وأدى النقص في العمالة مثل مناولي الأمتعة ووكلاء خدمة العملاء إلى التسبب بطوابير طويلة وتأخير الأمتعة خلال ذروة موسم السفر الصيفي العام الماضي، ما أفسد فترة تعافي الصناعة من وباء كورونا وحفز الطلب على مبادرات جديدة لجذب العمال، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
"إذا كنا نريد أن يعمل الناس في نوبات صعبة، في منتصف الليل، في منتصف النهار، فعلينا كأيضًا أن نكون قادرين على التكيف مع حياتهم الأسرية ،" بحسب توماس روميج، نائب رئيس مجلس المطارات الدولي ACI.
ويكمل "تتخذ المطارات المزيد من الخطوات لمحاولة توظيف العمال والاحتفاظ بهم وتدريبهم (أو تطويرهم)."
ويقوم ACI، في جميع أنحاء مطارات العالم، بإعداد إرشادات لجعل الوظائف، التي تتطلب عملاً على مدار 24 ساعة خارج مراكز المدن، أكثر ملاءمة للعمال.
ويتمثل جزء من مشكلة صناعة الطيران في أن الأجور المنخفضة والعمل الشاق جعل الاحتفاظ بالموظفين في المطارات تحديًا لفترة طويلة، وهي مشكلة تفاقمت بسبب الوباء، والآن معدلات البطالة المنخفضة زصلت لمستويات تاريخية، ففي الولايات المتحدة، وصل معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 53 عامًا.
تعافت مشكلة نقص العمالة في شركات الطيران في الولايات المتحدة خلال العام الماضي لتتجاوز مستويات ما قبل الوباء. لكن هذا القطاع لم يخلق وظائف بعد حيث أن السفر الجوي في الولايات المتحدة ينتعش أيضًا - وتشير التوقعات إلى أنه من المقرر أن يرتفع أكثر هذا العام من مستويات ما قبل الوباء التي بلغها في عام 2022.
هناك حاجة إلى المزيد من مغريات الوظائف لأن متوسط رواتب موظفي المطارات الأميركية أقل من 18 دولارًا في الساعة وهو أقل بكثير من متوسط رواتب أرباب العمل في التجارة الإلكترونية مثل أمازون، التي تدفع ما يقرب من 33 دولارًا في الساعة في المتوسط ، وفقًا لـ ZipRecruiter .
برامج رعاية الأطفال خارج مطارات كاليفورنيا، لا يتم تقديمها بشكل عام في مطارات أمريكا الشمالية، لكن الأمر بدء يتغير.
أطلقت إدارة طيران مدينة فينيكس، التي تدير مطار فينكس سكاي هاربور الدولي، برنامج رعاية الأطفال لموظفي المطار وتخطط لبناء مركز لرعاية الأطفال على أرض المطار، ويتوفر حالياً 133 وظيفة شاغرة من أصل 171، وتنفق مدينة فينيكس أيضًا مليون دولار لتطوير مركز رعاية نهارية منفصل بجوار المطار.
في مطار كيلونا الدولي، كندا، يجري بناء مركز للرعاية النهارية، بشكل أساسي لأطفال الموظفين الذين يعملون في أرض المطار.
قال فيليب إلشيتز، مدير أول لعمليات المطار، إن المشروع ساعد بالفعل في الاحتفاظ بوكيل خدمة عملاء، وهو أب أعزب كان يفكر في المغادرة.
وقالت المتحدثة باسم مطار سينسيناتي / شمال كنتاكي الدولي، إن إدارة المطار تفكر أيضًا في تقديم خدمات رعاية الأطفال في الموقع أو في مكان قريب في محاولة لتوفير مزايا جذابة للعمال.
كما تضيف بعض مطارات كاليفورنيا، التي تقدم بالفعل رعاية نهارية، خدمات أخرى لتسهيل الحياة على الموظفين.
وقال متحدث باسم مطار سان فرانسيسكو الدولي في يوليو الماضي، إن الدعم الشهري المقدم للموظفين الذين يستخدمون وسائل النقل العام سيزيد بنسبة بأكثر من 50% إلى 200 دولار، بينما يجري تجريب خدمة نقل مجانية للعمال الذين يعيشون في أماكن أبعد من المطار.
ويفكر مطار كيلونا أيضًا في خدمة النقل المحلية التي يصعب ملؤها بين عشية وضحاها أو نوبات ما قبل الفجر عندما لا يتوفر النقل العام.
تقدم "خطوط دلتا" مكافأة قدرها 5000 دولار لبعض الوظائف في مينيابوليس، وتحاول شركات الطيران الأخرى مثل "يونايتد إيرلاينز" و"ألاسكا إيرلاينز" أيضًا جذب العمال للعمليات الأرضية من خلال مكافآت، وفقًا للوظائف الشاغرة.
قال ينغ ماكفرسون، كبير مسؤولي الإستراتيجيات في شركة "يونيفاي"، إن شركة المناولة الأرضية، التي تزود شركات دلتا وألاسكا ويونايتد إيرلاينز بالعمالة والمعدات شهدت ارتفاع تكاليف توظيف عمال جدد في أسواق العمل الضيقة بنسبة تصل إلى 60% عن مستويات ما قبل الوباء.
وأعطت الشركة العام الماضي سيارات جديدة لثلاثة موظفين وهواتف ذكية، بما في ذلك أجهزة آيفون، لأكثر من 3000 عامل حققوا أهداف الأداء، وأضاف متحدث باسم الشركة أنها تقدم الآن أموالًا لأوقات الأزمات وترعى برنامجًا يسمح للموظفين بدفع ثمن المشتريات مثل الأجهزة وأجهزة الكمبيوتر بموجب خطة دفع مرنة بمرور الوقت.
وقال ماكفرسون إنه في بعض الحالات، تقوم شركات الطيران وشركات خدمات الطيران بنقل العمال وإيوائهم في الفنادق المحلية لتجنب تكاليف تعيين موظفين إضافيين في أسواق العمل الأكثر تشددًا.
وتقول النقابات إن الصناعة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لجذب العمال والاحتفاظ بهم.