وافق الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات رسمية مع دول مجلس التعاون الخليجي بهدف توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية ثنائية، في خطوة تسعى من خلالها بروكسل إلى تعزيز شراكاتها الدولية وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
بحسب ما نقلته وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة حضرت اجتماع وزراء الشؤون الأوروبية في بروكسل اليوم الجمعة، فقد منح الوزراء الضوء الأخضر لبدء مفاوضات مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي: السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عُمان.
تهدف هذه المفاوضات، التي يُتوقع انطلاقها في أقرب وقت ممكن، إلى تغطية مجموعة واسعة من القضايا، تشمل الأمن والطاقة، في وقت يكثف فيه الاتحاد الأوروبي جهوده لتنويع شراكاته وتقليل اعتماده على الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في تصريح لـ«بلومبرغ»، قالت دوبرافكا شويسا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط: «من خلال اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، نطمح إلى نقل تعاوننا إلى مستوى جديد».
أشارت شويسا إلى نيتها حضور الاجتماع الوزاري المرتقب بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، المزمع عقده في الكويت في 6 أكتوبر المقبل، بعد أن استضافت بروكسل أول لقاء من هذا النوع في أكتوبر 2024.
تُعد اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية إطاراً للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة لتعزيز التنسيق في مجالات متعددة، وقد تكون بمثابة مرحلة تمهيدية لعقد اتفاقيات تجارية مستقبلية.
ورغم المحاولات العديدة منذ عام 1990 للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، لم تُتوج أي من تلك المحاولات بالنجاح حتى الآن.
يأتي هذا التقدم الجديد في العلاقات بين التكتلين الاقتصاديين الكبيرين بعد الاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات لبدء مفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة تهدف إلى إزالة الحواجز التجارية وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الجانبين.