توقعات أوبك والطاقة الدولية والمخزونات لا تزال تلقي بظلالها
تراجعت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة، اليوم الاثنين، بعد أن سجلت في الجلسة السابقة أعلى مستوى إغلاق لها منذ السابع من نوفمبر، رغم وجود عوامل متعددة تدعم ارتفاع الأسعار.
ورغم التوقعات بأن تحصل أسعار النفط على دعم إضافي بفعل تطورات عديدة، مثل فرض عقوبات جديدة على روسيا وتشديدها على إيران، إضافة إلى حادثة التسرب النفطي في نيجيريا وإعلان حالة القوة القاهرة في ليبيا، إلا أن هذه العوامل الإيجابية تزامنت مع تقارير تشير إلى خفض توقعات الطلب على النفط.
في سياق متصل، عدّلت منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية منتصف الأسبوع الماضي توقعاتهما بخفض نمو الطلب على النفط، مشيرتين إلى زيادة الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، بجانب ارتفاع المخزونات النفطية في الولايات المتحدة؛ ما أسهم في الضغط على الأسعار.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير 2025 بنسبة 0.5%، أو ما يعادل 0.4 دولار للبرميل، لتسجل 74.18 دولار بحلول الساعة الـ5:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير 2025 بنسبة 0.55%، أو ما يعادل 0.39 دولار للبرميل، لتصل إلى 70.9 دولار.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت قد أنهت تعاملات الأسبوع الماضي بارتفاع 1.08 دولار، أو ما يعادل 1.5%، لتصل إلى 74.49 دولار للبرميل. في المقابل، ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.27 دولار، أو بنسبة 1.8%، لتسجل 71.29 دولار للبرميل.
وشهد خام برنت ارتفاعاً بنسبة 5% على أساس أسبوعي، محققاً أعلى سعر له منذ الـ22 من نوفمبر، بينما سجل خام غرب تكساس زيادة أسبوعية بلغت 6%، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ السابع من نوفمبر.
ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي مدعومة بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على صادرات النفط الروسي، وسط توقعات بتشديد العقوبات على الإمدادات النفطية الإيرانية.
وفي هذا السياق، صرحت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، نهاية الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات إضافية على ناقلات النفط التابعة لما يُعرف بـ«الأسطول المظلم»، الذي يستخدم أساليب إخفاء لتجنب العقوبات. كما لم تستبعد إمكانية فرض عقوبات على البنوك الصينية التي يُعتقد أنها تتعامل مع هذه الناقلات.
أعلنت السلطات النيجيرية أن ناقلة نفط روسية تحمل آلاف الأطنان من المنتجات النفطية انشطرت نتيجة عاصفة قوية يوم الأحد؛ ما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المنتجات النفطية في مضيق كيرتش. وفي ذات الحادث، تعرضت ناقلة أخرى لأضرار كبيرة بسبب العاصفة نفسها؛ ما جعلها تواجه مخاطر إضافية.
على صعيد آخر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة بعد تعرض عدة خزانات في مصفاة الزاوية لأضرار جسيمة جراء اشتباكات مسلحة وقعت في محيط المصفاة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
تُعد الزاوية، التي تقع على بعد 40 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس، موطناً لأكبر مصفاة نفط عاملة في ليبيا بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 ألف برميل يومياً. وترتبط المصفاة بحقل الشرارة النفطي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً؛ ما يجعل هذه الأحداث ذات تأثير كبير على قطاع النفط الليبي.