في الوقت الذي تسعى فيه كندا والمكسيك إلى تجنب الرسوم الجمركية الأميركية التي تبلغ 25% والمقررة يوم الثلاثاء المقبل بسبب تهريب الفنتانيل، شجّع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت كندا، على أن تحذو حذو المكسيك في مضاهاة الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية.
وقال بيسنت، إن المكسيك اقترحت مطابقة الرسوم الجمركية الأميركية التي تستهدف الصين، لكنه لم يحدد أي مستوى، وفق ما نقلت وكالة «بلومبرغ».
وأضاف: «أعتقد أنها ستكون لفتة لطيفة لو فعلها الكنديون أيضاً - حتى نتمكن بطريقة ما من تحصين أميركا الشمالية من طوفان الواردات الصينية القادمة من أكثر الاقتصادات غير المتوازنة في تاريخ العصر الحديث».
ومن جانبه، قال نائب وزير الاقتصاد المكسيكي فيدال ليرناس يوم الخميس الماضي، إن المكسيك قد تتبنى تدابير تجارية أخرى بخلاف الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها على بعض الواردات للحد من الشحنات منخفضة القيمة من الصين، وفق «بلومبرغ».
وكان ترامب قد فرض في 4 فبراير الماضي رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية جميعها، ثم قال يوم الخميس إنه سيضاعف هذه الرسوم، ويفتح تبويباً جديداً إلى 20% اعتباراً من يوم الثلاثاء.
وردت السفارة الصينية في واشنطن بقولها إن رفع ترامب للرسوم الجمركية الأحادية الجانب من شأنه أن ينتهك بشدة قواعد منظمة التجارة العالمية، ويضر بالمصالح الصينية والأميركية على حد سواء.
كما قال المتحدث باسم السفارة ليو بينغيو: «الضغط والإكراه والتهديد ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين. وبدلاً من ذلك، فإن الاحترام المتبادل هو الشرط الأساسي»، وفق وكالة رويترز.
ولم ترد الحكومتان المكسيكية والكندية على الفور على طلبات التعليق على تصريحات بيسنت.
وانتشر المسؤولون الكنديون والمكسيكيون في جميع أنحاء واشنطن سعياً للإظهار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنهم يحرزون تقدماً في تأمين حدودهم الأميركية للحد من تدفق المواد الأفيونية الخطيرة.
وزير السلامة العامة الكندي ديفيد مكغينتي، أكد في نهاية زيارة استغرقت 4 أيام إلى واشنطن أنه استمر بالتواصل مع إدارة ترامب بأن كندا تعمل بسرعة لتأمين حدودها.
بدوره، قال وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد، في منشور على موقع (X)، إنه اجتمع مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة والمكسيك لديهما مستقبل عظيم للعمل معاً»، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول المناقشات بشأن الموعد النهائي للتعريفة الجمركية الأميركية.
وأشار ترامب إلى عدم إحراز تقدم كافٍ في الحد من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من الفنتانيل في الولايات المتحدة؛ بسبب الرسوم المزمع فرضها على واردات سنوية تزيد قيمتها عن 900 مليار دولار من كندا والمكسيك.
تحركت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر لتعليق إعفاء الحد الأدنى من الرسوم الجمركية للطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار والتي سمحت للفنتانيل وسلائفه الكيميائية بالوصول دون فحصها عبر المطارات والمعابر الحدودية الأميركية.
ولكن مع تراكم الطرود، أوقفت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية التعليق مؤقتاً، حتى تتمكن من وضع تدابير فحص فعالة.
يتزامن الموعد النهائي للتعريفات الجمركية يوم الثلاثاء، بالنسبة للصين مع بدء اجتماعاتها البرلمانية السنوية يوم الأربعاء المقبل، وهو حدث رئيس في التقويم السياسي لبكين، حيث من المتوقع أن يكشف القادة عن أولوياتهم الاقتصادية الرئيسة لعام 2025.
ويترك إعلان ترامب لبكين أقل من أسبوع لنشر التدابير المضادة، حيث تُظهر إدارة ترامب علامات على موقف متشدد تجاه منافستها الاستراتيجية، على الرغم من تراجعها عن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% عندما تولى ترامب منصبه في 20 يناير الماضي.