لم يشأ البنك المركزي الروسي تغيير سياسته النقدية في وقت يسعى فيه إلى مجابهة ارتفاع الأسعار ، حيث فضل التريث وعدم الاستدارة عن مسار التشدد الحالي الذي عززه في ديسمبر الماضي من خلال رفع أسعار الفائدة.
وللمرة الثانية على التوالي يبقي بنك روسيا المركزي أسعار الفائدة عند المستويات ذاتها دون تغيير متفقًا مع توقعات محللي ستاندرد آند بورز غلوبال عند مستويات الـ16%.
وزاد المركزي الروسي أسعار الفائدة آخر مرة في اجتماع ديسمبر الماضي عندما رفعها بواقع 100 نقطة أو ما يعادل 1% من مستويات 15% وصولا إلى المستويات الحالية.
وأسفرت جهود المركزي الروسي في مواجهة التضخم عن رفع أسعار الفائدة 5 مرات متتالية من مستويات 7.5% في مايو إلى 8.5% في يوليو، ثم 12% خلال اجتماع أغسطس، وإلى 13% في اجتماع سبتمبر، بينما ارتفعت إلى 15% في أكتوبر وأخيرًا عند المستويات الحالية منذ ديسمبر.
بيان البنك
ووفقًا لبيان بنك روسيا، فقد قرر مجلس إدارة بنك روسيا الحفاظ على سعر الفائدة الرئيسي عند 16.00%، ولفت البنك إلى أن التثبيت يأتي بينما تتراجع الضغوط التضخمية الحالية تدريجيا ولكنها تظل مرتفعة.
وقال مجلس إدار ة البنك: "لا يزال الطلب المحلي يفوق بشكل كبير إمكانيات توسيع إنتاج السلع والخدمات، وزاد ضيق سوق العمل مرة أخرى".
وأضاف المجلس: "من السابق لأوانه الحكم على السرعة الإضافية للاتجاهات الانكماشية، حيث ستعمل السياسة النقدية التي ينتهجها بنك روسيا على تعزيز عملية تباطؤ التضخم في الاقتصاد".
اقرأ أيضًا- قصة ريديت.. شركة بدون أرباح تطرح أسهمها!
هدف التضخم
وأوضح البنك أن عودة التضخم إلى الهدف في عام 2024 واستقراره بشكل أكبر عند حوالي 4% يعني فترة طويلة من الحفاظ على الظروف النقدية المتشددة في الاقتصاد.
وفقًا لتوقعات بنك روسيا، مع الأخذ في الاعتبار السياسة النقدية الحالية، سينخفض التضخم السنوي إلى 4.0-4.5% في عام 2024 وسيقترب من 4%في المستقبل.
وظل نمو الأسعار المعدل موسميا الحالي منخفضًا في فبراير عند مستوى يناير، وفي مارس، وفقا للبيانات الأولية.
اقرأ أيضًا- الدولار يستأسد ويقفز لذروة 5 أسابيع
نمو سريع
وتشير المؤشرات الحالية إلى أن الاقتصاد الروسي يواصل نموه السريع في الربع الأول من عام 2024، ولا يزال النشاط الاستهلاكي مرتفعا وسط نمو كبير في دخل الأسر ومعنويات المستهلكين الواثقة.
وتشير البيانات المستمدة من الدراسات الاستقصائية للشركات إلى استمرار ارتفاع الطلب على الاستثمار،ولا يزال الانحراف التصاعدي للاقتصاد الروسي عن مسار النمو المتوازن كبيرا.
وقال البنك: "إن النقص في موارد العمل هو القيد الرئيسي لتوسيع إنتاج السلع والخدمات، وفي الوقت نفسه، زادت جمود سوق العمل مرة أخرى بينما وصلت البطالة إلى مستوى تاريخي منخفض".
الفائدة الحقيقية
ولفت البنك إلى أنه يتم تشديد الظروف النقدية بعد رفع سعر الفائدة الرئيسي في النصف الثاني من عام 2023.
وقال البنك: "تستمر أسعار الفائدة الاسمية والحقيقية في الارتفاع في مختلف قطاعات السوق المالية، ولا يزال هناك تدفق ثابت لأموال الأسر إلى الودائع لأجل".
ومنذ بداية العام، تباطأ نمو إقراض الشركات والرهن العقاري، وفي الوقت نفسه، شهد قطاع التجزئة تسارعًا في الإقراض الاستهلاكي غير المضمون.
وتسمح زيادة الدخل للسكان بزيادة المدخرات والاستهلاك في وقت واحد، وفي ديناميكيات الإقراض، ستستمر آثار الزيادات السابقة في أسعار الفائدة الرئيسية في النمو في الأشهر المقبلة.