logo
اقتصاد

الساعات الفاخرة ملاذ استثماري.. رولكس وباتيك فيليب تتفوقان على الأسهم

الساعات الفاخرة ملاذ استثماري.. رولكس وباتيك فيليب تتفوقان على الأسهم
ساعات رولكس الفاخرة المستعملة في متجر في سان فرانسيسكو، 4 أغسطس 2023المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:27 مايو 2025, 03:33 م

شهد سوق الساعات الفاخرة خلال العقد الأخير تحولات لافتة جعلت من بعض الطرازات الفاخرة أدوات استثمارية تضاهي في أدائها العديد من الأصول التقليدية، بل وتتفوق عليها أحياناً.

فقد ارتفعت قيمة ساعات مثل «رولكس» و«باتيك فيليب» و«أوديمار بيغه» و«ريتشارد ميل» بشكل ملحوظ، لتتحول من إكسسوارات فاخرة إلى أصول نادرة تحظى بطلب عالمي متزايد.

من بين هذه العلامات، برزت «رولكس» باعتبارها الأكثر تداولاً وانتشاراً في السوق الثانوية، حيث سجلت طرازات مثل «دايتونا» و«سابمارينر» و«جي إم تي ماستر 2» ارتفاعات في الأسعار وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 300% خلال عشر سنوات. وتعود هذه الارتفاعات إلى توازن نادر بين العرض والطلب، فضلاً عن السمعة القوية للعلامة والقدرة على الحفاظ على القيمة بمرور الزمن.

عالم الاستثمار

أما ساعات «باتيك فيليب»، وتحديداً طراز «نوتيلوس 5711»، فقد أصبحت أيقونة في عالم الاستثمار، خصوصاً بعد أن أعلنت الشركة وقف إنتاجه، ما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل حاد في السوق الثانوية بنسبة فاقت 400% في بعض الحالات. ويُنظر إلى هذه الساعات على أنها أعمال فنية ميكانيكية ذات قيمة تاريخية، ما يفسر إقبال الجامعين والمستثمرين عليها.

ولم تكن «أوديمار بيغه» بمنأى عن هذا التوجه، إذ شهدت طرازات «رويال أوك» الكلاسيكية صعوداً قوياً في الأسعار، مدفوعة بندرة المعروض وتزايد شعبية التصميم الهندسي الفريد. وفي فئة أكثر تطرفاً، تواصل «ريتشارد ميل» إثارة الجدل بأسعارها الباهظة التي تبدأ من مئات الآلاف، لكن الطلب المرتفع والندرة الشديدة دفعا بأسعار بعض النماذج إلى مستويات قياسية في السوق الثانوية، ما جعلها محط أنظار كبار المستثمرين والمشاهير حول العالم.

ورغم كون الساعات الفاخرة ليست أداة استثمارية تقليدية، إلا أن أداءها خلال السنوات الأخيرة أثار اهتمام المستثمرين الباحثين عن أدوات تحوّط من التضخم أو تنويع للمحفظة. فهي تتميز بقلة العرض، وارتفاع الطلب العالمي، وارتباطها بالرمزية الثقافية والذوق الرفيع. كما أن كثيراً منها، لا سيما الطرازات المحدودة أو المتوقفة، لا يتأثر بتقلبات الأسواق بالطريقة نفسها التي تتأثر بها الأسهم أو العقارات.

تنامي التوجه

ومع تنامي هذا التوجه، برزت شركات وبيوت مزادات وخبراء متخصصون في تقييم وتداول الساعات النادرة، وأصبح البعض يقدم خدمات استشارية شبيهة بما يقدمه المستشارون الماليون في أسواق الأسهم.

ويُعد الاستثمار في الساعات حالياً مجالاً جاداً، يتطلب معرفة دقيقة بالموديلات، والإصدارات، وحالة الساعة، وسجلها، كما يتطلب الصبر والانضباط، لا سيما في ظل التقلّبات الدورية التي يعرفها السوق.

في المحصلة، لم تعد الساعة الفاخرة مجرد رمز للثراء أو الذوق الرفيع، بل تحولت إلى أصل استثماري بديل، يجمع بين القيمة الجمالية والعائد المالي، ويجذب فئة متزايدة من المستثمرين الباحثين عن أصول مادية تحميهم من تقلبات الأسواق وتآكل القوة الشرائية بسبب التضخم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC