاطس المقلية الجديدة، بشعبية كبيرة في فرنسا، لدرجة أن العملاء بدأوا في أخذها إلى منازلهم كهدايا تذكارية.

وساعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإنجاح شعبية أوعية البطاطس المقلية الجديدة، عندما نشر صورة بواسطة تغريدة، تظهر وعاء ماكدونالدز الجديد، ويفتخر بنتائج مبادرة حكومته، التي دخلت حيز التنفيذ في يناير.

سرقة العبوات



وكانت سرقة العبوات القابلة لإعادة الاستخدام، واحدة من العديد من المشاكل الناشئة، التي تواجهها الشركات في أثناء تنفيذها لقانون مكافحة النفايات الفرنسي، والذي كان الأول من نوعه في أوروبا، والذي ترغب بروكسل في تنفيذه بجميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

ومن بين المشاكل الأخرى، التي واجهت الشركات، كانت معرفة كيفية غسل وتجفيف وتخزين أدوات المائدة، وإعادة تدريب الموظفين، واستيعاب التكاليف الإضافية، التي من الممكن أن تصل إلى 15 ألف يورو لكل متجر، في حال كانت هناك حاجة لغسالات الأطباق الجديدة.

ومن ناحية أخرى يشكك بعض المديرين التنفيذيين، في أن القانون لن يحقق أي فائدة بيئية، ويجادلون بأنه سيؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون واستخدام الطاقة.

وقال العضو المنتدب في أوروبا لسلسة شطائر برت أ مانجيه، ستيفان كليان، إن حظر التعبئة والتغليف، ساعد على زيادة الوعي بالحاجة إلى تقليل النفايات، ولكن تطبيقه في متاجر السلسلة في فرنسا كان معقداً للغاية.

وقال "ما يبدو أنه تغيير بسيط، هو في الواقع متطلب ومكلف للغاية. لقد استغرقنا أكثر من عام لاختبار الأساليب المختلفة لمعرفة ما سينجح".

وبموجب النظام الجديد، يتعين على سلسلة برت أ مانجيه، وضع نموذجين لتقديم الوجبات، فبالنسبة للطلبات الخارجية يتطلب تعبئتها بواسطة الورق والبلاستيك، أما بالنسبة للوجبات المقدمة للعملاء داخل المطعم، فيتطلب تقديمها بالأوعية الزجاجية.

إجراء ملموس

ويعد الحظر المفروض على العبوات التي تستخدم لمرة واحدة، من أكثر الأجزاء وضوحاً في التشريعات البيئية، التي أقرتها الحكومة الفرنسية في عام 2020، والتي تضمنت المئات من المتطلبات الجديدة، مثل تقليل العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتخلص التدريجي منها بحلول عام 2040، فضلاً عن الترويج لإعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات.

وقال وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو، إن نهاية استخدام أدوات الطعام ذات الاستخدام الواحد، تعد خطوة جديدة في مكافحة النفايات غير الضرورية، وإجراء ملموس سيذكر الفرنسيين في حياتهم اليومية بأهمية البيئة.

هل هذا الخيار الأمثل؟



ولكن مع دخول القانون حيز التنفيذ، فإن بعض المديرين التنفيذيين، يعبرون عن مخاوفهم، ليس فقط بشأن التحديات العملية والمالية، لتقديم أطباق وأدوات مائدة قابلة لإعادة الاستخدام ، ولكن أيضًا ما إذا كان التبديل سيفيد البيئة عن طريق تقليل النفايات واستخدام الطاقة.

ومن المحتمل أن تفقد صناعة تغليف الورق حصتها في السوق، في حال أصبحت أدوات المائدة القابلة لإعادة الاستخدام هي الرائجة.

ويجادل قادة الصناعة بأن منتجاتها الورقية التي تستخدم لمرة واحدة، مثل أكواب القهوة المغلفة من الورق المقوى أو أغلفة الساندويتش، أكثر صداقة للبيئة من الزجاج القابل لإعادة الاستخدام.

وغالبًا ما يمكن إعادة تدوير عبوات الورق، هذه في حين أن أدوات المائدة البلاستيكية أو المطاط القابل لإعادة الاستخدام، لا يمكن إعادة استخدامها.

ووفقاً لدراسة أجراها الاتحاد الأوروبي لتغليف الورق EPPA، فإن الطاقة والمياه الإضافية المطلوبة لغسل وتجفيف الأطباق، وأدوات المائدة القابلة لإعادة الاستخدام، في آلات من الدرجة الصناعية، تعني أنها تولد انبعاثات كربونية تزيد بمقدار 2.8 مرة عن انبعاثات الأدوات الورقية ذات الاستخدام الواحد، كما أنها تستهلك 3.4 مرة من الماء.

ووفقا لـ EPPA فإن فقدان أو تلف أو سرقة، عبوات المطاعم القابلة لإعادة الاستخدام، تعني أيضاً أن يمكن المبالغة في تقدير فوائدها البيئية.

وقال رئيس EPPA، إريك لو لاي، أن المجموعات الناشطة تشن حرباً على العبوات ذات الاستخدام الفردي، وفي نفس الوقت فإن القواعد الجديدة قد تزيد أيضًا من هدر الطعام.

وفي نفس الوقت تبنى العديد من أصحاب الأعمال في فرنسا، شرط استخدام أطباق وأدوات مائدة حقيقية كوسيلة لدعم البيئة.

وقال المؤسس المشارك لـ Eat Salad، أنطوان بارات، إن متاجر السلسلة الـ 60 في فرنسا، كانت تقدم بالفعل سلطاتها المعدة حسب الطلب في أوعية زجاجية كبيرة، لتتلاءم مع الرسائل المستدامة للعلامة التجارية، وللامتثال للقانون الجديد، يتم الآن تقديم الحساء والحلويات في عبوات قابلة لإعادة الاستخدام.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC