فايننشال تايمز: تجزئة الاقتصاد العالمي سترفع أسعار السلع

تقارير
تقاريرصادرات السلع
حذر مقال رأي نشر في صحيفة فايننشال تايمز من محاذير تجزئة الاقتصاد العالمي في ظل أزمة الطاقة الناتجة عن حرب أوكرانيا، وزيادة الطلب على المعادن المهمة للتحول الأخضر وهشاشة الإنتاج الزراعي، لا سيما مصير السلع وسط الحرب الباردة بين واشنطن وبكين.

ولفتت المحلل الاقتصادي آلان بيتي في مقاله الذي نشرته الصحيفة، إلى أن التجارب السابقة تشير إلى أن المحاولات الاستراتيجية لاحتكار أسواق السلع الأساسية غالباً ما تتم مواجهتها من قبل شركات قادرة على التكيف وحكومات براغماتية.

ولطالما حذر صندوق النقد الدولي الذي يعقد اجتماعاته السنوية هذا الأسبوع في المغرب من التفتت الجغرافي، وفي تقييمهم الأخير يقدر خبراء الاقتصاد في الصندوق تأثير انقسام أسواق السلع الأساسية إلى كتل جيواقتصادية حول الولايات المتحدة وأوروبا من جهة والصين من جهة أخرى.

ارتفاع

وأوضح تقرير الصحيفة أن تصادمات الدول الدراماتيكية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار زيت النخيل وزيت فول الصويا في الكتلة التي تتمركز حول الصين بما يزيد على 500%، مع زيادات متماثلة في تكاليف المعادن المكررة في منطقة الولايات المتحدة وأوروبا.

ومن ناحية أخرى، ستشهد البلدان المنخفضة الدخل، والتي تعتمد في كثير من الأحيان على الواردات الغذائية انخفاضا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.2%، إلا أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سينخفض 0.3% فقط.

ويقوم نموذج صندوق النقد الدولي بتخصيص الدول إلى كتل بناء على سجل تصويتها في الأمم المتحدة، مما يضع البرازيل في التجمع الأميركي والأوروبي، وهو أحد الأسباب وراء ارتفاع أسعار فول الصويا في الكتلة الصينية بسرعة كبيرة.

وأوضحت الصحيفة أن البرازيل التي تعتبر أكبر مصدر عالمي لفول الصويا، تبيع حالياً نحو 70% من إنتاجها للصين، وتأتي فكرة قيام البرازيل بقطع مبيعاتها للصين لأسباب سياسية، وهي عضو معها في تحالف بريكس للاقتصادات الناشئة، يؤكد الافتقار إلى الواقعية في هذه التجربة.

وفي محاكاة صندوق النقد الدولي، تم تعيين تشيلي التي تعتبر ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم في التجمع الأميركي والأوروبي، في حين أنه في الوقت تصدر تشيلي الكثير من معادنها إلى الصين.

وعلقت الحكومة التشيلية باحتمال زيادة الصادرات إلى أوروبا للحصول على تنازلات في اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي وتشيلي، وكانت النتيجة تخفيف بروكسل لموقفها المتشدد المعتاد ضد تفضيل المنتجين المحليين للسماح لتشيلي ببيع الليثيوم بسعر رخيص.

وفي المقابل، استغلت إندونيسيا التي تتودد إليها الصين والولايات المتحدة للحصول على النيكل، موقفها التفاوضي لإجبار الشركاء التجاريين على الاستثمار في مصانع المعالجة.

وأوضحت الصحيفة، أنه حتى لو كانت أسواق السلع الأساسية منقسمة سياسياً، فإن العرض والطلب البسيط، يعني أن زيادات الأسعار بسبب القيود التجارية ستخلق حلولاً خاصة بها على المدى الطويل.

ويشير سايمون إيفينيت، الذي يدير مشروع تنبيه التجارة العالمية في جامعة سانت جالن في سويسرا، إلى أن ارتفاع إنتاج المعادن الأرضية النادرة قد أدى إلى تقليل قدرة الصين على التحكم في الإمدادات العالمية لخصومها.

وفي عام 2015، أنتجت الصين أكثر من 80% من العناصر الأرضية النادرة في العالم، بينما بحلول عام 2021، أدى التوسع الهائل في التعدين في أماكن أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا، إلى انخفاض حصتها إلى 58%.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com