خاص
خاصshutterstock

مشروع الممر.. ربط وثيق للمنطقة بالهند القوة الكبرى الصاعدة

الهند قد تنافس بحجمها أميركا والصين بحلول 2050
يربط الممر الاقتصادي الجديد الذي تم الإعلان عنه على هامش قمة مجموعة العشرين، المنطقة وأوروبا بالهند، وهي قوة اقتصادية كبرى صاعدة، قد تنافس بحجمها الصين والولايات المتحدة في غضون 3 عقود من الزمن.

وأكد الخبير الاقتصادي ستيفين بوب لـ"إرم الاقتصادية" أن مشروع السكك الحديدية سيسهل نقل البضائع من الهند إلى الخليج وأوروبا، ويجعلها أقل تكلفة ومتوافرة بسرعة.

كما ستساهم المبادرة في خفض التلوث والحفاظ على البيئة عبر تسهيل نقل الهيدروجين والكهرباء، وتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة عبر الاستثمارات النظيفة.

وتابع أن تفاصيل التمويل والإطار الزمني لهذا المشروع لم تحدد بعد، وعوائده ستكون طويلة الأمد، وقد تمتد لعقود أو أكثر من ذلك.

ويتضمَّن الممر الاقتصادي الجديد مشاريع لربط دول خليجية وعربية بشبكة من السكك الحديدية التي ستربط أيضاً بالهند عبر الممرات الملاحية، إضافة إلى ضخ استثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية.

وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف كجزء من الجهود المشتركة، لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري،م ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة.

وأوضح بوب أن دول المنطقة ستستفيد بالفعل من البضاعة والسلع المستوردة، التي ستكون أقل تكلفة، وفي الوقت ذاته سيتم تسهيل نقل منتجات دول المنطقة إلى أوروبا والهند.

واعتبر أن هذه الخطة تكتسب أهمية كبرى، خاصة أنه من المتوقع أن تصبح الهند ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2050.

ويهدف المشروع أيضاً إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال أسلاك الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

ومن جانبه، ذكر المحلل المالي علاء زريقات أن هناك جانباً تكنولوجياً مهماً يرتبط بهذا المشروع حيث سيتم نقل البيانات الرقمية من خلال الألياف البصرية، في وقت باتت فيه التكنولوجيا العصب الأساسي لكل معاملة .

ولفت إلى أن مشروعاً كهذا الآن يساهم في تقريب مختلف المجتمعات لبعضها بعضاً، الأمر الذي قد يساهم في إحلال السلام.

وإلى ذلك، أكد أن جميع المشاركين في الاتفاقية حول هذا المشروع سيستفيدون وشدّد على أن الهند تبرز كقوة اقتصادية كبرى في العقود المقبلة، وهي سوق ضخمة لكل من الاستيراد والتصدير.

وتابع أن هذا المشروع ذو رؤية وأبعاد طويلة الأمد، وسيكتسب أهمية كبرى على صعيد التجارة العالمية، إذ إن الهند ستصبح قوة اقتصادية عظمى تنافس بحجمها الولايات المتحدة والصين وأوروبا في غضون 30 عاماً.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عند إطلاق المشروع: "سيكون هذا الرابط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج العربي وأوروبا".

وأضافت: "أنه جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات"، "خط السكك الحديدية سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%".

وقال مصدر لصحيفة "فايننشال تايمز" إن الولايات المتحدة تحاول أيضاً إعادة تركيز الاهتمام على المنطقة لطمأنة الشركاء والحفاظ على نفوذها.

ووفق وكالة أسوشيتد برس، فإن المشروع ينطلق من الهند بحراً إلى دولة الإمارات، ثم براً في السعودية، ومنها إلى الأردن وإسرائيل عبر خط سكة حديد، ثم بحراً وصولاً إلى اليونان ومنها إلى أوروبا براً.

ومن ثم فإن دول الشرق الأوسط المشاركة في هذا الممر هي الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل. ورغم أن الولايات المتحدة طرف رئيس في الاتفاق، إلا أنها طرف راعٍ ومستثمر ولا يشملها الممر الاقتصادي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الإعلان: "هذه صفقة كبيرة. إنها صفقة كبيرة حقاً".

وتم الإعداد للمشروع منذ يوليو 2022، حيث تحدث بايدن عن الحاجة إلى مزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي من دون أن يفصح عن شيء.

وأضاف مسؤولون أوروبيون إن هذا التعاون جزء أساسي من جهود الاتحاد الأوروبي، لتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول الخليج، خاصة رداً على الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com