الهيدروجين الأخضر أمام تحدي التكلفة

شاحنات لنقل الهيدروجين الأخضر
شاحنات لنقل الهيدروجين الأخضررويترز
يكافح الهيدروجين الأخضر لتعزيز انتشاره، بسبب عدة عوائق، رغم كونه غازاً له مستقبل مشرق، ورغم أن أوروبا تفكر في استخدامه في مجالات عدة .

وهناك آراء مختلفة لتّحول الطاقة، تجعل من هذا الغاز حجر الزاوية، للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من الصناعة والنقل، وفقاً لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.

وهذا الغاز مثالي لإزالة الكربون من وسائل النقل والصناعات الثقيلة، وهو يتمتع بكل المزايا، على الأقل نظرياً على الورق، لدرجة أن الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي، أعلنت عزمها إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين "الأخضر"، واستيراد الكمية نفسها بحلول عام 2030، وقد يكون الواقع مختلفاً تماماً، بسبب الافتقار إلى القدرة الإنتاجية الكافية والطلب الكافي.

 والعقبة الأولى لتطوير الهيدروجين الأخضر، هي الحصول على الكهرباء منخفضة الكربون وبأسعار تنافسية. وإذا أخذنا بالاعتبار، أسعار الكهرباء وتكلفة المحللات الكهربائية، يمكن أن يكون سعر طن الهيدروجين الأخضر، أغلى بخمس مرات من الهيدروجين التقليدي.

وتعتقد رئيسة شركة "إنجي" كاثرين ماك غريغور، أن "التحدي الصناعي معقد ولكن يمكن التغلب عليه". وبحذر، قامت بمراجعة أهداف معينة لمجموعتها. وبالتالي، لم يعد هناك أي شك، في أن شركة الطاقة تهدف إلى الوصول إلى قدرة 4 جيجاوات ساعة في عام 2030، وقد تم تحويل الهدف إلى عام 2035.

من جهته، يقول فلوران أندريلون، مدير تكنولوجيا المناخ في شركة كابجيميني: "حتى لو كانت التكنولوجيا جاهزة، فإن الطلب لا يواكبها". والسوق لا ينطلق لأن الهيدروجين الأخضر لا يزال باهظ الثمن".

"دعونا نبدأ بإزالة الكربون من هذا الهيدروجين. هذا لا يتطلب تغييرات في وسائل الإنتاج"، بحسب ماك غريغور، مقتنعة بأن كل تغيير في البنية التحتية، يمثل عقبة إضافية، ولو فقط بسبب الوسائل المالية اللازمة.

ومن جانبها، تخطط شركة "ارسيلور ميتال" لاستثمار 1.8 مليار يورو، بمساعدة الدولة، لإزالة الكربون من مصنعها في دنكيرك باستخدام الهيدروجين. ويتوقع خبراء أن الاستخدامات الجديدة، مثل إنتاج الفولاذ الأخضر، أو ​​الوقود المصنوع من الهيدروجين (الوقود الإلكتروني)، سيتم التوصل إليها في نهاية هذا العقد. كما يشكك المختصون في التحول إلى الهيدروجين في النقل البحري، بسبب عدم وجود حلول يمكن نشرها على نطاق واسع.

وللإطار التنظيمي دوره أيضاً. وفي أوروبا، كل دولة لديها قوانينها. وينبغي التأكد من أن المعايير المستخدمة في الإنتاج هي نفسها في كل مكان بحسب ماك غريغور. ولكي يعتبر الهيدروجين متجددا، يجب أن يستفيد من قدرات جديدة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.

وبعبارة أخرى، فإن الهيدروجين المنتج من الكهرباء المتجددة الموجودة لا يعتبر أخضر. وعلى نحو مماثل، تناضل فرنسا من أجل تصنيف الهيدروجين المنتج باستخدام الكهرباء النووية، على أنه منخفض الكربون، وهو ما تعترضه ألمانيا في كل مفاوضات جديدة. وهناك الكثير من الشكوك التي تؤثر على اللاعبين في السوق. ويزداد الموضوع تعقيداً لأن بعض القطاعات تخضع لالتزامات قوية.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com