يواجه الشباب في الهند نقصا هائلا في الوظائف
يواجه الشباب في الهند نقصا هائلا في الوظائفرويترز

مع تفاقم البطالة.. شباب الهند يطمحون إلى العمل بالشرطة

يواجه الشباب في الهند نقصاً هائلاً في الوظائف، وفي ولاية أوتار براديش، مثلاً، ترتفع معدلات البطالة بين الشباب لدرجة أن الالتحاق بالجيش أو الشرطة هما الحلان البديلان للعمل الزراعي.

وبسبب نقص الوظائف، يذهب العديد من الشباب الهنود للعمل في الحقول طوال اليوم، ووصلت نسبة البطالة بين الفئة العمرية 20-24 سنة إلى 45% في أوتار براديش، وفقاً لمركز مراقبة الاقتصاد الهندي. 

وبحثاً عن حياة أفضل، يستعد العديد من الشباب للامتحانات في مراكز مختصة بحسب صحيفة "لي زيكو". وتظهر استطلاعات الرأي أن البطالة تثير قلق ما يقرب من واحد من كل اثنين من الهنود. ويمكن أن يؤثر ذلك سلباً على ناريندرا مودي، المرشح لتولي رئاسة البلاد من جديد في الانتخابات التشريعية التي تجرى حتى الرابع من يونيو المقبل.

وقال مانيش ياداف، البالغ من العمر 17 عاماً، والذي يريد الالتحاق بالجيش: "قدم لنا مودي وعوداً عندما تم انتخابه. ولكن في عشر سنوات لم يفعل لنا شيئاً". وأكد شاب آخر يدعى أكاش تيواري: "تفاقمت البطالة في منطقتنا خلال السنوات العشر الماضية، والامتحانات هي الأمل الوحيد لبعض الشباب، وإذا فشلوا، فسيعودون إلى العمل اليومي في الحقول، ولا أحد يريد العمل في المزارع، فهم يفعلون ذلك عندما لا يكون أمامهم حل آخر".

وأصبحت الوظائف نادرة للغاية في منطقة مثل ولاية أوناو؛ لدرجة أن آلاف الشباب يغادرونها كل عام لتجربة حظهم في دول الخليج. وفي يناير الماضي، جاءت وكالات التوظيف إلى لكناو، عاصمة الولاية، لإرسال هنود ليحلوا محل 100 ألف عامل فلسطيني تم إلغاء تصاريح عملهم بعد هجوم 7 أكتوبر. وحضر آلاف من المرشحين يحدوهم الأمل بايجاد وظيفة.

 كما أن الشباب الهنود يطمحون إلى الالتحاق بالجيش الذي يدفع جيداً، حوالي 320 يورو شهريا. ويحصل أولئك الذين يلتزمون  بالتسجيل في عقود قصيرة على مكافأة تبلغ حوالي 11000 يورو في نهاية أربع سنوات. وهذا المبلغ يسمح في الهند بإطلاق مشروع تجاري صغير.

ظروف متقشفة

والانضمام إلى الشرطة يعني الحصول على وظيفة تضمنها الحكومة التي تدفع الأجر كل شهر، وهو أمر نادر في الهند. وللمبتدئين يتم دفع 300 يورو شهرياً. وضباط الشرطة يتقاعدون باكراً، ويحصلون على معاش تقاعدي مدى الحياة. وهذا سبب إضافي لارتداء الزي البني. لكن المنافسة في الإمتحانات صعبة. وفي فبراير، أجرت شرطة ولاية أوتار براديش امتحاناً لتعيين 60 ألف شرطي حيث تقدم ما يقرب من 5 ملايين مرشح، ثم تم إلغاء المسابقة في النهاية بسبب تسريب الموضوع، مما زاد من الإحباط بين الشباب والشابات.

ويقوم الطلاب بمراجعة دروسهم للالتحاق بالشرطة، وهم مُنحَنُون على صفحات الدراسة المضاءة بمصابيح خفيفة.

ويجري إعطاء الطامحين دروساً أساسية في الرياضيات والمنطق والمعرفة العامة والهندية، وفي حال الرسوب في الامتحانات لا يتوجب على الطلاب دفع أي شيء. وإذا نجحوا، فيجب عليهم دفع 20 ألف روبية، أو حوالي 220 يورو. وخلال خمس سنوات، اجتاز نحو مئة شاب امتحانات مختلفة، بحسب مديري المركز.

ومانسي كيواري، وهي فتاة خجولة تبلغ من العمر 20 عاماً، تستعد لامتحان القبول في الشرطة منذ 4 أشهر مع ابنة عمها مانسي شوكلا البالغة من العمر 19 عاماً. ولا يمكن لكليهما المطالبة إلا برتبة "شرطي" - وهي أدنى رتبة في التسلسل الهرمي، لأنهما توقفتا عن دراستهما في نهاية المدرسة الثانوية.

وبالنسبة لبنات العم، الانضمام إلى الشرطة هو الطريقة الوحيدة للهروب من المصير المخصص للأغلبية الهائلة من الفتيات في سنهن، أي الزواج المرتب والأمومة والحياة المكرسة للمهام المنزلية.

وتقول مانسي كيواري: "إذا فشلنا في الامتحان، فسيكون مصيرنا القيام بالأعمال المنزلية، ونحن لا نريد ذلك".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com